المقالات

الفيدراليات الثلاث / الجزء ٢


 

عمر ناصر* ||

 

دعونا نفكر بصمت ونتتبع الخط البياني لشكل نظام الدولة المناسب لتطلعات الجميع والذي يريد البعض ان يفصل ازرار قميصه على قياس بايومتري ليكون مناسب لجميع المكونات العرقية والطائفية ومنسجماً ومنصهراً داخل قناعاتهم الفكرية ، والذي هو ضرب من ضروب الخيال العلمي والفلسفي ومحال تحقيقه بعد ان تزعزعت الثقة بين اركان الحكومة المركزية وحكومة الاقليم وبين التيارات السنية والشيعية ، وانتفاء الحاجة لجميع مواثيق الشرف التي تم توقيعها بين الفرقاء والغرماء السياسيين منذ عام ٢٠٠٣، ناهيك عن انعدام الثقة بمبدأ الشراكة السياسية التي قبلت بها الاحزاب السنية وتغيّر موقفهم وقبولهم الانصهار داخل اللعبة السياسية من بعد رفضها اثناء التغيير .

وللانصاف والحق يقال فان الجهة الوحيدة التي اعلنت عن مسؤوليتها التامة وتصديها لمهمة اعادة بناء شكل النظام السياسي للدولة كانت هي الاحزاب الشيعية ، فأن اجتهدوا وحصلت اي اخفاقات في ادائهم اثر ذلك اتهموهم بسوء الادارة والتخطيط والفشل وان حصلت انجازات شاركتهم بها بعض الاحزاب السنية والكوردية وجير جزءاً منها لصالحهم .

البنية المجتمعية في العراق تركيبة معقدة ومتجانسة بنفس الوقت وترميم القشرة الداخلية التي تعرضت لعوامل التعرية الطائفية ليس بالامر الهيّن في ظل وجود محاولات خجولة للمحافظة على ماتبقى لنا من هيبة وطن بدأت طلائع اشلائه تلوح في الافق .

ولنقولها اليوم ملئ الفم اذا اردنا الخروج من قوقعة الانطواء الفكري فعلينا الايمان اولاً بمبدأ القبول بالاخر الذي لايمكن الغاءه او اقصاءه بأي شكل من الاشكال ، واعادة الثقة وارسال رسائل تطمينية بعدم فرض اي ايدلوجية او فكر في ظل وجود عدة الوان وتوجهات سياسية كانت او دينية ، اما فيما اذا وصل الامر لنقطة اللاعودة سيكون خيار القبول بالتقسيم هو الاقرب الى الواقع ، وعليه فأننا سنكون بين خيار فيدراليات الاقاليم التي هي اقل ضرراً من خطر التقسيم الذي تدعوا اليه بعض الاصوات الطائفية النشاز المدعومة من بعض الدول الاقليمية .

 

يتبع ...

 

عمر ناصر/ كاتب وباحث في الشأن السياسي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك