المقالات

خطاب اوباما ...وسياسات(التحول)الدفاعيه..الخيارات المتاحه

877 17:34:00 2009-07-22

الدكتور يوسف السعيدي

حتى ولو لم يطرح أوباما الكثير في خطاباته، أو كانت مخيبة للآمال عند البعض، بينما فرح البعض فيها، لكنها في النهاية تشكل "عتبة" التعامل الأمريكي مع مسألة الشرق الأوسط عموما والصراع العربي - "الإسرائيلي" بشكل خاص، فما هو متاح أمريكيا لن "يتحول" طالما أن المعطيات العربية "الرسمية" تحدد خياراتها وفق "المتاح" الأمريكي، بينما أطلق "إسرائيل" مناورات "وجودية" بكل ما تحمله الكلمة من عمق أمني، وإستراتيجية هي الأخرى واثقة من طبيعة الدور الأمريكي في المنطقة.

كان واضحا منذ بداية برنامج أوباما أن تبريد الجبهات الساخنة لا يقف عند حدود النوايا الحسنة فقط، فهو اختار أن يخاطب "العالم الإسلامي" من موقعين مختلفين، لكنه في نفس الوقت اعتمد آليات إضافية في تبريد بعض الأزمات أو إعادة تشكيلها في مواقع أخرى كما يحدث في باكستان وأفغانستان، فنحن بالفعل أما تحول في الاستراتيجية الأمريكية لكنه لا يعني أن الأزمات يمكن أن تتجه نحو الحل، وهي رسالة كانت واضحة بالنسبة لـ"إسرائيل" التي باشرت مناوراتها عشية قدومه للمنطقة، بينما بدأنا نقرأ تحليلات "واعدة" على مساحة الخطاب العربي فور انتهاء الخطاب.

عمليا فإن ما قاله أوباما لا يمكن قراءته منفصلا عن المناورات العسكرية التي حدثت، فهو مرتبط بها بشكل وثيق، ويعبر عن تحولات دفاعية في الشرق الأوسط عموما، فـ"إسرائيل" تقوم باستجابة لما ستحمله الإدارة الأمريكية، وهذا الأمر يعني ان تبريد الأزمة لا يحمل معه انتهاء المخاطر، بل "تحولها" أو حتى تنوعها باتجاهات فيها الكثير من الاحتمالات، ورغم ان المناورات الإسرائيلية حصرت "الخطر" بشكل كلاسيكي، لكنها بدأت من الداخل عمليا، ومن احتمالات باتت متوقعة بشكل دائم، على الأخص أن عمليات الاستيعاب السياسي لحماس ما تزال تقف عند نقطة حرجة.

خطاب أوباما وضع الافتراق في استخدام المصطلحات التي تبعثرت كثيرا في عهد سلفه جورج بوش، لكنه كان واضحا في التوجه نحو مساحة واحدة يأمل أن يدخلها "الآخرون" أو ما اصطلح على تسميته "الممانعون"، وفي النهاية فإن هذه العملية تتم على الساحة الرسمية وليس على المستوى الاجتماعية العام، سواء داخل العالم العربي أو في "إسرائيل"، والاحتمالات الأخرى هي "التشظي" على شاكلة ما يحدث بين باكستان وأفغانستان، فيصبح التفتيت الداخلي أمرا واقعا نتيجة حدة التناقض بين السياسات الرسمية والثقافة الاجتماعية، وهذا الأمر هو الذي يدفع "إسرائيل" للمناورات، والسلطة الفلسطينية إلى تعقب حماس بشكل غير مسبوق بعد زيارة محمود عباس إلى واشنطن.

وعلى ما يبدو فإن "إسرائيل" حزمت أمرها في هذا الاتجاه وهي أيضا تعرف أن الطريق في تسوية رسمية سيحمل معه العديد من التغيرات التي ستنصب عليها، فكانت مناوراتها على شاكلة الدفاع الداخلي من جهة والحروب ضد دول من جهة أخرى، وهو شكل غير مسبوق توقف منذ عام 1974، مما يعني أنها تتوقع حالة من التداخل بين المقاومة والدول التي مازالت تقف خارج إطار الاعتدال، هذه الصورة هي التي تدفع للتفكير بـ"التحول الدفاعي" الذي يمكن أن تشهده المنطقة خلال السنوات الأربع القادمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك