ضحى الخالدي||
في لعبة الأمم أحجية:
ما نريد هو ما يحدد من نحن وليس العكس.
أهدافنا وتطلعاتنا تحدد هويتنا
فإذا ما كان هدفنا المنشود هو بناء الحضارة الإسلامية بأطروحة الإسلام العادلة فهذا يعني أننا ممهدون مهدويون.
وبناء الحضارة يستلزم بناء الدولة وبناء الدولة يتطلب بناء المشروع السياسي الواضح ذي المنهج الواضح والرؤية الواضحة، والإستراتيجية الثابتة التي لا تتغير مع كل دورة انتخابية إنما يتجدد الخطاب الانتخابي، وتأسيس مشروع الدولة وخطاب الدولة.
فرغم وجود ثلة من الشباب المغرّر به الذي يردد الشعارات دون تمييز ويستخدمه هذا أو ذاك في مشاريع وأجندات مشبوهة، بإزاء ذلك نلحظ ارتفاعاً في منسوب الوعي السياسي لدى الجماهير الشابة في الطرف الآخر، والذين أدركوا مخاطر جمود الخطاب السياسي، وأدركوا نقاط ضعف وقوة الدولة، وما يمكن أن يرتقي بها، أو يزيد من ضعفها وترهل مفاصلها وتفككها وانهيارها.
هذا الارتقاء بالوعي هو نتيجة الجهود التي بذلها الأخوة والأخوات من أرباب القلم والإعلام والعلم والاجتهاد.
وهنا لا بد من تشخيص مشاكلنا الأساسية:
نحن نعاني من مشكلة سياسية ناتجة عن مشكلة ثقافية؛ والمشكلة السياسية لا تُحَل بالتشظي والتشرذم السياسي وتفريخ الحركات والأحزاب، بقدر ما يسهم حلها في الوحدة والحفاظ على المشترَكات التي هي أكثر بكثير من نقاط الخلاف والاختلاف.
ظهرت أحزاب وستتلاشى أحزاب؛ لكن الحقيقة هي في عدم وجود أحزاب سياسية بالمعنى الحقيقي، والتي تمتلك مُدرَكاً سياسياً وثقافياً ورؤية استراتيجية وأهدافاً ثابتة؛ إنما نحن نمتلك بؤراً انتخابية، وهذا من جملة الأخطاء الإستراتيجية التي وقعنا فيها، ولا مندوحة من الاعتراف بها.
وعلى أساس هذه المخاوف لا يمكن أن تتفرع أغصان جديدة وتورق دون جذور، وهذا ما يدعو الى وحدة التكتلات السياسية التي تمتلك من المشتركات ما يؤهلها لعملية اندماج ناجحة بدل أن تندثر مع دورة الحياة والموت الطبيعية للرعيل الأول من رجالاتها؛ بعيداً عن أي طوباوية أو مثالية.
أما مشكلتنا الثقافية فهي تتلخص في الاندكاك بالجهوية والفئوية أكثر من الإندكاك في المشروع العقائدي الأكبر، وهي حالة خطيرة تماثل ما موجود لدى الجماعات الإرهابية التي يندكّ أفرادها في التنظيم الإرهابي أكثر من الإنتماء لأطروحة الدين الذي ينتمون إليه.
يقول السيد المغيّب موسى الصدر (رض.):
من يحمل السلاح دون أن يحمل الفكر يتحول الى قاطع طريق.
https://telegram.me/buratha