قاسم الخفاجي
في هذه الايام تعاني مؤسسة السجناء السياسيين من فراغ في رئاستها يتجلى في عدم توفر الشخصية التي تديرها مما نجم عن ذلك شلل في كامل منظومتها وترهل في مفاصل عملها. وترتب ايضا توقف فروعها في المحافظات عن العمل وتقديم الخدمات والمهام المناطة بها كما نشأ عن ذلك ركود تام في تنفيذ مشاريعها وخططها التي عقدت عليها الامال العريضة من قبل السجناء وعوائلهم. وفي هذه الاثناء باتت الضرورة ملحة في اختيار شخصية تملاء هذا الفراغ وتاخذ على عاتقها انقاذ المؤسسة من بيروقراطيتها والشلل الذي اصابها.
هناك خيارات محدودة لشغل هذه المسؤولية رغم ان الكثيرين يبدون نفس الرغبة غير ان الاماني وحدها لاتؤدي الغرض ولا تصل بنا الى الغايات التي من اجلها انبثقت هذه المؤسسة والتي تتطلب خبرات عملية غير معهودة . والسيد كريم النوري هو ذلك الشخص المناسب والاوفر حظا كما اعتقد حيث عايشت هذا الشخص عن قرب وعرفت مقدار التصاقه بهموم السجناء ومعاناتهم طيلة ربع قرن او يزيد .ولكي تقال كلمة الحق فالرجل يمتلك ميزات من الكفاءة الادارية والاحاطة الاجتماعية فضلا عن رحابة الصدر تجعله الرجل الانسب لشغل هذه الوظيفه التي هي في الاساس خدمة وتكليف وليست تشريف ولااريد اتحدث عن سعة صدر الرجل وعلاقته المتينة بالسجناء وادراكه تعقيدات مشاكلهم فهو ابن شرعي للسجناء ولنضالهم المرير وبكل معنى الكلمة فقد كان معهم لحظة بلحظة وعاش تفاصيل حياتهم ولا ابالغ اذا قلت ان غالبية السجناء في عموم العراق يعرفونه .
علاوة على ذلك لدى السيد النوري نفاذية في قلوب السجناء فهو شخصية شعبية وبسيطة لايحب التكلف ولم تفصله اية حدود عن رفاقه يوما .وقد نذر نفسه لخدمة السجناء منذ ايام الهجرة والغربة رغم انه كان قد نأى بنفسه عن اي منصب فقد كان على الدوام سباقا الى الاخذ بايادي السجناء نحو التوافق والانسجام وترك النزاع لما فيه الخير للجميع ورص الصفوف من اجل الصالح العام بمواجهة الاستبداد في تلك السنوات القاسية .كما انه كان يتحرك بنفسه لانجاز معاملات السجناء في الغربه وتصديق وثائقهم وتامين احتياجاتهم والوقوف معهم رغم كثرة مشاغله وطبيعة عمله في الاعلام الجهادي في ذلك الزمن الحساس والذي لايمحى من الذاكرة.
وبعد انتهاء الدكتاتورية كان للسيد النوري دور اخر في الاعلام المباشر والواقعي وادارة الحوارات المتنوعة وكان كما عهدناه ناجحا وموفقا وصادعا بالحقيقة .كان دؤوبا في عمله لايتكاسل عن مهمة توكل اليه ويرى فيها خدمة للعراق الجديد وتدعيما لافاقه الواعدة المتحررة. واذا كانت الحكومة والسيد المالكي يبحثون عن شخص لرئاسة المؤسسة اقول لكم وبكل ثقة لقد وجدتم ضالتكم فلا يفوتنكم السيد كريم النوري نعم انه الرجل المناسب واعتقد انه سيقود المؤسسة بنجاح وبنزاهة وسينقل السجناء الى افاق اوسع على كافة الاصعدة وانجاز خطط المؤسسة وحقوق السجناء التي نص عليها قانون مؤسسة السجناء السياسيين.والله من وراء القصد.
https://telegram.me/buratha