حسن الهاشمي
العمليات الإرهابية الأخيرة والتي لا نزال نعيش معطياتها المأساوية ولاسيما ونحن مقبلون على الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها مطلع السنة القادمة والتي استهدفت مدنا من طائفة معينة ألا وهم أتباع أهل البيت عليهم السلام، فيها رسائل متعددة أن المنتمين لتلك الطائفة قيادات وقواعد شعبية ملتزمون بثوابتهم الوطنية والدينية وولاءهم للدين والوطن الذي يعيشون فيه من دون انجراف لمطمع دنيوي سواء أكان داخليا أو إقليميا، إضافة إلى إن الإرهابيين بأعمالهم الجبانة تلك يسعون للعودة إلى المربع الأول حيث الديكتاتورية وتحكم الأقلية برقاب الأكثرية ويحاولون إذكاء الإحتراب الطائفي وإثارة البلبلة بطريقة أو بأخرى.
نحن عانينا من مشاكل أمنية خطيرة أوشكت أن تؤدي بالبلد إلى التهلكة لولا حكمة المرجعية المباركة ودعواتها المتكررة بعدم الرد على الهجمات التي تستهدف أتباع أهل البيت سواء تلك الموجهة للأبرياء منهم من الأطفال والنساء والشيوخ في الأسواق وأماكن العبادة أو التي استهدفت مراقد العسكريين وذراري الأئمة الأطهار (عليهم السلام) في جميع أنحاء العراق، ما جنب البلد من الإنزلاق نحو الحرب الأهلية، بل دعت المرجعية إلى الوحدة الوطنية والمحبة والوئام ونبذ كل ما يعكر صفو العراقيين من العيش في دولة كريمة تتبنى العدالة وإحقاق الحق في تعاطيها مع أبناء البلد الواحد بغض النظر عن انتمائهم الطائفي أو القومي أو الإثني، وما شهدته العتبة الحسينية المقدسة من دعوات من قبل أمينها العام سماحة الشيخ الكربلائي لجميع أطياف الشعب العراقي للتوحد والإخوة ونبذ العنف تحت قبة سيد الأحرار الإمام الحسين عليه السلام، كان خير شاهد إن العتبة كانت ولا تزال السباقة في وئد الفتنة في مهدها ورد كيد الكائدين في نحورهم.
وإن هذه العمليات الإرهابية الدموية القذرة التي تستهدف النوع البشري للحصول على مكاسب سياسية بعيدا عن صناديق الإقتراع الذين هم أصفار فيها، وللمحافظة على المنجز الوطني ودولة المؤسسات والتجربة الديمقراطية الفريدة في المنطقة برمتها، لابد من تظافر جهود الجميع من الإخوة السياسيين والأمنيين بجميع أطيافهم وتشكيلاتهم وأن يتحملوا هذه المسؤولية وان يكونوا بمستواها، حيث أن الأحداث تشير إلى حدوث تصاعد في العمليات الإرهابية وبالنتيجة ينبغي أن لا نكتفي بالإعلام، وكما نلاحظ إن الأزمات السياسية في البلد كلما تحاول أن تنفرج يحاول البعض أن يثير القلائل والشغب من اجل أهداف أصبحت واضحة للجميع.
ولعل الأهم في هذه المرحلة هو إنزال العقوبات الصارمة بحق المسيئين إمتثالا للمقولة الرائدة (بشر القاتل بالقتل) لكي يكونوا عبرة لمن إعتبر ليس للتشفي وإنما إنتصارا لحقوق الإنسان من ضحايا التفجيرات الإجرامية وليس انتصارا لحقوق الإنسان من المجرمين القابعين في السجون كما تدافع عنهم بعض الكتل السياسية، وإن مصير المجرمين والقتلة هو لا محالة إلى الذل والهوان التعس آجلا أم آجلا والعاقبة للصابرين والمتقين والمرابضين.
https://telegram.me/buratha