لمناسبة إستشهاد الامام موسى الكاظم عليه السلام
. الشخصية والقامة المتفردة المؤثرة في مجتمع عصره؛
سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا وعلميا وثقافيا .
__ الامام الكاظم ظَلَمَهُ محبوه بعد إستشهاده بعقود ،فقد أظهروه سجينا طوال عمره ذاوي الجسد لا حول له ولا نصير ، وظن المحبون وبنية طيبة بأن هذا المظهر سيعرّي أعداءه ويبين مدى تعديهم على آل بيت الرسول صلى الله عليه وآله .
__ لكن الامام في الحقيقة رجل مهيب وثاب مقدام ،وهو ثاقب النظر بالغ الذكاء لماح ، وإرادة التغيير في عقله بركان دائب الثورة ينثر حمم التحريض ضد الحاكم الظالم ومنتهك حقوق المستضعفين في الارض .
__ الامام الكاظم يكظم غيضه نصرة للمشاعر الانسانية وإخفاءً لاية ميول قد تتسيد فيها رغبة بتسريع الحكم .
__ الامام الكاظم تجلت في فكره وسلوكه تطبيقات أفكار أبيه جعفر الصادق عليه السلام التأسيسية البالغة الاقتراب من منطق الواقع والتي ميزت منهج إمام المتقين عليه السلام في الحق والحرية والعدالة والكرامة الانسانية .
__ الامام الكاظم كان ثائرا حتى وهو في السجن ، وكان يعبر عن ثورته بالاستمرار على الصلاة والدعاء ، فكان نقله من سجن الى سجن آخر هو خوف السلطة من تأثر السجانين بأفكاره
__ الامام الكاظم ولد عام ٧٤٥ م وأستشهد مسموما عن ٥٤ عاما عام ٧٩٩ م ،قضى من عمره ستة عشر عاما في سجن ( هارون الرشيد) .
__ وتقتضي الضرورة أن نقدم الامام الكاظم لأجيالنا التي تحتاج الى قدوة بوصفه ثائرا عنيدا كريم التضحيات ،عمل بكل روح إقتحامية قبل سجنه من أجل أن يكون الفكر الشيعي منطقا للواقع فيناهض الهيمنة والتسلط .
__ أكثر من ٣٧ عاما كان الامام حرا طليقا محاصرا من سلطات هارون الرشيد لكنه وفي قلب الحصار والتهديد عمل سرا وعلانية لإيجاد خلايا ثورية إسلامية بفكر شيعي لا يهادن ،فإتسعت قاعدة الممانعة والرفض وولَّدت نظرية ردع متميزة أدت الى زعزعة نظرية البطش الاموية والعباسية ودعت هارون الرشيد الى الخوف حتى ممن هم في السجون فالبطاشون لا يعيشون إلا على تصفية الاحرار .
__ إذا أردنا أن نتصور العصر الثوري للامام الكاظم فما علينا سوى أن نتطلع ونتدبر محركات ومعطيات إنتصارات غزة .
…. سنريهم آياتنا في الافاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق .
https://telegram.me/buratha