د. سيف الدين احمد
الملف الامني كان الهاجس الاكبر للعراقيين لذا اردت ان اتحدث عن بعض المضامين في الزيارة التي فاقت الثمانية ملايين زائر الذين احييوا ذكرى استشهاد الامام موسى الكاظم عليه السلام فالزحف المليوني اليوم قدم صورة واوصل رسالة عفوية مضمونها ان العراقيين متمسكون بالنهج الاسلامي فالزيارة اكدت ان بغداد التي تحاول الدول التي تريد مسخ هوايتها الاسلامية والاجندات التي تريد تحويلها عن هذا النهج ان بغداد اسلامية وليست علمانية حقيقة كانت الزيارة رسالة عفوية اذهلت كل الاجندات الغربية وغير الغربية التي كانت ومنذ سنوات تدفع وتشن حملة اعلامية لتغير هوية بغداد صدمت تلك الاجندات اليوم فثمانية ملايين زائر ليست بالرسالة الصغيرة وليست بالرسالة الاحادية الجانب هذه الرسالة كانت متعددة الجوانب
فمن تحدث عن علمانية بغداد عليه ان يقر بفشل مشروعه لان المجتمع العراقي مجتمع متدين مجتمع له اسس واركان لايمكن ان يتركها او يتنازل عنها ولطالما حرب من اجلها فمشكلة العراقيين مع نظام الحكم الصدامي كانت لان ذلك النظام حاول ان يضرب معتقد العراقيين فوقف الجمع العراقي بوجه ذلك النظام وكل العراقيين كانوا معارضين لذلك النظام لانهم معارضين لفكره في التفريق بينهم وبين ائمتهم وهنا لايمكن استثناء احد فان قصص الزوار الحسينين والطرق التي كانوا يسلكونها وهم شيوخ ونساء واطفال وشباب فلاحون ومهنيون ومربون ومهندسون وصناع تدل على انهم معارضون باجمعهم لذلك النظام الذي حاول حرمانهم من زيارة ائمتهم واليوم الجميع يختزل في ذاكرته تلك المعانة اللذيذة والمجازفاتية في كيفية وصوله الى حرم الامام الحسين مع القمع الذي كان يلاقيه هؤلاء الزوار في مسيرهم واليوم هم يتحدون كل تلك الانضمة الخارجية والاجندات المعادية لفكرهم ومنهجهم الراسخ في ولائهم ل ال البيت عليهم السلام وزيارة الامام موسى الكاظم لها ابعاد معنوية وسياسية فمن الابعاد المعنوية ان هذا الشعب راسخ اليقين بمن يحب راسخ اليقين بالمرجعية التي تربط هذا الشعب بائمته ومن غير المعقول ان تنتصر اي اجندة او حرب تعادي خط الاسلام والمرجعية المرتبطين بالامامة وبالنبوة وبالله تعالى اما البعد السياسي
فالزيارة ارادت ان تقول بعفويتها ان المجتمع العراقي لايحتاج الى تعداد سكاني ولا الى فقرة في ذلك التعداد تشير للمذهب لان مذهب اهل العراق معروف بين فهو مذهب الائمة الاطهار من ال البيت عليهم السلام وحديثي هذا ليس طائفيا كما يحلول للبعض ان يعلق عليه بعد قراءته بل هو انتماء لمذهب اثبت انه ملتزم بعراقيته وولائه ل ال البيت عليهم السلام الذين احبوا العراق فقضوا على ارضه ليحيلوا هذه الارض الى جنة فالخيرات التي ينعم بها العراق هي بركة من بركات ائمة الهدى عليهم السلام وان هذه الارض فضلها الله لانه استودع خيرة خلقه فيها اعلام الهدى والعروة الوثقى كما ان الرسالة السياسية الاخرى موجهة الى تلك الدول المجاورة التي تريد انتهاك العراق ومعاداته ومفادها ان هذا المجتمع الذي لايزال راسخ في زيارة ائمة استشهدوا قبل اكثر من الف عام لهو عنيد ومحارب شجاع لن يسمح لاعدائه ان ينالوا منه او يشتتوه ، ثمانية ملايين زائر خرجوا لتشيع نعش رمزي حاول المجرم العباسي ان يموت صاحبه بصمت لكن ابى العراقيون الا ان يعيدوا ذكراه كل عام بملايين تحمل رمزه فاين الطغاة اين هارون وزبانيته واين الدوانيقي واذنابه واين البعثيين الصداميين ومرتزقتهم واين الطغاة والطواغيت وهل يتعظ الطغاة من هذه المسيرات المليونية وهل ايقن الامريكان ان العراقيين اليوم قادرون على حفظ امنهم وامن ابناء جلدتهم ولو تذكرنا الزيارات السابقة لاحصينا الكثير من الشهداء لكننا اليوم ولان الامريكان وغيرهم لم يتدخلوا في زيارة الامام موسى الكاظم لم يسقط شهداء وسارت الزيارة بكل راحة واريحية فليتعظ المشككون .
https://telegram.me/buratha