سمارا ||
إلى بعض البهايم التي تتهم و تناهق و تزاكط على الفضائيات و مواقع التواصل منذ ليلة امس حتى اليوم ...
من منا في الوسط الاعلامي او الامني لم يعرف الإعلامي و المحلل السياسي و الأمني الاستاذ هشام الهاشمي و منذ سنين طويلة ومن منا لم يلتقي به بجلسة اعلامية او تحليلية او ندوة او يستضيفه بأحد برامجه على الفضائيات و الإذاعات ؟!! المحلل الأمني هشام الهاشمي امضى سنين طويلة من عمره وهو يكتب و يتكلم ويحلل و يتجول في مناطق بغداد ولم نسمع يوما ان احدا تعرض له ...
فأنا شخصيا اعرفه منذ سنين و استضفته عدة مرات في برامجي الخاصة التي كانت تبث عبر إذاعات عراقية رسمية و اسلامية... اكرر اذاعات إسلامية و تابعة للمقاومة وكان الاستاذ هشام يعرف توجهي و توجه تلك الاذاعات الإسلامية و سياستها ومع ذلك لم يكن يوما يرفض او يتردد او يعتذر بل العكس ففي كل مرة كان يرحب بتلك الاستضافات ... وارشيف تلك الإذاعات يشهد.
اما محاولات البعض لإستثمار قضية اغتياله ليجدها فرصة لتوجيه الاتهام لهذا و ذاك و هذه الجهة وذاك الفصيل فهذا الخلط بالأوراق مرفوض جملة و تفصيلا ... فمنذ ليلة أمس حتى اليوم صعدت رؤوسنا بقصص ما انزل الله بها من سلطان و قرأت على مواقع التواصل عجب العجاب من القذف و التهم الموجهة لأشخاص نعرفهم جميعا بل و تربطنا بهم علاقات الاخوة و العمل ..لكن مجموعات الجوكرية و نواشيط المواقع الذين يشعروا بعقدة النقص تجاه الحشد و أنصاره حاولوا استثمار قضية اغتيال المرحوم هاشم الهاشمي و تحويلها لقضية رأي عام من خلال توجيه التهم الباطلة للحشد ثأرا منه وخاصة فيما جرى تلك الليلة أياها حينما غار عليهم الحشد و اهانهم بقلب منطقة الغبراء بعد إقتلاع بوابة الخضراء بالشفل حسب قول المحلل ابراهيم الصميدعي فاصابهم الذهول و التخبط فراحوا بالاتهام لانصار الحشد فوجوهوا اصابع الاتهام صوب الدكتور حسين الكاصد على اعتبار ان هاشم الهاشمي هو من حرض على اقالته من منصبه رغم ان الكاصد يكترث لأمر قصائده اكثر من المناصب التي لا تغريه..
وتارة اخرى وجهوا الاتهام للكاتب العراقي احمد عبد السادة بحجة التحريض عليه بلقاءاته على الفضائيات وتارة يتهموا الحشد واخرى يتهموا كتائب حزب الله و الحاج ابو علي العسكري بدمه من خلال اختلاق غيث التميمي لرواية التهديد ...
ان هذا التخبط و التشضي ليس من مصلحة أحد من أبناء الوطن ولا يمكن أن يبنى به العراق المتهالك تحت وطأة الإرهاب و الفساد و الفقر و المرض. انما المستفيد الوحيد من جميع هذا الاحداث هو المحتل فقط لا غيره
اما الحشد فصفات ابناءه من صفات علي عليه السلام فليس من شيمتهم التهديد او الغدر انما نواجه العدو وجها لوجه ولو كان في نية أبناء المقاومة الغدر او القتل لقتلوا الارهابي الاول رافع العيساوب بعد عودته للعراق والذي ثبتت عليه قضايا الفساد والإرهاب . اما
المرحوم هشام الهاشمي فلم نعرفه شخصية متشددة او متعصبة او متحزبا بل شخصية إعلامية منفتحة مستقلة يؤمن بحرية الرأي و و الرأي الاخر عيبه الوحيد هو صراحته و جرأته بالطرح وهو ما ينبع من أصل عمله بالتحليل الأمني لانه يتعامل مع كم هائل المعلومات وقواعد البيانات التي ترده بحكم علاقاته الواسعة مع جميع الأطراف الصديقة و العدوة ...
يحللها ويطرح ما مناسب اعلاميا و يقدم ما ينفع به لحماية الدولة والشعب وهو ما يفرض عليه للتعامل مع الحقائق بواقعية و صراحة وجرأة شديدة وهو ما وجدناه في اغلب كتاباته ولقاءته. ثقته برؤيته و رأيه الخاص مكنه من توجيه النقد للجميع فمثلما وجه النقد للعصابات الارهابية و تنظيم داعش وجه النقد ايضا لبعض القيادات الامنية و شخص اخطاء بعض قيادات الفصائل الذين كان بعضهم تربطهم به علاقات صداقة جيدة وهذا هو اساس الاعلام الديمقراطي الحقيقي القائم على نقد الجميع من أعلى السلطة إلى ادناه ولا ضير ان طال النقد بعض المقربين فعلى منصة التحليل يتجرد المحلل او الاعلامي من المحسوبيات و المنسوبيات والمجاملات و تبقى مصلحة الوطن فوق كل المسميات خاصة إذا كان ذا شخصية تملك قاعدة جماهيرية من المع و الضد بالرأي و الاختلاف في الرأي لا يفسد بالود قضية وهو ما تؤمن به قيادات الحشد فحرية الرأي موجودة و حق الرد محفوظ ولا اعتقد ان الاختلاف بالرأي او النقد يدفع بالقيادات الحشدية للقتل وهم من دافعوا عن الأرض و العرض و الابرياء ثم ان مجاهدينا الذين خاضوا أعتى و اشرس المعارك ضد الارهاب لا اعتقد ان يتسفزهم رأي مطروح او مكتوب بصفحة شخصية على الفيس بوك او تويتر حتى وان كان على الفضائيات فالحشد لهم تحدياتهم الخاصة و جمهورهم الخاص الذي لا يمكنهم ان يضحوا به لمجرد ابداء رأي او تعبير مختلف او نقد يراد به تصحيح المسار الذي هو شعار الحشد و المقاومة .
ان المستفيد الوحيد من قضية اغتيال المحلل الأمني العراقي هشام الهاشمي هو المحتل و ادواته التي تنتعش بإيقاد نار الفتنة الطائفية وهو ما حذر منه حشديا و اعلاميا من خلال إثراء الدولة و الأجهزة الأمنية بكم هائل من المعلومات الاعلامية و الاستخبارية حول تحركات الخلايا الارهابية في قلب العاصمة بغداد و داعش على اسوارها تتحين الفرص .. و حذرنا من تبعات عودة البعث و الارهاب.. و زودت الأجهزة الاستخبارية الحشدية الدولة معلومات عن تحركات الموساد والشركات الامنية بالعراق ونبه بعودة فرق الاغتيالات بالكواتم وانها ستشن حملة اغتيالات بحق شخصيات اعلامية و امنية و دينية وقيادات فكيف يمكن اتهام من اثرى الدولة بمعلومات استباقية مهمة عن تحركات تنظيمات إرهابية وفرق اغتيالات ؟؟؟!!! خصوصا وان جميعنا يعلم ان حيازة السلاح الكاتم لا يخرج عن دوائر جهتين فقط لا ثالث لهما وهي المحتل ( الموساد ، الشركات الأمنية ) و المخابرات . وما يفضح خيوط هذه الجريمة بأنها جريمة إرهابية مدروسة المعالم وراءها جهات متمرسة وتخطيط الغرف المظلمة فهي دقيقة في اختيار الهدف وطريقة الاغتيال ومكان تمركز الرصاصات في الجسم .
فالتخطيط و المتابعة جاء بدقة في المكان و الزمان و التوقيت المناسب وهو ما يعكس غاية الاغتيال وهو اشعال نار الفتنة و زرع الشك و توجيه الاتهام لجهات معينة مثل الحشد لتأليب الرأي العام ضده .
اما اختيار الهدف وهو نوع الشخصية المطلوب اغتيالها او الإجهاز عليها فإن الاختيار جاء حسب المقاسات المطلوبة بالضبط فإغتيال شخصية الهاشمي تعطي بعدا أمنيا بأن دوافع الاغتيال جاءت بسبب توجيه النقد او ابداء الرأي لجهات معينة مثل الحشد و فصائل المقاومة وهو ما يعكس بعدا آخر بأن الهدف راح ضحية الكلمة و حرية التعبير .
وغاب عمن خطط لهذا العمل الإرهابي بأن هناك عوامل أخرى قد تكون غير رئيسية بهذه القضية لكنها مهمة بكشف تبعية الجاني ومن هذه العوامل هو مقدار سيطرة وثقة المنفذ بنفسه و السلاح أثناء تنفيذ عملية الاغتيال وهو ما يعكس ثقة الجاني بالجهات التي تقف خلفه وقطعا هي جهات قوية . الامر الآخر هو طريقة إمساك والتعامل مع السلاح الذي جاء باحترافية كبيرة دون خوف أو حتى تردد مما يعكس ان القاتل ليس قاتل مأجور عادي إنما هو شخص مدرب بشكل مكثف كما ان طريقة و نوع التدريب الذي تلقاه القاتل إضافة لحركات التكتيك و التكنيك التي تصدر عن القاتل لا اراديا يعكس جهة التدريب المحترفة العامل الاخر هو سرعة وطريقة و اتجاه التصويب جاءت دقيقة فاستقرت الرصاصة بمنطقتي الرأس و البطن وهو ما يعكس مستوى التدريب العالي للقاتل والاحترافية فهو يعلم أن التصويب نحو الصدر احيانا غير مجدي ومضيعة للوقت الذي يتطلب منه استغلال أجزاء الثانية للاجهاز و احتمالية ارتداء الهدف للدرع التي تحمي منطقة الصدر مما دفعه لاستغلال الوقت و التصويب باتجاه الرأس و البطن .. ان جميع هذه القضايا رغم انه يجب ان تتوفر بأي عميل يطلب منه تنفيذ الإجهاز على هدف معين لكن التركيز فيها يعكس للمتابع المتمرس الجهة التي تقف خلف هذا القاتل . فهذا المستوى من التدريب النموذجي من رصد الهدف و التهيئة للقتل مع توقيت لحظة القتل و التكتيك و التخطيط و التكنيك و التصويب العالي و طريقة استخدام السلاح لا تمتلكه جهات أو فصائل حشدية يعتبرها البعض مبتدأة والبعض الآخر يعيب على تدريبها بانه محلي بالمقارنة مع الجهات و التنظيمات العالمية ذات المستوى العالي من التدريب جميع هذه القضايا تشير إلى أن الجهات التي نفذت الاغتيال بحق المحلل الأمني العراقي هاشم الهاشمي هي جهات موسادية مدربة على مستوى عالي من التدريب و الغاية من الاغتيال هو اتهام و الإيقاع بالحشد
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)