الباحث عمار العامري
تشكل تعظيم الشعائر الحسينية في الدين الإسلامي والتي تتمثل في إحياء المناسبات الدينية في العراق ظاهرة أبهرت المتابعين لها لما يجتمع فيها من حشود مليونية يشارك فيها أنصار مذهب أهل البيت-عليهم السلام- ومحبيهم للحضور في العتبات المقدسة في كربلاء والنجف الاشرف والكاظمية وسامراء إذ تعتبر نقطة انعطاف في حسابات الدوائر المختصة والتي تنظر إليها كونها دليل على عمق العلاقة بين شيعة أهل البيت وأئمتهم -عليهم السلام- وإنها من الناحية العقائدية تمثل ارتباط وثيق بين قضية الإمامة والنبوة واعتبارهما من أصول الدين التي تختلف عليها المذاهب الإسلامية وبذلك يفرز هذا الاختلاف عقدة لدى المشككين فيها اتجاه أتباع من ينادي بالأصول الخمسة للدين الإسلامي مقابل محاولة للتهميش ظاهرة الزيارات المليونية.أن الزيارات المليونية والتي تؤكد العلاقات الاجتماعية والسياسية لدى المسلمين تعتمد على النص القرآني الذي يؤكد على تعظيم الشعائر الإلهية قوله تعالى{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}الحج 32 وان التعاطي مع هذه الظاهرة يرى من جانبين الأول أصحاب الرأي المؤيد لتعظيم شعائر الله حسب القران الكريم أما الرأي الثاني هو المعارض لإقامة هذه الشعائر أو يحاول تهميشها فأنه يخالف ضميره ويتعامل معها باعتبارها ظاهرة تؤثر على الطموحات الاستبدادية والطائفية التي يحملها ، ومن هذا يظهر أن الدوائر الإعلامية العالمية والإقليمية لا يروق لها إحياء مثل هكذا مناسبات وبهذا الحجم المليوني من البشر - كإحياء مناسبات زيارة تاسوعاء في 9 محرم وزيارة الأربعينية في العشرين من صفر وزيارة الشعبانية في 15 من شعبان في مدينة كربلاء وزيارة عيد الغدير في 18 ذي الحجة في مدينة النجف الاشرف وزيارة استشهاد الإمام الكاظم في مدينة الكاظمية وغيرها من المناسبات الدينية التي يحيها الملايين من الأنصار والمحبين - إذ يصل عدد الزوار أحيانا إلى 16 مليون مشارك وأدنى الإحصاءات تقدر في بعض المناسبات 6 ملايين.
أما قراءة الدوائر الحكومية ذات التأثير بالإبعاد السياسية فإنها تتوجس خيفة من التعامل بجدية مع الزيارات المليونية بشكل حقيقي والذي يعطيها حجمها في الأهمية لاسيما دوائر الإحصاء التي كشف المهيمنين عليها حجم العقد النفسية من خلال تعاملهم مع إتباع أهل البيت - عليهم السلام - وذلك في محاولات هذه الدوائر إلى رفع فقرة "المذهب" من لائحة التعداد السكاني المرتقب في العراق معللة ذلك بأن السنوات الماضية والتي شهد فيها العراق تعداد للسكان لم يحصل هناك تدوين لمذهب السكان متناسية هذه الدوائر "النزعة الطائفية" التي تتمتع فيها الحكومات السابقة مؤكدة سيرها على نفس النهج الطائفي.
ألا أن هذه الزيارات المليونية التي يشهدها العراق تشكل أبعاد اجتماعية وسياسية لأبناء مذهب أهل البيت - عليهم السلام - حيث التواصل والتكاتف من اجل إحياء وتعظيم هذه الشعائر وتعزيز لروابط الوحدة بين أبناء الشعب العراقي ونبذهم للتفرقة والطائفية رغم كل التحديات التي مرت على أعاقة أحياء تلك المناسبات والإثبات بالدليل القاطع الوجود الحقيقي لهم على الساحة العراقية بكل مضامينها رغم مؤثرات الأعداء لتهميشهم.
https://telegram.me/buratha