المقالات

هل سيصف المالكي خصومه بالطائفيين؟

1214 15:05:00 2009-07-21

علاء الموسوي

لم تأت الدعوة إلى تجديد الائتلاف الشيعي، وتوسيعه سياسيا، ناجمة عن ظروف آنية ترجمتها نتائج انتخابات مجالس المحافظات. فالصراع الداخلي (المبطن) بين قطبي الائتلاف العراقي الموحد (المجلس الأعلى وحزب الدعوة)، تكاد تمثل أبرز العوامل الرئيسة التي دفعت زعماء ذلك التحالف إلى إعادة التفكير بما سيخلف عنه التنافس السياسي داخل منظومة الإسلام السياسي الشيعي في العراق، وسط المناخ التصدامي الذي تعمل على ديمومته الإدارة الامريكية على وفق مصالحها الخاصة. فما اجتمعت عليه الأحزاب الإسلامية (الشيعية بالتحديد) في عام 2005 ، لم يعد مستساغا اليوم، وفي خضم الإشارات التي تطلقها إدارة اوباما في قيادة العراق المنتصر على تنظيم القاعدة.

دولة رئيس الوزراء نوري المالكي (أبرز قياديي ذلك التحالف) كشف في أكثر من محفل عن مشروع حزبه السياسي المنافس للمجلس الأعلى، مترجما دعوتهم لفدرلة جنوب العراق ، بمشروع تقسيم البلاد، على الرغم من كونه أبرز الداعين إلى فدرالية الجنوب حينذاك.

فالبرغماتية السياسية التي يتمتع بها المالكي دون غيره من الإسلاميين السياسيين ، أتاحت له الفرصة في التمكن من سحب بساط المجلس الأعلى والتيار الصدري على الساحة الشيعية، وتحويل أنظار جماهير تلك الساحة الطائفية، إلى مفاهيم وطنية بعيدة عن التوجه الإسلامي والمذهبي الصرف. التمثيل الحزبي للإسلام السياسي مرتبط في قراره إلى مرجعية دينية لا تهتم بمعيارية الانتماء الجغرافي لأي بلد، بقدر الانتماء العقائدي للإسلام. ولعله واضح في سلوك أغلب الأحزاب الإسلامية الشيعية، وأبرزها المجلس الأعلى والتيار الصدري وحزب الدعوة سابقا، قبل أن يتشظى إلى مجموعات عدة، ويشهد نضوجا سياسيا خارج المباني الإسلامية ـ بحسب تصريحات قادته ـ كما كان معمولا به في بدايات تشكيله.

الحراك التغييري داخل حزب الدعوة / جناح المالكي، وطموح الأخير لكسب ثقة الشارع العراقي بولاية ثانية لرئاسة الوزراء، سينتج عنه تأزيم حدة الخلاف بين فرقاء البيت الواحد، وإلى تكوين ائتلافات متعددة . بل سينسحب الأمر إلى تقسيم الساحة الشيعية إلى منظورين، أحدهما وطني، والآخر طائفي، وهو ما سيسعى إليه المالكي في ائتلافه الجديد (ائتلاف دولة القانون الوطني) كما صرح به لجريدة لوموند الفرنسية في أوائل شهر حزيران الماضي ، من أن يصنف الخارجين عن ذلك الائتلاف الخاضع للهيمنة المطلقة لشخصه بالطائفيين، كما وصفهم سابقا بدعاة التقسيم في العراق.لن يهم المالكي في ائتلافه المقبل، إلتقاء المذهب او القومية، بقدر اهتمامه بضمان الحصول على المناصب الحساسة في المرحلة المقبلة، فعلى الرغم من التحذيرات التي يطلقها الجانب الآخر له، ولشركائه في المذهب، بأن هناك إرادة عربية، وإقليمية لتحجيم النفوذ الشيعي السياسي مستقبلا، إلا ان عدم الاكتراث لتلك التوقعات، والإصرار على إكمال المشروع بشعبية الشخص الواحد، هي الرسالة الوحيدة التي يطلقها المالكي في اجتماعاته الخاصة مع الائتلافيين، واشتراطه تقاسم نفوذ السلطة، ومواطن القرار داخل الائتلاف الموحد الجديد إلى اكثر من النصف لحزبه.الطموح اللامتناهي لدى المالكي في تعزيز نفوذ حزبه والتمسك بمقاليد الحكم لأكبر مدة زمنية، سيجعله يقود الإسلام السياسي الشيعي، إلى ما لا يدرك عاقبته، فهو كمن يشتري البعض بالكل، ويغرف بدلوه الخاص ليضحي بمستقبل الأغلبية السياسية لشعبه.

