حسن الهاشمي
بالرغم من تلكؤ توفير خدمة الكهرباء في الصيف اللاهب وعدم جدوائية الوعود الممجوجة والسمجة التي تنطلق كرارا ومرارا من المسؤولين ذوي الشأن، بات المواطن يتأرجح بين انقطاعات التيار الوطني التي تزود المواطن ساعتين مقابل أربع ساعات قطع في أحسن الأحوال، خلافا لما صرح به سابقا من أن المواطن سيحصل في هذا الصيف على إثني عشر ساعة في اليوم على أقل التقادير!! وقد سأم المواطن المسكين من الوعود المعسولة وطفق يرتأي بين أن يجول في فرن حارق أو يصبر على حظه العاثر علـّه يحصل على ضالته المفقودة التي طال انتظارها في العراق الجديد!!ولا ندري ما الذي يجعل المسؤولين منكفئين عن معالجة هذا الملف الذي بات يؤرق المواطن وينظر إليه نظر الريبة والإشمئزاز، فالحكومة قد خصصت أموالا طائلة لتحسين الطاقة الكهربائية هي الثانية من نوعها بعد مخصصات القوات الأمنية، ولكن حالة التذبذت بقيت تراوح مكانها من دون حلول جذرية!! ونحن ندعو إلى إصلاح النفوس قبل إصلاح الكهرباء، لأن إحساس المسؤول بما يعانيه المواطن من مشقة وعناء بسبب انقطاع التيار الكهربائي في هذه الأجواء الحارة، ومشاطرته في تحمل المأساة علها تشحذ في نفسه الهمة في تحقيق الوعود، وهي مسألة مرتبطة بالجانب الأخلاقي والديني والوطني.
فالشعور بالمسؤولية الوطنية بعيدا عن المصالح الحزبية والطائفية والإقليمية ومن قبل جميع المسؤولين هو الذي يحل مشكلة الكهرباء المتفاقمة في العراق، ولا أظن أن عراق الخيرات يبقى مستعصيا عن حل هذه المعضلة لولا صفاء القلوب وحرقتها على ما يمر بها المواطن من مآسي الإرهاب وقلة الخدمات، وعلى رأسها وأهمها ملف الكهرباء الذي توافرت فيه معطيات المال وشركات الإستثمار والأيدي الفنية والعاملة على معالجته سوى العامل الوطني والشعور الديني الذي لا يزال يعاني من ضعف لبعض ضعاف النفوس في الدولة، فهم موجودون فيها لإجهاض كل خطوة باتجاه النهوض الحضاري ولا حيلة للنهوض - ولاسيما في ملف الطاقة الذي هو عصب الحياة الحديثة - إلا بالقضاء على تلك الزمر التي ما فكرت يوما لجلب الخير للعراق وأهله.
https://telegram.me/buratha