بقلم : سامي جواد كاظم
مما لاشك فيه ولا يقبل الجدل والنقاش ان اكثر جروح الشعب العراقي بدات من البرلمان العراقي وهذه الجروح تتسم بالحدة مع اخفاق أي صفقة سياسية خلف الكواليس في كفتريا البرلمان العراقي .ومما لاشك فيه ايضا الازمات التي مرت بها حكومة المالكي منذ ان استلمت زمام الامور في العراق الى اليوم لا يمكن لاي حكومة ان تقف صامدة على رجلها لو تعرضت الى عُشر الازمات التي اعترضت المالكي . ومما لاشك فيه ايضا ان لحكومة المالكي اخفاقات في تعاملها مع بعض الملفات الداخلية التي اعترضت ادائها على مر السنوات السابقة من حكمها ، واليوم ليس كالامس وضعية الحكومة العراقية التي نأمل لها القوة والتعامل بجدية مع كل من يقف حجر عثرة امام عجلة الديمقراطية والامان والحرية والانعاش الاقتصادي لهذا الشعب الصابر .والمرارة التي عانينا منها هي الاجندة العراقية المنفذة لمخططات ارهابية من خارج الحدود ونحن نعلم والحكومة تعلم وامريكا تعلم والاجندة تعلم والدول الساندة للارهاب تعلم ونعمل على اساس لا يعلم احدنا بالاخر .هذا السكون سكينة حزت رقاب العراقيين من الوريد الى الوريد يوميا مع كل جريمة سياسية او اقتصادية او دموية يتعرض لها الشعب العراقي من غير عقاب واما الاستنكارات والتنديدات كما يقال في العراق ( بللوها واشربوا مايها واضيف انا ثلاث مرات قبل الطعام ) .
نحن بيننا لم نتصالح فهل يحق للحكومة ولمن يضغط على الحكومة بتفعيل المصالحة مع اطراف اجرامية تعمل على نسف العراق وشعبه قابعة خارج الحدود، والسياسي المحنك هو الذي يحسب الف حساب لما يتفوه به من تصريح او كلمات لها مساس باطراف اخرى حيث لابد له من توخي الحذر فيما يريد ان يقول . بالامس تحدثت وسائل الاعلام عن زيارة السيد مقتدى الصدر لسوريا وكما ذكر الناطق باسم التيار انها جاءت تلبية لدعوة من بشار الاسد للصدر ، وقال الصدر و وفقا للمتحدث، "الا اننا لا نسعى الى اسقاطها او اضعافها لان الاضرار ستكون اجتماعية وسياسية ونامل في الانتخابات المقبلة رؤية سياسة جديدة". الى ذلك، نفى هذا الناطق ان يكون الصدر التقى "اطرافا من المقاومة العراقية في دمشق او انه ينوي زيارة دولة اخرى غير سوريا .
لا نود بتقليب المواجع والماضي ولكن اريد ان اعقب على عبارة ( الا اننا لا نسعى الى اسقاطها او اضعافها ) اقول لو امكن لكم ذلك فما هي الوسائل المتبعة لاسقاط الحكومة؟ كما وانه ما السبب للتصريح بهكذا تصريح .احدى الازمات التي مرت بها حكومة المالكي هي انسحاب التيار الصدري والتوافق وقائمة علاوي في وقت واحد ففي التوافق والعراقية هنالك من رفض الانسحاب خدمة للشعب العراقي اما في التيار فلا احد رفض الانسحاب ، بعد هذه الانسحابات بقيت حكومة المالكي فاعلة من غير ان تهتز بالرغم من التكثيف الاعلامي الخبيث عن تشكيل حكومة انقاذ او سحب البساط او حجب الثقة وما الى ذلك من شماتات ذهبت ادراج الرياح ، في عز الازمة بقيت حكومة المالكي فما الداعي للتصريح اليوم بهكذا تصريح والحكومة في عز القوة ؟هذا من جانب ومن جانب اخر هل هنالك وسائل اخرى غير الانسحابات المتكررة التي تعد الميزة للتيار والتوافق على طول فترة عمل الحكومة يستخدمها التيار لاسقاط الحكومة ؟
في حين الشق الثاني من العبارة جاء من صميم الواقع والمنطقية الا وهو (لان الاضرار ستكون اجتماعية وسياسية ونامل في الانتخابات المقبلة رؤية سياسة جديدة) هذه العبارة تدل على منطقية قائلها وواقعيتها التي نحن نامل لها التحقيق على ارض العراق . وبعد هذا التعليل ياتي انكار لقاء الصدر مع أي عنصر من العناصر ( المقاومة ) في سوريا ولم يقل العناصر الارهابية المفضوحة الهوية كما وان هذه الزيارة تعد عليها علامات استفهام لاسيما وانها جاءت تلبية لدعوة الرئيس السوري ، فماذا سيجني الاسد من الصدر من هذه الدعوة ؟
https://telegram.me/buratha