جمال ملاقره
الإحصاء ضرورة حتمية في الدول التي لا توجد لديها نظام إلکتروني تحصي کل شاردة و واردة في البلاد. من دون وجود بنك معلوماتي کامل وشامل لايمکن وضع أية خطة سليمة من أجل تطوير البلد. في البلدان المتقدمة وعن طريق النظام الألکتروني لا تحصى البشر فقط بل حتى الحيوانات ،الأشجار والممتلکات المنقولة وغير المنقولة.في السنوات الأخيرة تم توحيد البنك المعلوماتي في دول الإتحاد الأوروبي، مما حدا بأصحاب رؤس الأموال کشف عن أموالهم المودعة في خارج بلدانهم، خوفآ من تعرضهم إلى مسألة قانونية.الغريب والعجيب في عراقنا الجديد هو رفض بعض ممن يدعون السياسة لإجراء الإحصاء أو إجراء الإحصاء على مقاساتهم!!!هؤلاء الأشخاص يضعون نسب للمکونات العراق على هواهم ويبنون عليه إستراجيتهم. على سبيل المثال لا الحصر هناك من يدعون بأن نسبة العرب في العراق تبلغ 83% والشيعة 65% وعرب السنة 55% والترکمان 13%..إلخهذه الأصوات ، منذ سقوط النظام البعث الإجرامي وإلى يومنا هذا يطلون علينا يوميآ في الفضائيات کأن إدعاءآتهم تلك حقيقة ثابتة وغير قابلة للنقاش . حسنآ بالأمس القريب کنتم تدعون بأن الکورد يحصلون من الميزانية العراقية أکثر مما يستحقون وملأتم الصفحات الألکترونية والصحف المطبوعة بمئات المقالات عن هذا الموضوع وکانت أصوات الکثير من نواب العرب والترکمان في مجلس النواب تردد شائعاتکم ، إلى أن أوکل أمر الموضوع إلى إجراء الإحصاء السکاني لإظهار الحقيقة. لکن کلما إقتربنا من موعد الإحصاء کلما إرتفعت هذه الأصوات النشازة مرة أخرى تنادي بإلغاء حقل القومية والطائفة من سجلات الإحصاء!!!السبب واضح لا تقبل التأويل ألا وهو کشف زيف إدعاءآتهم الباطلة، لأنهم يدرکون جيدآ بأن نسبة الکورد في العراق أکثر مما هم يروجون لها ولربما نسبة عرب السنة لاتختلف کثيرآ عن نسبة الکورد في العراق هذا أولآ ومن ثـم يدرکون ثبوت النسبة الحقيقية للطائفة الشيعية تترتب عليها تبعات سياسية لا تعجبهم ولا تعجب دولآ عربية کثيرة.نلاحظ في الآونة الأخيرة خفت الأصوات التي کانت تدعي إستيراد الکورد من ترکيا، إيران وسوريا وإسکانهم في کرکوك ، کأننا لم يجد لدينا بعد آلاف العوائل الکرکوکية في مجمعات أربيل وسليمانية بإنتظار التطبيع والعودة إلى أرض أجدادهم في کرکوك ، مندلي، بدرة وسنجار ...إلخالذين ينادون بالتغيير الديمغرافي لکرکوك وموصل وديالى يتناسون بأن النظام الإجرام البائد قام بجلب عشرات الآلاف من عوائل العربية الى کرکوك ، بدرة، مندلي ،خانقين، سنجار، زمار ..إلخ بهدف التغيير الديمغرافي لمناطق کوردستانية تأريخيآ وجغرافيآ. على المرء أن يسأل لماذا لم يجدوا في طول وعرض العراق مقبرة جماعية واحدة لعرب السنة ، الترکمان والآثوريين؟ إن لم يتعرض هذه المکونات إلى الإبادة الجماعية التي طالت الکورد والشيعة فقط ، فما الذي قلل نسبتهم في العراق؟! أليس خوفهم من إجراء الإحصاء وکشف المزيد من المقابر الجماعية هو نابع من ظهور حقيقة نسبتهم في العراق؟
إن سياسة الکيل بالمکيالين لا يمکن أن تدوم إلى الأبد وخاصة نحن لازلنا على قيد الحياة وعشنا الأحداث بتفاصيلها من جلب عرب الجبور والعبيد إلى شمال جبال حمرين داخل أراضي کوردستان في عهد وزارة ياسين الهاشمي ومن ثم توجت سياسة التعريب من قبل رشيد عالي الگيلاني، بعد مقتل الزعيم بکر صدقي عام 1939.الکورد لم يكن لديهم السلطة ولا جيش ليقوموا بتکريد مناطق العرب، بل منذ بداية تشکيل العراق وتجزئة کورستان بين بقايا الدولة العثمانية ودولتي سوريا والعراق و لغاية 2003 کانوا عرضة لسياسات التعريب والتهجير المستمر. نعيش اليوم في عصر العولمة وعالم اليوم هي قرية صغيرة ، کيف يسمح للکورد أن يقوموا بالتطهير العرقي للعرب والترکمان ( حسب إدعاء هؤلاء المهوسين) ولا يعلم بها أحد من عالم المتحضر؟!!!
أخيرآ وليس آخرآ أحب أن أطمئن هؤلاء أدعياء إن ضوء الشمس لن تحجب بالغربال والتعريب زائل لا محال ولم يضيع شبر من أرض کوردستان مهما حاولتم، لذا عليکم أن تتعظوا من صدام ونظامه الذي دخل التأريخ کأکبر مجرم وما حلبجة والأنفالات إلا وصمة عار تلاحقه وأرکان نظامه إلى يوم الدين.
https://telegram.me/buratha