المقالات

سيادة الشعب أم الدولة ؟! / 5

1120 2021-01-12

 

🖊 ماجد الشويلي ||

 

من الواضح أن سيادة الشعب اليوم ، تصطدم بعدة عقبات ،ومحددات ،واقعية ،وموضوعية ،أفقدت الشعب وتفقده أهم ركائز المفهوم الذي يكافح لأجل .

ولا أعني هنا المفهوم القانوني لسيادة  الشعب والذي يعبر عنه بأنه (مصدر السلطات) ، بقدر ما أعني المفهوم الفلسفي الذي ((يشكل البعد الروحي للواقع ترتيباً وتنظيماً )) بحسب الفيلسوف الفرنسي (دولوز)

فالواقع أن سيادة الشعب منقوصة ، ينقصها بنفسه ، ويقضمها بتفويضاته وتنازلاته لغايات فرضتها عليه مخاضات التحولات السياسية والمجتمعية ، وما أفرزته من نتائج عصفت بأمنه وأستنزفت مقدراته في محطات عصيبة من عمره.

جعلت من قضم الشعب لسيادته وأجتزائه لها،  أمراً مستساغاً تكسوه حلة منطقية.

ولا أعني هنا الشعب العراقي وحده ، بل الأعم الأغلب من شعوب العالم.

وعلى مايبدو أن من أهم تلك المحددات ؛ هي (سيادة القانون) ليبرز السؤال هنا من سيد من ؟

وبالطبع أن من أراد أن يقصي هذه الجدلية عن (الدور ) فهو مرغم على الإذعان بأن ثمة اضطراباً يختلج العلاقة بين القوانين  الوضعية وإرادة الشعب الواقعية .

فالسيادة بمفهومها الذي يأبى الخنوع ، تزلم الشعب من جهة أخرى بالخنوع والخضوع لسيادة القانون .

يقول (جون لوك)؛((أن الحرية في المجتمع تعني الخضوع فقط للقوانين التي تصدرها هيأة تشريعية تنطبق على الجميع))

وهنا يبرز عقد التوافق والتراضي بين الشعب والهيأة التشريعية،  ليرتضي الشعب لنفسه موارد محددة من الخضوع ، يعتقد أنها توفر له السيادة بمعناها القانوني (أي النظام)

فغاية القانون هو النظام وغاية الشعب هي ثمرة. لك النظام .

فإن فسدت تلك الثمرة كانت أشد فتكاً بالشعب ، وكان لزاماً عليه حينها أن يبحث عن تشريعات تعزز من سيادته، لا أن تكون لها سيادة مستقلة عن سيادته.

وإن كان هذا ماينبغي أن يكون منذ البداية ، إلا أن تراكم إخفاقات القوانين الوضعية كلما اصابت الشعوب بنكسة وخيبة أمل ، كلما عززت لديه القناعة والإيمان أن أكثر التشريعات أو القوانين التي يراد أن تحظى بالسيادة ، لابد أن تصدر من جهة هي في الأصل صاحبة السيادة التي تعلو على سيادة الشعب .

بل صادرة من الجهة التي تهب الشعوب السيادة  وتشعرها بالكرامة في كل حيثية من حيثيات التشريع وهي خالق الكون ومدبره ومربيه  جلت قدرته.

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك