طالب عباس الظاهر
ان استقرار اي بلد وانطلاقه في عملتي البناء والازدهار مرهون - كما قد لايخفى على احد - بمدى استتباب الوضع الامني فيه ؛ وبالتالي فان مثل هذا المطلب الكبير ينبغي ان تستكمل حلقاته التي عادة ما تبدأ بقوات الدولة كالجيش والشرطة وقوى الامن الداخلي ومؤسساتها الاستخبارية كالامن والمخابرات وغيرها وتنتهي اخيرا عند المواطنين حتى في اكثر البلدان استقرارا في العالم ،إذ ان مثل تلك القوى الامنية الرسمية تبقى قاصرة من دون مساعدة القوى الشعبية ، لذا ينبغي العمل بجهد اكبر من اجل التثقيف وتنمية الحس الامني لدى المواطنين بصورة عامة حتى يصبحوا جزء لايتجزء من العملية من اجل الاستقرارالنهائي للامن والامان في البلد.. لاسيما ونحن ندخل في الوقت الراهن في اشد المراحل خطورة في تاريخ العراق الجديد من بعد تغيير التاسع من نيسان عام 2003
وها نحن نقف على اعتاب انتخابات جديدة مطلع العام القادم ان شاء الله من اجل بناء مستقبل البلد ومستقبل ابناؤه بالشكل الصحيح بعيدا عن التخندقات الطائفية والحزبية والفئوية التي لم تورث البلد الا المزيد من المشاكل وعدم الاستقرار خاصة وقد بان التحول الايجابي في مجريات الاحداث وتجاوز المنعطف الخطير الذي اوقف البلد في الفترات العصيبة خلال عامي 2006-2007 على شفى حرب اهلية وقانا الله تعالى شرها وكان لا يعلم نتائجها الوخيمة الا هو سبحانه وعلى وجه التحديد بعد التفجير الآثم لمرقدي العسكريين ( عليهما السلام).
اما الآن فالوضع بشكل عام يوحي بالتفاؤل رغم بعض المنغصات ولكن بذات الوقت يدعو المسؤولين الى الحذر والى المزيد من اليقظة للمحافظة على ما تحقق من انجاز جاء نتيجة حكمة المرجعية الدينية العليا والمسؤولين والخيرين من ابناء البلد، وان الامور سائرة بالاتجاه الصائب وقد باتت تباشيره بالاستقرار النسبي للامن في عموم البلاد رغم انسحاب القوات الامريكية الى خارج المدن ، كون الوضع السياسي بشكل عام بلغ هذا المبلغ من النضج في الرؤية والقراءة السليمة لمتطلبات المرحلة عبر الحس الوطني بعيدا عن التكتلات التي خاضت القوى السياسية الفاعلة في البلد انتخاباتها على اساسها مما ولد الكثير من المعضلات السياسية والتجاذبات الحزبية غير المجدية ووضع العصي في عجلة التقدم والاعمار من قبل البعض من القوى السياسية سواء من داخل العملية او من خارجها مما ادى الى تاخر وضع اللبنة الاولى في عملية البناء للمستقبل ؛ ليتسنى بعد ذلك الانطلاق نحو الافاق الارحب في بنا عراق الحسين عليه السلام من جديد.
https://telegram.me/buratha