المقالات

قطار 1968 الانكلو- أمريكي يتأهب لإنقلاب بغداد 2010

1364 20:12:00 2009-07-27

مصطفى كامل الكاظمي

"عفا الله عما سلف" جملة استوحاها الزعيم الوطني الراحل من القرآن الكريم، واخطأ عبد الكريم قاسم أكبر خطأ أودى بحياته حينما سعى لتطبيقها مع خفافيش الليل الذين مالؤوه وخططوا لاغتياله فأصابوه اثناء عملية غدر سهلة خلال مروره وهو يستقل سيارته بشارع الرشيد متوجها الى مقر عمله في وزارة الدفاع بعيدا عن الحمايات ومن دون موكب جرار كما هو ديدن اباطرة الحكم المعاصر في بلداننا العربية، فراح في العملية الغادرة سائقه واصيب الزعيم بجروح طفيفة، فخطب خطبته الشهيرة التي شفعها بعفا الله عما سلف ليثبت للجميع بما فيهم اؤلئك الارجاس حسن نواياه وانه قد سامحهم وعفا عن جريمتهم. الا انه لم يدرك انهم سيستغلون هذه الطيبة وحسن نيته فيطيحوا برأسه في 8 شباط عام 1963 بليلة الغيلة قدمت بهم بقطار انكلو- اميركي ومن ثم ليطحنوا الشعب العراقي في طاحونة الموت على مدى اربعين سنة.!لم يندمل جرح العراقيين بعد، ولم ينس أهلونا وكل ابناء العراق ممن اصيبوا بسهام السخط والنهج الدموي الفاشستي لحزب البعث العراقي وفق خطة نجح بها وبامتياز التوافق الاميريكي-البريطاني عام 1968 حينما اوفدوا المجرمين كأنقلابيين عفالقة بعد ان فروا من بغداد اثر اخفاقهم وهزيمتهم الكبرى وهيمنة الحكم العارفي على مقاليد الحكم في العراق من بعد فرط عقد تحالف الطرفين الغادر الذي طال رأس الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم والاطاحة بحكومته عام 1963.عاد العفالقة يومئذ بنفس القطار الذي يستعد اليوم أيضا للتحرك مجددا تجاه بغداد وهو يحمل شرذمة الانهزاميين العفالقة الذي صبغوا العراق حمرة لم تفرق بين الشمال وجنوب العراق او شرق العراق وغربه نحو اربعة عقود من زمن الارهاب الذي حكم العراق.حفنة الاجرام هذه تتأمل تكرار نتيجة عودتها فقد احزموا حقائبهم الان صوب بغداد بمباركة دولية وبرعاية اميركا، ومناصرة اقليمية تباركها السعودية وبعض الجوار. فان كان الشعب قد رزئ عام 68 بدبابات جابت شوارع العاصمة لتقذف بوقها الى مبنى الاذاعة والتلفزيون في الصالحية ومنها تم اعلان البيان رقم واحد وتشكيل مجلس قيادة الانقلابيين العفالقة وترحيل الرئيس الهزيل عبد الرحمان عارف ومجموعة القومجيين، فلا اظن ان شعبنا سيرتضي اليوم اعادة هذه التجربة المرة المأساة. خاصة وان الشعب قد عبّر بكلمته للعالم عن موقفه في يوم التاسع من نيسان عام 2003 حينما هب يلتقط البعثيين المجرمين ويستخرجهم من جحورهم ليقتص منهم، اؤلئك الذين تلطخت اياديهم بالجريمة.عليه لا اظن ان السيد نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي المحترم سينجر الى الرغبة الاميركية والقبول بالتفاوض مع هذه الشراذم التي نبذها العراقيون وهم مطلوبون للعدالة ىوان قدمت اميركا للمالكي الف الف ضامن وضمان بان لا يصدر من هؤلاء العفالقة اي متاعب مستقبلية للعراق.الى هذا ايضا سبق لي ان حذرت المعنيين من هذه العودة ومحاولات هؤلاء القتلة المستمرة للنفوذ الى العمق العراقي لاجل التربص وتحين الفرصة ومن ثم ممارسة الانقضاض ثانية واعادة المأساة العفلقية للعراقيين. فالى ذلك نشرت مقالا قبل اربعة شهور بعنوان [عقلية الحكومة الديموقراطية حيال البعث من اجتثاثه الى اجتبائه] نبهت فيه حكومتنا الوطنية الحالية من مخاطر التسامح في عودة البعثيين مجددا واشراكهم في العملية السياسية تحت اي اسم كان او عنوان.انظر الروابط:http://www.alrabetta.ae/Read3920.htmlو http://www.kurdistan-times.com/content/view/8623/56/و http://alhakaek.com/news.php?action=view&id=1018

