المقالات

الحذر من الرجوع إلى المربع الأول

905 13:58:00 2009-07-17

حسن الهاشمي

العمليات الإرهابية الأخيرة والتي لا نزال نعيش معطياتها المأساوية ولاسيما ونحن مقبلون على الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها مطلع السنة القادمة والتي استهدفت مدنا من طائفة معينة ألا وهم أتباع أهل البيت عليهم السلام، فيها رسائل متعددة أن المنتمين لتلك الطائفة قيادات وقواعد شعبية ملتزمون بثوابتهم الوطنية والدينية وولاءهم للدين والوطن الذي يعيشون فيه من دون انجراف لمطمع دنيوي سواء أكان داخليا أو إقليميا، إضافة إلى إن الإرهابيين بأعمالهم الجبانة تلك يسعون للعودة إلى المربع الأول حيث الديكتاتورية وتحكم الأقلية برقاب الأكثرية ويحاولون إذكاء الإحتراب الطائفي وإثارة البلبلة بطريقة أو بأخرى.

نحن عانينا من مشاكل أمنية خطيرة أوشكت أن تؤدي بالبلد إلى التهلكة لولا حكمة المرجعية المباركة ودعواتها المتكررة بعدم الرد على الهجمات التي تستهدف أتباع أهل البيت سواء تلك الموجهة للأبرياء منهم من الأطفال والنساء والشيوخ في الأسواق وأماكن العبادة أو التي استهدفت مراقد العسكريين وذراري الأئمة الأطهار (عليهم السلام) في جميع أنحاء العراق، ما جنب البلد من الإنزلاق نحو الحرب الأهلية، بل دعت المرجعية إلى الوحدة الوطنية والمحبة والوئام ونبذ كل ما يعكر صفو العراقيين من العيش في دولة كريمة تتبنى العدالة وإحقاق الحق في تعاطيها مع أبناء البلد الواحد بغض النظر عن انتمائهم الطائفي أو القومي أو الإثني، وما شهدته العتبة الحسينية المقدسة من دعوات من قبل أمينها العام سماحة الشيخ الكربلائي لجميع أطياف الشعب العراقي للتوحد والإخوة ونبذ العنف تحت قبة سيد الأحرار الإمام الحسين عليه السلام، كان خير شاهد إن العتبة كانت ولا تزال السباقة في وئد الفتنة في مهدها ورد كيد الكائدين في نحورهم.

وإن هذه العمليات الإرهابية الدموية القذرة التي تستهدف النوع البشري للحصول على مكاسب سياسية بعيدا عن صناديق الإقتراع الذين هم أصفار فيها، وللمحافظة على المنجز الوطني ودولة المؤسسات والتجربة الديمقراطية الفريدة في المنطقة برمتها، لابد من تظافر جهود الجميع من الإخوة السياسيين والأمنيين بجميع أطيافهم وتشكيلاتهم وأن يتحملوا هذه المسؤولية وان يكونوا بمستواها، حيث أن الأحداث تشير إلى حدوث تصاعد في العمليات الإرهابية وبالنتيجة ينبغي أن لا نكتفي بالإعلام، وكما نلاحظ إن الأزمات السياسية في البلد كلما تحاول أن تنفرج يحاول البعض أن يثير القلائل والشغب من اجل أهداف أصبحت واضحة للجميع.

ولعل الأهم في هذه المرحلة هو إنزال العقوبات الصارمة بحق المسيئين إمتثالا للمقولة الرائدة (بشر القاتل بالقتل) لكي يكونوا عبرة لمن إعتبر ليس للتشفي وإنما إنتصارا لحقوق الإنسان من ضحايا التفجيرات الإجرامية وليس انتصارا لحقوق الإنسان من المجرمين القابعين في السجون كما تدافع عنهم بعض الكتل السياسية، وإن مصير المجرمين والقتلة هو لا محالة إلى الذل والهوان التعس آجلا أم آجلا والعاقبة للصابرين والمتقين والمرابضين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك