✍️📃 الشيخ عبدالرضا البهادلي ||
▪️تحدثنا في الصفة الاولى التي يجب ان يتحلى بها القائد وهي صفة الزهد ، والصفة المهمة الاخرى التي يجب ان يتصف بها القائد حتى يكون مؤهلا لقيادة الامة والمجتمع صفة العلم والمعرفة .
▪️فالعلم والمعرفة من اهم الصفات في القائد ولاجل ذلك حث نبيه صلى الله عليه واله على الزيادة في طلب العلم والمعرفة : وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا .
جعل الله خشيته عند أهل العلم فغيره لا يخشونه فقال تعالى ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءسورة فاطر:28 .
وقد أشهد الله اهل العلم على حقيقة عدله : شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
ونفى الله التسوية بين أهله وغيرهم فقال: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ .سورة الزمر:9
وقد رفع الله درجات العلماء : يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ .سورة المجادلة:11،
▪️العالم الحقيقي الصادق يدعو الناس الى الصدق والامانة والعدل والاخلاص ويدعوهم الى اتباع الحق ويعلم الناس كيف يميزون بين الحق والباطل ويبعدهم عن مواطن الفتنة ، بخلاف غير العالم الذي يورطهم في الشبهات والحرام والباطل وطاعة الطاغوت والظلم والفساد في الارض . تأمل بقصة قارون لتعرف الفرق بين العالم والجاهل الذي لا يرى الا الدنيا ......
فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ، وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ ، فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ ....سورة القصص:81.
▪️ولكن هذا العلم لا يعطي جزافا بل يعطي لمن اراد واعد لنفسه واستعد واوجد في نفسه القابلية لتحمل هذا العلم واسراره ....
قال تعالى : يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًاسورة البقرة:269، والحكمة الكتاب والسنة.
وقال تعالى : وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ .
▪️ولاجل ذلك يجب ان يتصف القائد بالعلم والمعرفة ووعي الاسلام بشكل كامل على مستوى العقيدة الاسلامية من اصول الدين وجزئياتها وما يتعلق بالعقيدة ،وكذلك على مستوى الاحكام الشرعية وفروع الدين وما يحتاجه الناس في المسائل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وبعبارة اخرى يجب ان يكون القائد الذي يتصدى لشان الامة عالما مجتهدا ،نعم لا يشترط ان يكون الاعلم ، ولكن يشترط ان يكون الافضل من حيث القيادة والادارة ويكون عالما بزمانه حتى لا تلتبس عليه اللوابس كما في الاحاديث .
فعن الإمام الصادق (عليه السلام): العالم بزمانه، لا تهجم عليه اللوابس .
وعن الإمام علي (عليه السلام): حسب المرء... من عرفانه، علمه بزمانه .
عن صفوان بن يحيى قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: كان جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: لولا أنا نزداد لأنفدنا.
▪️ وهذا لان القائد يتحمل مسؤولية كبيرة وخطيرة امام الله تعالى والتاريخ ، وكذلك يتحمل مسؤولية قيادة الامة وتوجيهها على جميع الاصعدة في الحياة فلا بد ان يكون هذا القائد عالما صادقا حتى لا يرتطم بالعمل الحرام والشبهات والخارجة عن الاطر الشرعية الإلهية التي تؤدي إلى عقاب الله وغضبه .
قال الله تعالى في قصة طالوت ( إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم)....
▪️والنتيجة أن الإنسان الذي لا يحمل العلم والمعرفة ويتصدى لقيادة الأمة والمجتمع إنما يعيش الضلال والانحراف ويضل الناس من أتباعه ، ولأجل ذلك قال النبي صلى الله عليه وآله للأئمة قبل رحيله اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي....
افمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون.....
ـــــــــ
https://telegram.me/buratha