بقلم : سامي جواد كاظم
وانا اتابع مسالة احتدام النقاش حول قرار وزيرة التربية في الكويت بخصوص تغيير بعض مناهج الدراسة في المدارس وتحديدا مادة التربية الاسلامية لما فيها من افكار سوداء تعلم الطالب على البغض والكراهية بحق الغير ، وانا اتابع ذلك رايت استماتة وليد طبطبائي ومن بمعيته من الوزهابية النواب في مجلس الامة بعدم تغيير المنهج بل وزاد الرفض الى تهديد علني للوزيرة الكويتية اذا ما اقدمت على هذه الخكوة علما ان هذه الخكوة لم تكن انفرادية من قبل الوزيرة بل بعد دراسات ومباحثات تم اقرار ذلك زحتى التغيير سيتم بعد عرضه على اصحاب الاختصاص لغرض الموافقة عليه حتى يساعد على بناء مجتمع كويتي يرفض الكراهية والبغض .
والان ماهي الفقرات التي يرفض السلفية تغيرها ؟ لعض هذه الفقرات نقلا عن الصحف الكويتية تضمن العديد من عبارات التكفير والكراهية وحتى اباخة الدم والاكثر اهتماما هي مادة التربية الاسلامية للصف العاشر التي فيها قضايا كثيرة تحمل طابع الفتنة الصريحة وتثير الانقسام في المجتمع لكونها تمس مباشرة معتقدات المسلمين الشيعة، فقد ورد في الصفحة 37، «انه من ضمن الشرك الاكبر هو التقرب بالذبائح والنذور لغير الله في القبور والجن والشياطين وايضا كالذين يعبدون العجل والكواكب والاحجار والاصنام»، فاذا كان الكلام موجهاً للمسلمين فلا يوجد مسلم يعبد حجارة او صنماً أو شجرة.. إلخ، وانما يتقرب الشيعة بالذبائح لله وللنبي «ص» وال بيته الكرام.ويذكر الكتاب نفسه ان من الشرك الاصغر «شرك الافعال، فمثلا لبس الحلقة والخيط لرفع البلاء او دفعه، ومثل تعليق التمائم خوفا من العين، فمن اعتقد بان هذه الاسباب لرفع البلاء او دفعه فقد اشرك».هل هذه ثقافة يتم غرزها في عقل الطالب الخام الذي من المفروض تلقي كل ماهو مفيد ويفيد البلد في بنائه فهل هذه الافكار فيها مصلحة الكويت ؟
وورد في الصفحة 38 «من هنا فان الدعاء لله والاستعانة به اصل من اصول العقيدة الاسلامية، اما دعاء غير الله عز وجل والاستعانة به سواء كان المدعو به حيا او ميتا، نبيا او صالحا يعتبر نوعا من الشرك ويتنافى مع توحيد الله»، وهنا ايضا اطلاق حكم بالشرك علما ان العديد من فقهاء السنة لا يرون هذا الرأي ابدا.
وورد في الصفحة «42» بنفس الكتاب انه «من الشرك الظاهر التبرك بالاشجار والحجارة والاثار.. ومن التبرك المحرم «ما يفعله العامة من تقبيل اعتاب القبور والاضرحة والاستعانة بها والطواف حولها وتعظيمها».وورد في كتاب التربية الاسلامية للصف التاسع انه «يجب على العبد ان يصرف العبادة بجميع انواعها لله وحده لا شريك له، فمن صرف منها شيئا لغير الله عز وجل، كمن دعا غير الله او ذبح او نذر لغير الله او استعان او استغاث بميت او غائب او بحي حاضر فيما لا يقدر عليه الا الله، فقد اشرك الشرك الاكبر، وسواء صرف هذا النوع من العبادة لصنم او شجر او لحجر او لنبي من الانبياء او ولي من الاولياء فهذا كله شرك.
ولعل من اخطر ما تحويه مادة التربية الاسلامية هو كتاب «دراسات التشريع الاسلامي للمرحلة الثانوية» في المقرر رقم 74، والذي يدعو الى «الحاكم الواحد والخليفة الواحد في هذا الزمان» رغم معرفتنا بان الكويت بلد اسلامي، ولا توجد دولة خلافة في عصرنا الراهن، بل دول اسلامية متعددة، فهل هي دعوة لإزالة الكيان الوطني، مثل كيان الكويت بنظامه وقيادته؟ بل ان هذا الكتاب المقرر على الطلاب في اول ريعان شبابهم يؤكد في الصفحة - 63 ان المطلوب من جميع المسلمين حمل السلاح لاقامة دولة الخلافة، اذ يقول «لم يكن هذا الضعف بكل جوانبه يوم ان كان المسلمون جميعا في دولة واحدة في ظل حكم واحد» ويضيف: «لا تزال طائفة من امتي يقاتلون على الحق ظاهرين الى يوم القيامة»، وفي ذلك اشارة واضحة للعيان بان المسلمين عدة فرق، توجد بينهم فرقة واحدة هي الناجية بزعم المنهج التكفيري للاخرين،
ثم اذ بهذا الكتاب المقرر يمعن اكثر في اتجاه الشرذمة والتكفير والانقلاب على دستور الكويت نفسه، حينما يطرح اسئلة على الطالب من بينها سؤال يطرحه للمناقشة، وهو يقول «لم تكن حالة الضعف الراهنة أيام ان كانت وحدة الحاكم»، بين الصح والخطأ مع الدليل والبرهان، ويجب على الطالب ان يناقش من منطلق المادة التعليمية ذاتها والتي ورد فيها «أن الدولة الواحدة والحاكم الواحد هما السبيل لانقاذ الامة الاسلامية» فكيف تلتقي هذه الافكار مع دستور الكويت وقوانينها»؟هذه الفقرة بعينها هي التي يعمل عليها الوهابيون من خلال بث عناصرهم معتمدين على المال والتكفير والتفجير في كافة اصقاع العالم معتبرة الكرة الارضية ساحة قتال حتى تتحقق الوحدة الواحدة والحاكم الواحد وبقيادة الوهابية .
https://telegram.me/buratha