ولاء الصفار
قبل البدء بسرد مقالتي اود ان استهلها بالرواية التي ملخصها بان الامام علي بن ابي طالب عليه السلام كان في احدى الايام قاصدا المسجد ليصلي ايام خلافته فأسرعت أمرأة طاعنة في السن من أمامه لتقول منادية لولدها (يا مات الدين ..يا مات الدين ) فألتفت عليه السلام أليها وسألها كيف مات الدين فقالت ذهب زوجي في سفر مع مجموعة من اصحابه فقتلوه ظلما ًاثناء المسير بعد ان اخذوا متاعه وماله وكنت انا حامل في ولدي هذا وفي زمن قبل زمانك وليس لي َ قدرة على القاتل، فأمر عليه السلام احضار القاتل وأقيم الحد عليه لتهتف بعد هذا ( عاش الدين. عاش الدين بعلي بن ابي طالب ).
ولعل الرواية اعلاه تبين ان الظلم زعزع هذه المراءة حتى من عقيدتها فكيف بالمجتمع اليوم وقد استشرت فيه هذه الظاهرة، ولعل الامر الذي اود ان اطرحه يدور حول مستقبل العراق وكيفية رسمه في ظل الاجيال المتعاقبة خصوصا اننا نؤمن بان البلد لايمكن ان يتطور او ينهض الا بظل النخبة المثقفة من ابناءه من خلال استثمار امكانياتهم العلمية والثقافية خصوصا ان الجامعات العراقية تفتخر سنويا بتخرج الالاف من طلبتها ولكن من المؤسف ان هذه الامكانيات والطاقات لم تستثمر بشكلها الصحيح واصبحنا نسمع بين الفينة والاخرى بروز شخصية علمائية او بروز براعة اختراع لعالم عراقي في بلاد الغرب ولعل الاسباب عديدة ولكن اهمها الوضع الامني الذي كان يمر به العراق في الفترة السابقة، ولكن وبعد تحسن الوضع الامني في العراق استبشرنا خير بقرار وزارة التعليم العالي للعام الحالي 2009 الذي اعلنت من خلاله فتح باب التعيين لخريجي الجامعات في خطوة منها لاستثمار حملة الشهادات
وقد كانت جامعة كربلاء احدى تلك الجامعات التي شملت بذلك القرار الامر الذي اثلج قلوب جميع الطلبة الذين سارعوا لتقديم معاملاتهم والتهيؤ لاستلام وظائفهم الجديدة راسمين خطى المستقبل الذي اعتمته الاحكام الجائرة السابقة، وكوني اعمل في سلك الاعلام هرعت مسرعا لاجراء استطلاعا ارسم من خلاله البسمة التي اعتلت وجوه الطلبة بذلك القرار وما ان وصلت الجامعة تفاجئت باستشراء حالة الحزن التي محت علامات الفرح لدى الطلبة الذين اخبروني بانه تم حصر التعينات على ذوي الشهداء والمهجرين، وانا اطالع معاناة الطلبة التقيت باحد زملائي بصحبة زوجته التي كانت هي الاخرى زميلة دراسية استطاعت ان تنال المرتبة الاولى في الدراسات العليا من بين زملائها وقد غلب الحزن عليهما فاستفسرت عن سبب حزنهما فاخبرني زوجها انه وبالرغم من حصول زوجته على المرتبة الاولى في الدراسات العليا والذي من الواجب على الجامعة ان تقوم بتعينها كونه احد استحقاقاتها كنتيجة لجهدها طوال السنوات الماضية لتجني ثمرة ما اكتسبته من علم ومعرفة الا انه اشار بالرغم من صدور الامر الجامعي بحق زوجته في كانون الثاني لعام 2008 بحصولها على شهادة الماجستير فان جامعة كربلاء ماطلت بتعينها بحجة عدم وجود درجة شاغرة او عدم وجود ملاك الامر الذي دعاه الى مقابلة وزير التعليم العالي لشرح قضية زوجته والحصول على موافقة الوزير بتعينها ومضت على ذلك شهور عدة ولم يحصل على اي نتيجة الا انه ولدى مراجعته الوزارة تم اخباره بان معاملة زوجته قد فقدت لاسباب مجهولة وعليه مراجعة الجامعة لتعينها، فاصطدم حينها بان الجامعة طالبته بمراجعة الوزارة لغرض تعينها كون الجامعة ليس لديها درجة شاغرة وهو على هذا الحال لاكثر من عام وسبعة اشهر.
فنتسائل ياترى لو كانت الاولى على دفعتها في الدراسات العليا لايوجد لها تعيين في ربوع جامعة كربلاء او الجامعات الاخرى فما هو حال بقية الطلبة وخصوصا ذوي شهادات ادنى من ذلك ؟؟؟ ولعل هذا السؤال نرفعه الى رئيس وزرائنا الموقر الذي وعدنا ولازال يعدنا بعراق مزدهر وانا اقول له عذرا سيدي المالكي فالعراق مات طالما يوجد فيه هذا النفس وتوجد فيه مثل هذه القرارات المجحفة وكفاكم تنكيلا بالنظام السابق قبل ان تتمكنوا من اصلاح وزاراتكم!!!.
https://telegram.me/buratha