المقالات

الكرة الان في ملعب النزاهة

1329 19:26:00 2009-07-21

علي محمد البهادلي

مرت ستة أعوام بعد عملية تغيير النظام الدكتاتوري في العراق ، والعراقيون قد عانوا خلالها الأمرين ، من سوء الخدمات والوضع الأمني المتدهور ، وأخيراً وليس آخراً التجاذبات والمهاترات السياسية التي ذاق وبال أمرها المواطن العراقي . بيد أن هناك بارقة أمل بدأت تطلُّ علينا من نافذة المسقبل ، فالوضع الأمني بعد النصف الثاني من عام 2007 بدا يشهد تحسناً ملحوظاً إلى أن بلغ ذروة تحسنه نهاية العام الماضي ، والحرب الإعلامية والكلامية بين الأحزاب والكتل السياسية قد خفت صوتها ، والانتصارات التي حققتها القوات الأمنية على الإرهاب جعلت رئيس الوزراء نوري المالكي يطلق حملته الوطنية على الفساد الإداري .

لذا نرى أن هناك ظروفاً موضوعية ملائمة جداً لتفعيل دور هيئة النزاهة ، فقد كانت في السابق ظروف تقع حجر عثرة أمام عمل الهيئة منها الوضع الأمني السيئ الذي يستحيل على أي سلطة رقابية أو قضائية أن تعمل بحرية واستقلالية في ظله ؛ لئن المفسدين لهم أجنحتهم المسلحة التي لها إمكانات تشبه إلى حدٍّ كبير إمكانات عصابات المافيا في الدول الغربية ، والأمر الآخر هو الإرادة السياسية لمكافحة الفساد ، إذ إن الكتل السياسية كانت ـ ولا يزال البعض منها على حاله ـ تحمي وزراءها الفاسدين الذين ثبت تورطهم في اختلاس أموال الدولة وسوء إدارة مؤسساتها .

أما الآن فقد لاح في أفق الساحة السياسية العراقية أن هناك توجهاً شبه عام لمحاسبة المفسدين من الوزراء والمدراء العامين وغيرهم ؛ لذا ينبغي لهيئة النزاهة أن تنتهزهذه الفرصة لملاحقة سارقي قوت الشعب العراقي وأن لا تأخذها في الحق لومة لائم ، فنحن نعلم أن التحديات السياسية التي تواجه الهيئة كبيرة جداً ، وقد أكد رئيس الهيئة القاضي رحيم حسن العكيلي في أكثر من لقاء أجرته معه الفضائيات العراقية وغيرها : أن هناك ضغوطاً سياسية تتعرض لها الهيئة ، لكن الهيئة تسعى قدر الإمكان أن لا تؤثر فيها هذه الضغوط . أقول إذا كان هناك ضغوط سياسية في السابق تعيق عمل الهيئة ، فالوضع الآن مختلف جداً ، فأكبر كتلة برلمانية قد مثل أحد وزرائها أمام البرلمان لغرض الاستجواب ، وهو الآن في التوقيف إثر مذكرة اعتقال صدرت بحقه من قبل القضاء العراقي في محافظة السماوة .

إذاً الظرف الآن ملائم لتنفيذ مذكرات الاعتقال التي صدرت بحق حوالي (1000) من المتهمين بقضايا فساد ، وينبغي أن يصاحب هذا العمل ، من قبل الهيئة ، وعي جماهيري بضرورة الإبلاغ عن المفسدين في دوائر الدولة كافة ،ويكون ذلك من خلال التثقيف الإعلامي وبث الإعلانات التلفزيونية كما هو الحال في الإعلانات الموضوعة لمكافحة الإرهاب ، وعلى الهيئة أن تضع أرقام هواتفها وبريدها الالكتروني في أكثر من فضائية ولا يقتصر على واحدة أو اثنتين ؛ مما يسهل للمواطن الإبلاغ عن أي حالة فساد يعلم بها . في الختام نسأل الله ( تعالى ) أن يوفق كل العاملين من أجل القضاء على الفساد والمفسدين ويتغمد برحمته الشهداء الذين راحوا قرابين فداء من أجل عراقٍ خالٍ من الفساد .

علي محمد البهادلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك