حميد الشاكر
ربما لم تزل التجربة العراقة الديمقراطية حديثة العهد على الانسان العراقي في الداخل والخارج ، كما وانه ربما وخلال هذه الفترة القصيرة من التجربة العراقية الجديدة قد استوعب هذا الانسان العراقي الكريم شيئ من التجربة التي استطاعت ان تكوّن خميرة لابأس بها في ميزان اختيار هذا الانسان لممثليه السياسيين في عراقه الجديد في المستقبل !.وسواء كان هذا الانسان العراقي الطيّب في بداية الطريق من التقاط التجربة الوافية ، او انه بالفعل استطاع ادراك ومعرفة الشيئ الثري الذي يساعده في المستقبل على صحة قراراته في انتخاب كوادره السياسية التي سوف تقوم على خدمته وخدمة ابناء شعبه على الوجه الاتم ، لابد في كلا الحالتين من تثبيت مبدأ عام ينبغي على جميع افراد الشعب العراقي اخذه بعين الاعتبار في حال ارادة هذا الشعب انتخاب الافضل من كوادره السياسية وغير السياسية ايضا التي تستحق بالفعل ان تكون قيادته بين الامم وتتحدث بلسانه بين العالمين ، وهذا المبدأ العام هو :(( إن من يقف مع العراقيين في خدمتهم وحلّ مشاكلهم والاهتمام بامورهم الفردية والاجتماعية والانتصار لمطالبهم والدفاع عن حقوقهم صغيرها وكبيرها ، هو بالفعل من يستحق ان يقف الشعب العراقي معه وينتخبه ويقلده مسؤولية القيادة والريادة اليه ))!!.نعم يبدو ان هذا المبدأ من البديهيات السياسية التي ليس هي بحاجة الى الاشارة له او التذكير بمضمونه الفطري ، ولكن في حال كحال امتنا العراقية الطيّبة ، وأمام انسان عراقي مضحي وعاطفي بشكل ملفت للنظر كثيرا ماتسرقه روح التضحية وحبّ الايثار للعب الاخرين على مشاعره النبيلة ليفقد يوما بعد يوم الكثير من حقوقه امام فكرة التضحية ووجوب استمرار الطريق حتى مع وجود خسارات متتالية له ليس لها مبرر على ارض الواقع المعاشة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا !.والحقيقة انه على الانسان العراقي ان يدرك اليوم ، او انه جاء الزمن الذي يلتفت فيه هذا الانسان الى ان لعبة السياسة هي مختلفة في مضمونها عن فكرة وقداسة الدين والتضحية ، وعلى هذا الانسان ايضا ان يدرك كيفية التفريق بين ان يكون مضحيا من اجل العقيدة والمبدأ والدين والمقدس بدون ان يلتفت الى اي مردود نفعي لشخصه الذاتي الا مرضاة الله وحسن ثوابه في الاخرة من جهة ، وبين ان يكون ناخبا سياسيا يريد ان ينتخب كادرا خدميا يعمّر له الدنيا ويأتمنه على ادارة شؤونه اليومية ، ويقوم على رعايته واخذ الحذر من عدوه ودفع الشر عن امنه الداخلي والخارجي من جهة اخرى !.ففي الجانب الثاني او الجهة الثانية من معادلة الدين والسياسة امام فكر وعقل ونباهة الانسان العراقي لايكفي للانسان العراقي ان يكون مؤمنا او طيبا او مضحيا او غافلا او غاضا للنظر امام هيئته السياسية والكوادر التي ينبغي ان ينتخبها لتمثله سياسيا في هذا العالم المعقد ، بل عليه ان يضع قضية العاطفة وحب الايثار واي مظاهر هي من الاختصاصات الدينية المقدسة جانبا ، ليبحث عن كل شيئ له صلة بالنباهة والعقل والمنفعة والحرص على انتخاب الاكفأ وصاحب الامانة في العمل والسهر على حماية الناس وراحتهم ، فمثل هذه المواصفات في السياسي ، وكذا بالكادر الذي يريد ان يتقدم لخدمة الناس وطرح نفسه بشكل قيادي سياسي للمجتمع العراقي ...، مثل هذه المواصفات هي التي ينبغي ان تكون الميزان الاعلى لحركة الانسان العراقي في انتخاب كوادره السياسية الجديدة ، ونعم لابأس ان يكون مقياس :(( من يكون مع الناس ومصالحهم ومشاكلهم ومنافعهم والامهم ، ليكون جميع العراقيين معه )) كمبدأ موحد لجميع حركة افراد المجتمع العراقي لانتخاب الاكفأ والاحسن وألأئمن على مصالحهم والشاعر بالامهم وحوائجهم وتطلعاتهم الدنيوية بغض النظر عن دين هذه الجهة او طائفتهم او قوميتهم مادام مبدأ الوقوف مع المجتمع العراقي هو المميز الاساس لمصداقية العمل السياسي النبيه والعاقل !.