المقالات

واحة سدني وواحة كربلاء

1194 15:24:00 2009-07-23

حسن الهاشمي

ذكر لي أحد الأصدقاء الذي يقطن أطراف العاصمة الاسترالية (سيدني) قائلا: في مقابل بيتنا رافد صغير يصب في بركة ماء جميلة يخرج الماء منها برافد يتعرج وسط الحدائق والبيوت والمحلات، البلدية هناك زرعت الأراضي المطلة على البركة بالثيل الأخضر مع أطواق من شتلات الأزهار والزينة وأشجار الظل وطالما أصبح المنتجع متنفسا للعوائل القريبة التي تتنفس الصعداء في هذه الأجواء بعد يوم مثقل بالعمل والكد والكدح، يقضون أوقاتا ممتعة تحت المظلات الجميلة الملونة التي أعدتها البلدية هناك ناهيك عن أماكن مخصصة لشوي اللحوم والأسماك، وتخيل المنظر وأنت تجلس تحت تلك المظلات وتتناول الطعام وتنظر إلى الزهور والبركة التي تتخللها الأوراق الخضراء ويسبح بين جنباتها البط ذات الألوان الزاهية.

وبينما هو يحدثنا ونحن نتجول في أزقة وشوارع كربلاء المقدسة ونتذكر الماضي السحيق والقريب لتلك المدينة التي هو أحد أبناءها ولكن جور وظلم النظام البائد هو الذي جعله من ترك البلاد واللجوء إلى تلك الأصقاع البعيدة، وكان بين الفينة والأخرى يتبرم ويكاد يموت حسرة وهو يرى إحدى مصبات نهر الحسينية التي تخترق وسط مدينة كربلاء المقدسة وعلى بعد أمتار من المرقد المقدس لسيد شباب أهل الجنة وقد إمتلأت بالنفايات والقناني الفارغة و(الفطايس) والمياه الآسنة، وقال بنبرات تخنقها العبرة كنا سابقا نتعذر من القضاء على هذه المظاهر المتخلفة بذريعة أن النظام البائد والطائفي كان متقصدا بهجران المدن المقدسة وإبقاءها متخلفة!!

 فما بال الحكومات المركزية والمحلية التي تعاقبت على حكم العراق في السنوات الست المنصرمة بعد السقوط؟! وهي لازالت تعاني من الإهمال والأوساخ ما يندى له جبين كل غيور!! والعجب كل العجب إن نظافة النهر الذي يشق المدينة واستحداث حدائق غناء حوله لا يحتاج إلى كثير عناية ومخصصات لكي لا تحذو كربلاء حذو بقية المدن المتطورة في العالم!! والأهم من ذلك لا تحذو حذو الدين الإسلامي الذي ندعي الانتماء إليه وهو يصرخ فينا (تنظفوا فإن الإسلام نظيف) وأن نظافة المدينة تعبير حي عن الحضارة والتمدن والتطور، وتعد من أبجديات العمل الجاد على طريق ذات الشوكة وعلى كافة المجالات، الذي يسعى جميع الأحرار إلى تطبيقه لنأخذ بيد المدينة المقدسة وننقذها من سني الحرمان والإهمال التي كانت تعاني منها قرون متمادية من الأنظمة الجائرة المتعاقبة على حكم العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو الصراحة الواقعية الهادفه
2009-07-23
باسمه تعالى قال الحكماء كل شئ من السوق ألا الحب والذوق من فوق ماألذ وأجمل وأزهى وأطيب من أن تقوم احدى منظمات المجتمع المدني بالتخصص باشاعة الذوق السليم في كافة أنحاء البلد الذي والحق بحاجة ماسة لمن يرشد ويطبق معايير الذوق في كل جوانبه؟ الذوق بحاجة الى حس فني أكثر ممايحتاج الى ميزانيات باهظه؟ تنظيم الأرصفه الأبداع في الالوان نشر الزهور والسنادين هنا وهناك أشعار المسؤولين بالنواقص بين فترة وأخرى تزبير الأشحار اقتراحات المواطنين ومنهجتها للتطبيق الاوفى وحملات تنظيف يالمناسبات الخ هل مجيب
Hadi
2009-07-23
Dear brother Hassan,when the Iraq's become free like the asutrlain communiy in ur area in sydney,then u can build kerbalaa in the way which can be proud city, the city of best person on earth al immam alhussian (A).allah will not change people untill they change them self.
علاء العامري
2009-07-23
العتب مو على الحكومات ؟ليش الشعب أشبيه ا؟؟ اكو واحد يقبل بكومة ازبال كدام باب بيتهم ؟؟ العتب على الشعب كلمن يكول واني ؟؟اكو غيري يجي وينظف المهم اني يخير ؟؟ لعد انتو شوفوا يمن مست الجميع توسعة الحرمين كلها هاجت وكالت هذا قطع أرزاق وتغير شكل المدينة ومفكرت بمصلحة المدينة اتريد انت ياكاتب المقال المحترم يفكرون بمصلحة المدينة لو بمصلحتهم الشخصية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك