يبدو أنَّ التضليل الإعلامي شاملاً وبنسب متقدمة، وقد يبدو هذا القول سلبياً وصادماً لأول وهلة، أو ليس هو بالقاعدة ضمن اشتراطات المهنية الإعلامية وأنظمة الضبط القانوني المتبع،.. هذا صحيح، لكن السؤال المركزي: هل هناك أي عمل اعلامي –بشكل عام وليس بشكل مطلق- يشتغل على المعلومة دون أي تأثير وتاثر بالقبليات والقناعات والهويات والثقافات والعقائد؟ وهل يمكن عزل المعلومة المراد ايصالها عن عوالم التوظيف الآيديولوجي والمصالحي وتحييدها عن الزج في أتون صراع الإرادات وأجواء التنافس وحمى المصالح؟ وهل يمكن التفكيك بين الخبر ولغة الجسد مثلاً، بين المعلومة ولغة الإشارة ولغة الأداء ولغة التفاعل لينتج لدينا اعلام مهني ذا صدقية عالية يكسب شرف المصداقية؟ صحيح، هناك تضليلاً اعلامياً مكشوفاً ومباشراً يستهدف التشويه والتحريف للحقائق والأحداث تقوم به الدول والمؤسسات ذات المصلحة بالتضليل. هذا صحيح، لكن الصحيح أيضاً أن تحري المصداقية والصدقية المجردة غاية يصعب تحقيقها، ولهذا تم اعتماد مواثيق الشرف الإعلامي ومنظومات المعايير والعهود والقوانين لضبط الفعل الإعلامي وبالذات تجاه عمليات التضليل التي غدت جوهر العمل الإعلامي وبالذات في الدول المؤدلجة والمؤسسات السياسية والإقتصادية الداخلة في صراع المصالح وذلك حماية للحقائق كحقائق وما يترتب على أساسها من واقع خارجي، وايضاً حماية للمجتمعات والدول والشرائح من أن تقع ضحية التضليل وما ينتج عنه من كوارث سياسية ومجتمعية واقتصادية وأمنية.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)