علي حسن الشيخ حبيب
يحكم العقلاء دائما على الاشياء في النتائج التي يحصلون عليها، والعواقب التي تترتب على تلك النتائج، وأهم مايميز الشعب العراقي انه شعب واعي ومثقف وله اطلاع واسع ، وكل عراقي له رأيه الذي يبنيه من خلال المتابعات المتأنية والتحليلات العقلانية لمجريات الساحه السياسية، والاقتصاديه والفنية .
الشعب العراقي شعب حي، لاتنطلي عليه المخفيات الهزيلة التي تجد صدى في باقي المجتمعات ،والمتأمل الذي لديه قدر بسيط من الاطلاع في التاريخ، يجد ان العراقيين على مر التاريخ وتنوع الحكام ،لم يستطيع احدا ان يغيب العراقيون من ادراك الامور، والتعاطي معها بواقعية وجديه، وانهم في اغلب الاحيان يسمون الاشياء بمسمياتها، ويضعون النقاط على الحروف، ولهم رأي في كل شاردة ووارده .
ولم يرضخوا عبر التاريخ لحكام الجور والغزاة والدخلاء ، او اي متأمر عليهم فتجدهم دائما يشخصون الاسباب ويضعون العلاجات الناجعة والشافيه، والتي تنم على قدرتهم العالية في تشخيص الامور، ومعرفة الاهداف من بين هذا الركام الهائل من الحملات الدعائية المركزة في التشويش على العراقيين من خلال الحملات الممنهجة التي تقودها دوائر المخابرات الاقليمية والدولية ضدنا.
تمت وبحمد الله انتخابات متعددة في العراق منها برلمانية، وانتخابات مجالس المحافظات والتصويت على الدستور ، ونحن على اعتاب الانتخابات البرلمانية الجديدة، والتي ستحدد بموجبها رئيس الوزراء ، ورئيس الجمهوريه، والبرلمان، والوزرات المختلفة.
وذاكرة المواطن العراقي مليئة في الذكريات المرة، مثل المخاض العسير لولادة الحكومة الحالية ومدى الحملات الاعلامية الكبيرة التي ركزة على التشويش المبرمج والمدروس على الناخب العراقي، بهدف جر العملية السياسية الفتية في العراق الى الطائفية والمحاصصة.
والويلات التي مرت على العراق من جراء تولي أشخاص ليس لديهم المؤهلات لتولي المناصب الوزارية او الادارية التي تحتاج الى الأشخاص ذوي الخبرة والاختصاص ، مما انعكس سلبيا على أداء الوزرات والمؤسسات الخدمية، وكان المواطن العراقي الخاسر الاكبر في ذلك لعدم وجود المهنين، والمتخصصين، بل افرزت العملية السياسية والانتخابات الماضية حكومة مكبلة لاتستطيع االنهوض بأعباء المسؤلية الملقاة على عاتقها من قبل جماهيرها التي انتخبتها.
فنلاحظ ان الوزير الفلاني همه حزبه الذي رشحة وسلمه المنصب، وان الامور لاتسير وفق ماتريده رئاسة الوزراء، بل اصبحت بعض الوزرات ادوات ضغط على الحكومة لتمرير بعض المشاريع من خلال المساومات الغير دستوية والغير قانونية التي أضرت كثيرا في سمعة الحكومة وجعلتها مكبلة بقيود الاحزاب التي تدير العملية السياسيه في العراق .
الانتخابات القادمة التي سوف تجرى في نهاية هذا العام والامور التي من المؤمل ان يكون الناخب العراقي على درجة عالية من الحيطة والحذر منها تلك الاساليب التي سوف تثار قبل الانتخابات وكذلك عمليات التسقيط والتجاوز على الرموز الدنية والوطنية في البلد بقصد التشويش المبرمج والمدفوع الثمن لابعاد الناخب العراقي عن ممارسة دوره الوطني في انتخاب من يراه مناسبا ويضمن له حقوقة، وله المصداقة في وعوده الانتخابية التي قطعها على نفسة .
ان الماكنة الاعلامية القوية لدول الجوار العراقي وأمكاناتهم المادية الهائلة والتي سوف تسخر لتعطيل العملية السياسية في العراق ومحاولة ارجاع الامورفي عراقا الحبيب الى المربع الاول.
ولا يستغرب احد عندما تخصص السعودية 20 مليار دولار للتشويش على الناخب العراقي ومحاولة اثارة النعرات والانشقاقات بين الحلفاء السياسين ومحاولة ايجاد شرخ عميق بين الاحزاب وقواعدها الجماهرية بتصويرهم على انهم مجموعة من اللصوص والسراق الذي لا تهمهم الا مصالحهم الشخصية .وانهم سوف يعملون جاهدين على اسقاط كل الثوابت الوطنية من خلال التشكيك في وطنية وولاء الاحزاب والقوى السياسية العراقية ،وأننا قد مرت علينا سنين عجاف من عمليات الابادة التي قادتها الوهابية البعثة الطائفيه ضد الابرياء والعزل من الشعب العراقي من اجل الحصول على مكاسب سياسيه رخيصة .والكل يعلم ماهي خطورة الفساد السياسي الذي يعانيه العراق من عدم وجود شريك سياسي نزيه همه وطنه ومواطنيه بل وجدنا انهم عبارة عن دمى تحركهم المخابرات الاقليمية التي تتربص بالعراق الدوائر للانقضاض علية وجعله مجموعات وتيارات متناحرة على التسلط والنفوذ.
ان الانتخابات القادمة وماتحمله من خصوصية عالية ،والتي ستكون الاهم في تاريخ العراق، لانها سوف يكون مصير البلد متعلقا بها نتيجةَ الى الملفات الحساسة والشائكة بعد الانتخابات، مثل انسحاب قوات التحالف كاملا من جميع الاراضي العراقية، والمادة 140 من الدستور وغيرها من الامور المعقدةالتي تتطلب وجود حكومة قوية وفاعلة ومبسوطة اليد .
فهل يعقل ان نقف موقف المتفرج من الذين يتربصون ببلدنا الدوائر ونسمح لهم بتمرير مخططاتهم الخبيثة ونسمح لهم بتمزيق صفنا ؟؟؟؟.
الكل يعلم الحملات الدعائية التي قادتها ماكنة الاعراب الدعائية وهجماتهم المغرضة على العراق وشعبه وتركيزهم على أخراج أغلبية الشعب العراقي من الاسلام والتشكيك بوطنيتنا وانتمائنا واننا ليس بعرب؟؟؟.اذن النتيجة واضحة لنا جميعا في حال عدم المحافظة على المكتسبات التي حققناها في المسيرة الشاقة والباهظة الثمن لبناء وطننا الحبيب والوصول به الى بر الامان وتحقيق مستقبل واعد لأجيالنا وتفويت الفرصة على هؤلاء المتصيدون في الماء العكر من الاعراب والمتحالفين معهم.
علي حسن الشيخ حبيب
https://telegram.me/buratha