اكثر ما كنا نخشاه من عملية انسحاب القوات الاجنبية من المدن العراقية هو تفكير قيادة هذه القوى بتمرير لعبتها بعودة البعثيين والضغط على حكومة السيد المالكي للقبول بها كشرط من شروط سياسة الانسحاب. وان صدقت الاخبار التي تسربت من واشطن بان الرئيس الاميركي اوباما صرح للسيد نوري المالكي اثناء زيارة الاخير الحالية لواشنطن: [سنأخذ على العائدين (كبار البعثيين من ساسة وعسكر يتسكعون اليوم في ملاهي استانبول وعمان وبعض الجوار) عهودا بنبذ العنف والقبول بالعملية السياسية] فهي الطامة الكبرى التي سيصطلي بها الشعب مجددا دون ادنى شك.فلو عاد هؤلاء- لا قدر الله- فانهم سيشاركون في انتخابات العراق التشريعية المقبلة المقررة مطلع العام 2010 وهذا بدوره يعني ان عنصر المفاجأة سيباغت الشعب مجددا على حين غفلة منه، اذ ستجشع عملية ظهور اي عفلقي او قيادي سابق في حكم نظام صدام إحصين التكريتي المقبور كل من اختفى في الاوكار والجحور خاصة الاقليمية منها الى الظهور والاسهام بنسج مؤامرة التمكين ثانية.!فلو قبلت حكومة العراق الحالية بهذه العودة الظالمة، اذن على ماذا قامت دولة العراق وقدمت كل هذه الجهود؟لماذا وقع المالكي على اعدام صدام؟لماذا يحاكم العفالقة في قضاء الدولة اليوم؟بكلمة: لا يمكن اعادة غلطة الزعيم عبد الكريم بعفا الله عما سلف!تلك الغلطة التي دمرته شخصيا وسحقت العراقيين من بعده!ملبورن شتاء2009

