محمد عماد القيسي
منذ ان اتخذ امير المؤمنين علي عليه السلام مدينة الكوفة مقرأ وعاصمة للدولة الاسلامية لم يفارق دور علماء الدين الحياة السياسية والاجتماعية في العراق ولا سيما بعد ان اصبحت مدينة النجف مكاناً للمرجعية الدينية والحوزة العلمية وعلى مدى تاريخها الممتد لاكثر من الف عام واجهت الحوزة العلمية ومقام المرجعية الكثير من الهجمات والافتراءات من قبل اعداء الدين وأعداء العراق باعتبارها المؤسسة العلمية والعقائدية القائدة والموجهة لجمهور المؤمنين في العراق والعالم الاسلامي .
وبالرغم عن أي مرجعية لم تسلم من هجوم السلاطين وعدوانهم الا ان ماواجهته المرجعية الدينية والحوزة العلمية في زمن تسلط حزب البعث المقبور فاق كل الحدود والتوقعات وكانت البداية في أستهداف مرجعية الامام السيد محسن الحكيم واتهام السيد الشهيد محمد مهدي الحكيم بالتجسس وربما كان ذلك بسبب عالمية مرجعية الإمام الحكيم بل ان هناك من يربط بين هذه العالمية وسعتها وبين مخططات القوى المناهضة للأسلام في ايصال حزب البعث الشوفيني والذي يحمل حقداً دينيا ومذهبياً للقضاء على المرجعية الدينية والحوزة العلمية في النجف الاشرف .
استمرت بعدها سلطات البعث الغاشمة باستهاف علماء الدين بالتهجير والتسفير والقتل والمطاردة ومحاربة الشعائر الحسينية واعدام الحركيين من الاسلاميين لفرض القيود على المرجعية الدينية حتى تجرأ المقبور صدام على اكبر جريمة استهدفت المرجعية ورموزها الدينية بأعدام الشهيد السيد محمد باقر الصدر واخته العلوية بنت الهدى .
وعندما لم يستطيع صدام بطغيانه الحصول على فتوى من المرجعية تؤيد عدوانه ضد الجمهورية الإسلامية حاول محاصرة المرجعية في مدينة النجف وعزلها عن العالم الإسلامي حتى جاءت انتفاضة الشعب العراقي المباركة في النصف من شعبان وتوجهت الجماهير المنتفضة إلى مرجعيتها والتفتت حولها طالبة منها بقيادة الجماهير وتوجيههم مما أغاظ السلطات البعثية الصدامية ودفعها لتوجيه الاهانة إلى المرجعية بإحضارها المرجع السيد الخوئي إلى قصر صدام في بغداد ومن ثم اعتقاله في مديرية الاستخبارات العسكرية وتهديده بالإعدام هو ونجله السيد محمد تقي الخوئي وهذا ما ذكره لاحقاً موفق السامرائي مدير الاستخبارات الصدامية في عام 1991لتحاول بعدها الطغمة البعثية الصدامية إثارة الفتنة والفرقة بين المراجع الدينية وبين الأوساط الحوزوية وعندما فشلت في ذلك كانت موجة الاغتيال في أواسط المراجع ولعلنا نتذكر اغتيال الشيخ الغروي و الشيخ البروجروي والسيد محمد صادق الصدر وكذلك محاولة اغتيال المرجع الاعلى السيد علي السيستاني في العام 1996 في بيته بواسطة مسدس كاتم للصوت تملكه فقط اجهزة صدام الامنية
وبعد سقوط النظام البعثي وبروز دور المرجعية الدينية في حفظ الوحدة الوطنية واطفاء الفتن التي حاول الطائفيون والظلاميون من اتباع البعث اشعالها وبعد المحاولات العديدة لاغتيال المراجع وابرزها محاولة اغتيال المرجع الكبير السيد محمد سعيد الحكيم بواسطة عبوة ناسفة ومحاولات الفئات الضالة مثل جند السماء وغيرها والتي حركتها جميعاً الأيادي البعثية الصدامية بمساعدة دول عربية يحكمها الحقد الطائفي ضد إتباع مذهب أهل البيت .وكانت اخر محاولات الحلف الشيطاني المعادي للشعب العراقي ومرجعية هي محاولة تشوية صورة المرجعية ونزاهتها المالية في مسألة الحقوق الشرعية ولان حبل الكذب قصير فقد انكشفت هذه المؤامرة واقبرت في مهدها بعد أن فضحت من على منابر الجمعة .
أن المرجعية الدينية كانت ولا زالت وستبقى أن شاء الله تعالى صمام الامان والعروة الوطنية العراقية الكبرى وشهد لها الجميع من العراقيين والاجانب بأنها تتعامل مع العراقيين بأطيافهم كافة على السواء وقدمت نصحها ومشورتها للجميع وأثبتت للجميع ان كل خير اصاب العراقيين هو من ثمار ونصائح وتوجيهات المرجعية وليس الدستور والانتخابات وحصر المسؤلية الامنية بيد العراقيين والوحدة الوطنية والدينية وحفظ الأقليات القومية والدينية الا شيئا يسراً من جهود المرجعية المباركة .
من حقنا ان نفخر بمرجعيتنا التي عاملت الجميع بحس وطني واحد حتى اصبح الشيعي والسني والمسيحي والايزيدي والصائبي والعربي والكردي والتركماني والاشوري والكلداني وغيرهم يعتبرها مرجعيتهم وهي كذلك وستبقى للجميع أن شاء الله تعالى.
https://telegram.me/buratha