بمعنى اخر : ان على الانسان العراقي ، او انه جاء الزمن لهذا الانسان العراقي الطيّب ان يتجاوز مرحلة ربط مصالحه السياسية بالعناوين العاطفية ونقلها نقلة نوعية سياسية عاقلة لترتبط بمدى توفير هذه المصالح على يد هذه الجهة او تلك مع امكانية مراقبة الشعب العراقي لهذه الكوادر السياسية ودقة وامانة ادائها الخدمي لاغير ، وربما كان السياسي المتدين هو الاقدر على تطبيق مبدأ ان يكون الاقرب لمصالح الناس والشاعر بهمومهم الملبي لحاجاتهم ورغباتهم المعيشية ، وكذا ربما كان غير المتدين من سياسيين ليس لهم رابطة دينية مشتركة مع الناخب العراقي الا انهم هو الاقرب لروح المطالب السياسية والادارية والمعنوية للانسان العراقي ، عندئذ على الانسان العراقي ان ينتخب الاوفر حظا من الاتقان في الخدمة والاقرب لهذا الانسان في تطلعاته وآلامه ومايحتاجه في حياته المعيشية بغض النظر ان كان الكادر السياسي المتقدم للخدمة هو دينيا او علمانيا سنيا او شيعيا مسيحيا او مسلما ..... مادام ان الشعب العراقي هو صاحب القرار وهو المراقب على اداء حكومته وهو ايضا صاحب القرار الانتخابي الذي ياتي بحكومة ويطيح باخرى في نهاية الامر !.ان هذه الرؤية هي مايحتاجه اليوم الناخب العراقي بالتمام ، كما انها الرؤية المعتدلة حتى اسلاميا بصورة خاصة او دينيا بصورة عامة من منطلق ان الاديان والمذاهب وجميع الاتجاهات البشرية تدعو الى ان يكون اي شعب يريد الحياة الكريمة عليه ان يكون صاحب عقل رشيد ورؤية متوازنة وحنكة في مراقبة شأنه العام مضافا لذالك ان يكون شعبا محترما في شخصيته وقوتها المعنوية كي لاتسيطر عليه العواطف الخيالية او لاتستغفله المطامع السياسية هنا وهناك ، ومن خلال هذه الشخصية الاجتماعية الجماعية تتكون لدى قيادات مثل هذا المجتمع سواء كانت دينيا او سياسيا او غير ذالك نوعا من الاحترام والهيبة لهذا المجتمع الذي يملك زمام امره ويقيم الحياة في داخله على موازين ومبادئ واضحة وقوية تميّز بين الغث والسمين من نوعيات القيادة التي تحاول ادارة شؤون هذا المجتمع وتتقدم للحديث باسمه !.نعم هناك الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية قد رصدت خلال هذه الفترة القصيرة من حياة المجتمع العراقي السياسية الديمقراطية اثبتت ان حركة الفرد والجماعة العراقية لم تزل تراوح في مكان غير ناضج سياسيا ، وانها حركة لاتفصل مطلقا بين ماهو ديني عاطفي واخر سياسي عقلي نفعي ، كما ان هناك ظاهرة سياسية خطيرة جدا على حركة ومسيرة هذه الامة العراقية السياسية لم تزل ايضا هي المتحكمة في جلّ قرارات العقل السياسي العراقي الا وهي ظاهرة وقوف العراقيين مع جهات هي لاتقف بنفس المستوى من القوّة مع متطلبات ورغبات وحاجات وتطلعات هذا الشعب الكريم ، مما يدفعني وغيري الى التساؤل حول الكيفية والماذية التي تدفع بهذا المجتمع القوّي ان يقف مع جهات ومجموعات لاتبادله الود ولاتحترق عليه امانة او تضحية كما يبادلها الشعب العراقي ؟.على اي حال ينبغي ان يدرك شعبنا العراقي المعطاء ان قاعدة وقوف الشعب يجب ان تنبني على قاعدة وقوف الاخر معها ومدى تضحيته وحبه واخلاصه في سبيل تعبيد الطريق لرفاهيتها ، وان لاتكون هذه الامة مسحوبة بغفلة العاطفة الدينية او السياسية او الاجتماعية ..... لاغير لتنتخب من لايعير اي اهتمام لالامها او مطالبها او تطلعاتها المشروعة فإن في ذالك نتيجة خطرة جدا اهمها فقدان هذا المجتمع لمستقبله على الجملة عندما يقف الى الجهات التي لاتقف معه في محنته وفي حبه وفي الاخلاص له ورعاية مصالحه !!!!.
https://telegram.me/buratha