ما يمتلكه المالكي من نفوذ سياسي وإعلامي كبير، سيسخره حتما في الدعاية الانتخابية المقبلة لتقويض خصومه من المجلس الأعلى والتيار الصدري، كما كشف عن ذلك سابقا احد مستشاريه المقربين، فما وصفه بالأمس من انهم دعاة التقسيم ، سيصفهم مستقبلا بالطائفيين لا محالة. الأمر الذي سيعرض المجلس الأعلى والتيار الصدري إلى معضلة دعائية لا تستطيع ماكنتهم الإعلامية من التخلص منها، لاسيما ان زعامتهم ما زالت تابعة لعمائم دينية. الخطأ الكبير الذي وقع به المالكي ، هي الاستجابة لمفاهيم دعائية غربية صنفت الدعوة لإقامة كيان سياسي شيعي، ضمن استحقاق الأغلبية بالطائفية، وفي حال اقتنع المالكي بتلك الإرادة المصدرة لنفوذ الشيعة السياسي، فلن يتمكن من تحقيق ما يرنو إليه بولاية ثانية، إذ ما تخفيه إرادة الجانب الآخر، ومن يقف بجانبها من نفوذ إقليمي طائفي، لن يستطيع المالكي مواجهتها بمفرده، وهو يعطي جل تركيزه على النيل من أبناء جلدته، وهو بحد ذاته المعول الذي سيقضي على مستقبل ذلك النفوذ السياسي للأغلبية الراعية لتجربة العراق الجديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Army
2009-07-21
مع وحدة العراق محاربة الفساد السياسي والاداري والمالي للشعب حق التقرير على ضوء النتائج وعلى الكل الاقرار بذلك الانظمة السابقة كانت طائفية مقيتة فاسدة حكمت الاكثرية والاغلبية من الطوائف والقوميات الاخرى على اسس العبودية والرق ونظام صدام وصل بذلك الى ذروة الانظمة الدكتاتورية الطائفية والعرقية والتعسفية. للمجلس الاعلى روى سياسية ولحزب الدعوة روى سياسية وللكل رواهم السياسية قد يتوافقون في نقاط ويختلفون على عدة نقاط اخرى لكن المهم انهم يعملون لوحدة العراق وبناء العراق وقد اثبتوا ذلك.
ابو الصراحة الواقعية الهادفه
2009-07-21
ثم او تخزوا من الافصاح لنجاسة الهدام الذي لا يشرف أنتن الجرذان وألا فماذلك السكوت المخزي عنه في الكويت وهو أصل نكبتهم وماأبقاءالنجس الاقذرالكيمياوي لحديومنا وما التخصص بالدفن والتهجيروالتفجيرات المتوالية المصنفه وأخزاها تازة التي أضحى الاستنكارومد العون لهامحاصصة ويا للعار؟ اننانحذر من الأشعري وبلاهته واصحاب عمرو ودنسهم ونياتهم المبيته التي مهماتغابوا عنهاوتجنبواالأفصاح عنهازادتهم عارا وما فرارالدفان والمهجروالمثلج وباقي صحب عادوثمود وجرذالدنس الثرام دفان الاحياء الا اعلان مخازييهم فهل؟؟
ابو الصراحة الواقعية الهادفه
2009-07-21
باسمه تعالى في الوقت الذي عاش الأطياب من الشعب اخوانا متحالين متزاوجين اندس بينهم من اعاد للاذهان مكائدعمرو عبرالتاريخ وهو الذي اشترى الدنيا باخرته وزاغ لكسب الولايات وما كان ذلك من الدين واليوم رغم اخلاص الاطياب للوحدة المتضامنه وحب لأخيك ماتحب لنفسك ظهر من ليس له من الدين الا الأسم يدعو الى المحاصصة والهوية بنيات مشؤومه ادت الى التهجير الادنس والخطف والذبح على الهويه والتكفيروالالحاح على نسيان ماض دنسه أرجس من عرف التاريخ صدام العاروثلته الشناروالذين تناسواعارهم لانهم سنه أن أفصحوا ثم
احمد الكاظمي
2009-07-21
هذا الحجي ميفيد مع تقديري للاخ كاتب المقال....احنه بيا حال هسه؟؟؟قدمنه ملايين الشهداء ومحد اخذ بحقهم وثارهم!!!! القانون مهزوم بالبلد وفشل فشل ذريع ويقوده الطائفيون والارهابيون.احزابنا اصبحت مكروهة من قبل الناس وابتعد الناس عنها شيئا فشيئا....يجب تحويل الائتلاف الى جبهة سياسية دائمة او حزب سياسي وطني كبير يؤمن بحكم الغالبية الانتخابية للعراق والغاء التوافق السياسي...والا فلنقسم العراق ونخلص من دوخة الراس
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك