( بقلم : سامي جواد كاظم)
شعبان غني عن التعريف ونوره من نور ذكرى الولادات فيه الحسين والسجاد والحجة والعباس وعلي الأكبر عليهم أفضل الصلوات والسلام طالما هنالك أيام . المقال لا يسع للحديث عنهم ولكني اخترت الحسين عليه السلام ابتداءً وأسألكم الدعاء لتوفيقي في استكمال الكتابة عن بقية الأنوار العلوية ومن الله التوفيق . كلي أمل إن الذي أتطرق إليه عن الحسين عليه السلام وشرح أبعاد أحاديث وأقوال الإمام عليه السلام لم تمر عليكم سابقا لأنني أحب الغوص في خفايا أنوار الحسين عليه السلام .
أولا إليكم نص رواية رائعة للحسين عليه السلام ( قال الحسين بن علي لرجل : أيهما أحب إليك : رجل يروم قتل مسكين قد ضعف ، تنقذه من يده ؟ أو ناصب يريد إضلال مسكين [ مؤمن ] من ضعفاء شيعتنا تفتح عليه ما يمتنع [ المسكين ] به منه ، ويفحمه ويكسره بحجج الله تعالى ؟ قال : بل إنقاذ هذا المسكين المؤمن من يد هذا الناصب ، إن الله تعالى يقول : ( ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) ، [ أي ] ومن أحياها وأرشدها من كفر إلى إيمان ، فكأنما أحيا الناس جميعا من قبل أن يقتلهم بسيوف الحديد ـ تفسير الإمام العسكري ص348، بحار الأنوار ج2 ص9 الحديث 17).قد يتبادر إلى ذهننا لماذا نفضل إنقاذ المؤمن الضعيف على قتل إنسان ؟ أليس الأجدر إنقاذ الإنسان ومن ثم إنقاذ الضعيف ؟ هذا الحديث فيه مباحث كلامية وفقهية وفكرية وأخلاقية ولا أبالغ إن قلت قد لا نصل إلى أبعاد الرواية .بالكم يمي رجاءً .
لاحظوا شقي الاختيار في السؤال ، رجل يروم قتل مسكين والشق الأخر مسكين [ مؤمن ] من ضعفاء شيعتنا ، الأول مسكين والثاني مسكين مؤمن من شيعتنا ، هذه التفاتة . الأمر الأخر هنالك مصطلحات يستخدمها علماء الأصول وهي التعارض والتزاحم فالتعارض هو إلغاء احد الحكمين كونهما متعارضين ، أما التزاحم فهو إن الأمرين واجبان ولكن هنالك أهم ومهم فيقدم الأهم على المهم من عدة وجوه يتم احتساب الأهمية قد تكون لضيق الوقت أو للعواقب السلبية المترتبة على ترك احدهما وقد يكون هو المنطبق على حديثنا هذا بحيث الخيار تدارك احدهما فقط ، فالأهم عند الحسين عليه السلام هو تحصين شيعته بحجج الله عز وجل حتى يتمكنوا من رد ودحر كل من تسول له نفسه في النيل من فكر الإسلام . فلو أنقذ المسكين الذي لا يعلم هل هو من أتباع أهل البيت أم لا ؟ وترك الذي من شيعته عرضة لأفكار الناصبيين فان هذا سوف ينشر الفكر الناصبي على حساب فكر آل محمد عليهم السلام كما وان المسكين الذي تم إنقاذه من القتل قد يكون ناصبي بدليل عدم تعريفه الإمام عليه السلام في سؤاله بالمؤمن ولا حتى بالمسلم .الأمر المهم هنا والذي يؤيد ماهية الحسين عليه السلام الذي ضحى بعياله وبنفسه من اجل كلمة الله عز وجل بل من اجل إنقاذ شيعته من الهاوية فانه استرخص روحه وأرواح عياله أمام كلمة تؤدي إلى انحراف البشرية فهذا هو عين الأصل للاختيار بين قتل مسكين وإحياء دين .
تخيلوا اليوم لو أتيحت الفرصة للوهابية إن استغفلت مسكين مؤمن ضعيف من الشيعة في تحريف معتقده وكسبه إلى جنبهم كيف سيطبلون لذلك وحقا عندما قال احد فقهائنا علمائهم يهتدون إلى مذهبنا وأراذلنا يلتحقون بهم .والشعاع النوارني الأخر جاء من الاستشهاد بالآية الكريمة (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) التي كلنا يتبادر إلى ذهننا إنقاذ النفس من القتل ولا نعلم الانحراف الفكري هو أعظم من القتل فجاء التفسير من أهل بيت النبوة عليهم السلام بان الإحياء هو إنقاذ نفس من ضلالة وحقا كما قال النبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم أنهم قران ناطق أي أهل بيته عليهم السلام بل وأزيد عندما قال صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام أنا أقاتل على التنزيل وأنت تقاتل على التأويل ، وها هي إحدى تأويلات الأئمة عليهم السلام لآية كنا غافلين عنها .
https://telegram.me/buratha