عزت الأميري
كلنا نعلم علم اليقين ان المخابرات المصرية متفوقة حتى على ذاتها لانها تملك إستقراءات متقدمة الخطوة للاحداث فعندما تصل إلى رأس خيط قضية ما يؤول بسرعة كل الخيط والقابضين عليه في قبضتهم! ولهم القدّح المُعلّى في إختراق الموساد بعمليات صارت مسلسلات تضخيمية نوعا ما ولكنها اقرب للواقعية والتقبل الافتخاري عند ذائقة العرب الباحثة عن طبول للمجد التليد!. هل من المعقول ان هذه المخابرات المتمرسة المتترسة خلف خبرتها ومهنيتها وإتقادها والتي تُحصي على الأخوان المسلمين وشيعة مصر وكل مُعارض، انفاسهم وشهيقهم وزفيرهم يفوت عليها ان ترى الفكر الوهابي يهدد العقلانية والوسطية التي تميزت بها جامعة الأزهر؟ فإذا كانت لاتعلم فتلك مصيبة كبرى مستحيلة التصديق وإذا كانت تعلم فلم لاتتدخل؟ السبب سياسي لامهني وهو عدم إغضاب السعودية حتى بممارساتها الفجة مع المصريين العاملين لديها بسوء المعاملة والجلد والطرد فلم تنهض الحكومة المصرية لتعامل السعودية كما عاملت قطر؟!
نشرت وكالة إباء{{ أنه عُقدت في القاهرة ندوة تبحث التغلغل الوهابي في مؤسسة الازهر واثاره السلبية ، فقد كشفت(5 أبحاث) مقدمة للندوة عن الأدوار التخريبية الخطيرة التي لعبتها السعودية ودعوتها الوهابية في الأزهر منذ ستينات القرن الماضي وحتى اليوم (2009) وكيف كانت بمثابة معول هدم لتراث الأزهر العظيم في الاعتدال والوطنية،وكشف الخبراء المتخصصون في تاريخ الأزهر عن أن السعودية قد رصدت لنشر الوهابية في الثلاثين عاماً الأخيرة مبلغ وقدره (86مليار) دولار خصص منها 20 مليار دولار لاختراق الأزهر مالياً واقتصادياً (إنشاء مراكز ووحدات بحثية وتمويل مشاريع ونشر كتب الوهابية المنحرفة ودعوات حج وعمرة .. الخ) ودينياً (متمثلة في اجتذاب العديد من علماء الأزهر الى جامعاتها بالرياض والحجاز الذين تحولوا بعد عودتهم الى دعاة للوهابية المتطرفة)، وأنهم مع ظاهرة الدعاة الجدد ودعاة الفكر السلفي الوهابي وجمعياتهم المشبوهة (مثل الجمعية الشرعية وأنصار السنة المحمدية) بل ومثلوا طابوراً خامساً لاختراق مصر وإعداد قوافل الإرهابيين باسم الدين وهو منهم براء،
وأثبتت الدراسات بالمعلومات الموثقة أن 95% من عمليات الإرهاب الديني التي جرت في مصر خلال ال25 عاماً الماضية أتت من تيارات إسلامية تتلمذت وتعلمت على أيدي الوهابية السعودية،وهو ما مثل تهديداً خطيراً ليس للأزهر وتراثه ودوره المعتدل فحسب بل لمصر وأمنها القومي، وهو الأمر الذي يغض ولاة الأمر في مصر الطرف عنه حتى لا يغضبوا آل سعود وأشياعهم للأسف الشديد وهم لا يعلمون أنهم بهذا إنما يهددون أمنهم الشخصي قبل أمنهم القومي ويعرضونه لخطر الإزالة الكاملة}}. وهكذا لاتجرؤ دول عديدة على إغضاب السعودية وفكرها الوهابي المقيت الذي حولّ العراق مثلا لحقل تجارب تفجير البهائم دون ان تتصدى الجامعة العربية الضعيفة للموضوع واذا خافت؟! فلتبوبه بتضرر البيئة أو معالجة التصحر اوظاهرة الإحتباس الحراري او تمزق طبقة الاوزون تهربا دبلوماسيا ذكيا علما بإن الفكر الوهابي الارضي اخطر حتى من انفلونزا الخنازير الوبائي! وشكرا لحكومة مصر وهي تغّض النظر وتبرز الانياب والنصال والحراب لمواطنيها الشيعة المسالمون!
عزت الأميري
https://telegram.me/buratha