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حيدر المعموري
2009-10-05
كانك في قلبي اخي الكاتب الكريم هذا الكلام لطالما رددته مع نفسي واصدقائي ومعارفي كلما تحاورنا في الشأن العراقي ومنذ امد طويل بل لااخفي عليك لطالما لمت الزعيم اراحل رحمه الله وغفر له على سياسة(عفا الله عما سلف) لانها سلمت البدلد لحكم غاشم زهاء اربعة عقود من حياة هذا الشعب000 حياك الله
ماهر سالم جبر
2009-08-20
ان شعار عفا الله عما سلف يتبناه الناس الاسوياء المستعدين ليعرضوا انفسهم للخطر وغير مستعدين لتعرض الناس الابرياء للخطر لذا فهو مبدأ سامي ورفيع لايحمله اصحاب الفكر الانتقامي والعصابات القادمة من الحدود للاقتصاص من بلدهم ارضاءا للدولة التي احتضنتهم طوال فترة الحرب التي استمرت ثمان سنوات..هذا المبدأ لا يعترف به سراق البنوك..ومزوري الانتخابات...وطبعا هذا كلام غير صالح للنشر..لكن اقول كمواطن بسيط غير منتمي ولله ولله ولله الى اي حزب او فكر سوى كوني عراقي بسيط..الله ينتقم منكم..
د. سليم
2009-08-07
رحم الله والديك يا اخي الكاتب على هذا التشخيص وهذه المقارنه الموفقه انه الحق والحقيقه ولو عاد البعثيين فلا يقال بعد عراق وعراقيين بل بعث وبعثيين اكبر التحيات ارسلها الى الكاتب مصطفى والى موقعنا الاسلامي براثا والشيخ جلال الموقر اخوكم الدكتور سليم
منى الخزرجي
2009-07-29
اجمل ما قرات من تحليل وتشخيص هو هذا المقال لهذا الكاتب الوطني الكبير تحية بحجم العراق الى الكاتب مصطفى كامل الكاظمي اختك منى
احمد الربيعي
2009-07-28
لاتخاف اخونا الكاتب ..البعث.. كلمه ازيلت من قاموس العراقيين والى الابد...واذا صار اختراق هنا او هناك...فبعد الدوله والاحزاب..نحن الشعب العراقي جاهزون للمنازله..حتى مايتصور الاعداء ان الشعب لايحصن نفسه بمعزل عن الحكومه ...فرجوع البعث عشم ابليس بالجنه والايام ستثبت هذا الشئ
الشيعي
2009-07-28
انا لله وانا اليه راجعون فيكم يابعثيين وياناصبه يامن ناصبتم العداء لي ال البيت اقول لكم والله لسنا ابناء ابائنا ان تركناكم ولو ساعه واحده تعودون الى الحكم عن طريق الاراذل العربان في الخليج والاردن ومصر كما في عام 68 وكذلك الامريكان اللذين سمحوا لكم كل هذه المده من 2003 الى الان بقتل العراقيين وقاتلوا جيش المهدي اشد قتال وانتم امامهم ويترككوكم تقتلوا وتحرقوا ويغضوا الطرف .
الدكتور شريف العراقي
2009-07-28
عليكم بعدم السماح للانقلابين في اخذ المناصب التي تسمح لهم بما يريدون
ابو غلي
2009-07-28
بسمه تعالى 000 اعتقد بان الموامره خطيره جدا خاصه واننا مقبلون على انتخابات برلمانيه في غايه الاهمبه وفي ظرف حساس جدا عليه يجب على الائتلاف العراقي الموحد بقيادته المعروفه بمبدئيتها وحزمها عرض الموضوع على المرجعيه العليا بكافه تفاصيله واذا كان هناك ثمه ضغوط امريكيه على الحكومه فلنع المرجعيه تتصرف كما تصرفت في الازمات السابقه بحنكتها المعهوده وورائها شعب ينتظر اشارتها واوامرها حتى ترى امريكا بعينها رده الفعل ازاء ذلك لتختار بين البعثين او المرجعيه وجماهيرها
سمير الكوفي
2009-07-27
البعث سقط ولن يعود ,, لان اهل السنة لايريدون البعث اطلاقا ,, لان البعث فكر غير اسلامي ولامكان لة بالعراق ,,, افكار التطرف لها قاعدة اكثر من البعث لان قيادتة اتمنت لة من اجل مكاسب مادية
مهدي عبد تومان الحيالي
2009-07-27
الشعب هو صاحب القرار , اي مصدر السلطات واذا البعثين قادرين على الصعود للحكم فهذا يدل على ان الشعب يريدهم ولكن الخوف منهم يعطي صورة بانهم اقوياء وهذا خلاف للحقيقة لان الشعب يريد ناس عندهم مخافة اللة حتى يرتاح الشعب من المشاكل
يزيد نواف العسيري
2009-07-27
تحياتي لموقع براثا الكريم امريكا بلد يمشي وراء مصالحة وتريد ان تبقى بالمنطقة الى ابد الابدين وهي لاتحب السنة اوالشيعة واكبر دليل على ذلك هو ترك شيعة العراق بيد صدام وقتلهم امام مسمع ومراى كل العالم في سنة 1991 حتى صرخ ضابط الجو الامريكي بوجة الجنرال الاعلى للحرب وقالة لة بالحرف الواحد الناس تموت على يد قوات صدام فقال لة اوقف الرمي وانسحب لاعلاقة لنا بهم هذا امر عسكري وبعدها انصاب بالهسترة والجنون على مجازر الموت والوحشية , وشكرا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك