بقلم:فائز التميمي
كثيراً ما تسبغ السنيين والتجارب على الأشخاص نظرة جديدة فتتغير طريقة تعاملهم مع الناس ومع الحدث .وكـذلك كلما عبر الإنسان مرحلة الشباب عاد يتأمل في كهولته فينتقد ما كان يقوله أو يفعله وهي عملية طبيعية المفروض أن يمر بها كل إنسان فكيف بقيادي له تجارب كثيرة قد يكون مر عليها أكثر من ثلاثين عاماً وأختلط بكثير من الناس على إختلاف مشاربهم وعقائدهم إبتداءً من الأحزاب والحركات الإسلامية وإنتهاءً بالحركات اليسارية والمستقلة. والنضج السياسي لا يعني بالضرورة تغيير القناعات ولكن طريقة الإداء السياسي وتقدير الظروف ومتى وأين ولماذا ولصالح من يمكن أن يجير الكلام. وإلا فإن الإنفعال والتصريحات الغير مسؤولة قد تحقق للمرء بعض النجومية ونحن مقبلين على إنتخابات ولكنها أيضاً قد تؤدي الى سقوطه السياسي. وهي سهلة المؤونة فما عليك إلا أن تتكلم من دون شعور بالمسوؤلية.
والـذي يسمع تصريحات السيد حيدر العبادي يتبادر الى ذهنه نفس حيدر العبادي في مانجستر عام 1980م حيث إشتهرت جماعة مانجستر بتعصبها الأعمى ومعارضتها للمجلس الأعلى منـذ أول يوم لتأسيسه. فقد كانت لديهم نشرة طلابية تصدر شهرياً وعند أعلان تأسيس المجلس أرسل أحد الاخوان إليهم مقالة عرضها علينا فإستحسناها وفي نهاية المقالة رحب بخطوة تأسيس المجلس فنشروا المقالة مع بتر النهاية ولم يكن ذلك الشخص عارفاً بسياسة "جماعة مانجستر" المتعصبة .
ومما زاد من ثبوت هـذا التعصب وإنسحابه على كل معظم تنظيم لندن أن كل من شاكس في إيران وحصلت له مشاكل بعثوا به الى لندن لـذلك لو تصفحت وجوه الشيوخ والأعضاء في منتصف اواخر الثمانينات لوجدتهم من الصقور التي تميل الى الصدام مع الآخرين ولا تحسن فن الحوار وشعارها بدون مبالغة: من ليس منا فهو ضدنا.حتى أنك لو أردت أن تقوم بأي عمل قالوا لك أنت تريد شق الصف .لماذا لأن عندنا تنظيم تستطيع أن تتعاون معنا أما أن تعمل وحدك فهو شق للصف. بهـذه العقلية تربى كادر لندن وبريطانيا عموماً.
أنني أنصح نصيحة مخلصة لله تعالى الأخوة الأعزاء أن يزيلوا العصابة السوداء عن أعينهم لأننا لسنا في فسحة ايام المعارضة وإطلاق التصريحات النارية أنـذاك كقول أحدهم في لندن سنة 1985م: هنالك فقط حركة إسلامية واحدة ونصف حركة إسلامية.!! والكل فهم من المقصود بالنصف حركة وكان القيادي هـذا في إيران آنـذاك ثم قدم الى لندن بعد ثلاث سنين.أما في هـذه الأوقات العصيبة فإن تصريحات ملتهبة تصب في صالح العدو المتربص على حدودنا ولن يقف الناس مجاملين لمن يطرح هـذه التصريحات أما لماذا هـذه التصريحات لأن أعادة الإئتلاف يعني أن لا تكون للبعض فرصة في وزارة لأن البعض قد إستوزر سابقاً ولم يستوزر بعد ذلك وفي حساب السياسة هـذا فشل لأنه لم يعد للشعب من حساب عند أكثر السياسيين !! كفى مجاملة لقد ضاقت صدورنا ثلاثين عاماً فمتى يكبر صبيان السياسة!!.
وكلامي هـذا موجه لجميع الأحزاب والحركات سواء إسلامية كانت أو علمانية فقد بلغ السيل الزبى!!.وسابقاً كنا نستحي ونقول ربما خبرة القياديين أكثر من خبرتنا ولكن إتضح أن البعض منهم لازال في نزق الشباب. صحيح إن هنالك مراهقة في الشيخوخة ولكن لم أسمع مراهقة سياسية بعد ثلاثين عاماً وكنت أود أن أكون من ينصحني السيد العبادي ويوجهني لا أن يُلقي بنا في مهاوي الردى ويجعلنا إضحوكة ويتشفى بنا الراشد والشرقية والخشلوكية!! وكل ساقط وصعلوك.
https://telegram.me/buratha