سعد الحمداني
من مضحكات الزمن الزمن أنك اليوم تستمع الى بعض من يسمون أنفسهم بعلماء الأمة ويعملون تحت مسمى هيئات دينية ليتمكنوا من تنظيراتهم وتأسيس مواطن الإرهاب كي تفتك بالمجتمعات المظلومة والعراق اليوم واحد من الدول التي ظهرت فيها العديد من التوجهات الدينية المنحرفة عن البعد التسامحي للإسلام وراح متاجروها يعملون تحت غطاء العمامة والزهد الى الله تعالى وهم في الأساس صنّاعا للجريمة والقتل وتربوا في أغلبهم بين أحضان البعث وفكر البعث وعندما أفل نجم بعثهم في العام 2003 ظهروا علينا بوجوه جديدة ملئها التعبير عن الشيطنة والمكر والدهاء والغرابين السود فاعتمدوا نهجا جديدا في تعاملهم مع تنظيم قاعدة وجميع العصابات المسلحة التي انتشرت في العراق مضافا الى ذلك العصابات البعثية القذرة التي انتشرت في العديد من الدول العربية وبدأت تجمع شتاتها بمباركة هيئة علماء السوء بقيادة حارث الضاري .
طالما عملت هذه الهيئة وبالتنسيق مع قوى الشر العالمي على إجهاض العملية السياسية الجديدة في العراق ودحر الديمقراطية التي حرموا الشعب العراقي منها يوم كانوا يعملون بظاهرهم الوظيفي البعثي في العراق عندما كان ربيع الحكم بين يديهم وقد نزوا عليه كالقردة وعاثوا ودمروا في العراق وعلى كل الاتجاهات ولا أعتقد أن أحدا ينكر على الاطلاق ما قام به البعث من اجرام بحق الشعب العراقي طيلة العقود التي حكم بها البلد ،،، وجل ما أقوله أن البعث دمر روح الحياة والعيش الآمن لأكثر من 90% من الشعب العراقي ولربما سائل يقول كيف بهذا الرقم والعراق كله كان منتميا للبعث فأقول نعم وهذا هو الأمر الذي سلب عيش الحياة الرغيد من أبناء العراق.
وبعد كل هذا الاجرام يأتي أحد أحباب البعثيين ومن الفلسطينيين الذين تربوا مع البعث العراقي عضو هيئة علماء السوء بشار الفيضي ليقول لنا وللعالم أن البعث وعناصره الهاربة هم أصحاب راية الجهاد والتحرير في العراق على ضوء الأخبار التي يتم نقلها في محاولة قيام بروتوكول بين الأمريكيين والبعثيين وبرعاية هيئتهم التي تعتبر التفاوض مع الامريكان خروجا على الوطنية وخيانة للوطن !!!! حيث يقول هذا الفيضي ((وفيما إذا اعتبرت تنظيمات «البعث» أو «القاعدة» جزءا من هذه الفصائل، قال الفيضي: إن «البعثيين لهم قيادة الجهاد والتحرير، وهم يعملون ضمنها منفردين، أما (القاعدة) فلها أهداف كونية لا علاقة لها بالمقاومة». ))ولم يقل لنا الفيضي لماذا هرب البعثيون عندما كانت الدبابات الأمريكية تدمر بسرفاتها شوارع بغداد وأحيائها يوم دخلت في 9-4-2003 ولماذا نزعوا بدلاتهم الزيتوني وهربوا بملابسهم الداخلية الى جحور اختبائهم ليخرجوا علينا اليوم وهم يتبجحون بأغنية المقاومة والجهاد بعد وضع يدهم بيد أقذر وأشرس تنظيم ارهابي مثل تنظيم القاعدة ولا فرق عندهم عندما يقتل ثلثي الشعب العراقي لأجل أن يصلوا الى ما كانوا متنعمين به .
وفي نفس الوقت تجد النفاق واضحا على حديث الفيضي الذي يقول أن هيئته لا علاقة لها بتلك المفاوضات مع الأمريكان وإنما هي مع المجلس السياسي للمقاومة في حين أن هذا المجلس المشئوم هو ممن كلف الضاري بالتفاوض عنهم سياسيا وهذا الحديث على لسان الفيضي نفسه قبل أشهر قليلة حيث يقول(وحول ما إذا دخلت هيئة علماء المسلمين في حوار مع الجانب الأميركي لدخول العملية السياسية قال الفيضي إنه لم يكن هناك أي حوار مع المحتل، وإن الحديث يجري الآن حول المجلس السياسي للمقاومة الذي يتفاوض مع الأمريكيين) فهل يمكن أن يخبرنا السيد الفيضي عن الجولات المكوكية للضاري بين الدول العربية ولقاءاته مع من يجمعوه بالأمريكان في قطر ومصر ودبي وغيرها وبالسفارة الأمريكية في الاردن!!! أرى من العيب عليكم أن تباركوا للمجرمين عملياتهم الإجرامية على أنها جهادا ..
https://telegram.me/buratha