هشام عبد القادر ||
أعظم دليل على علوا المراتب الإنسانية
وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ . أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ . وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن:7-9] صدق الله العظيم
ترتفع سموات ومراتب العقل الإنساني عند إقامة العدل ..في كل شئ...
وكثير يسأل لماذا العالم تفوق على العرب والعرب مسلمين وهناك غير مسلمين متفوقين ..ارتقت حياتهم ...
اقول السبب واضح العدل والمساواة ولو محاولة في جوانب من الحياة فالجوانب...التي تميز بها العالم عن العرب المسلمين. اهتموا ببعض الجوانب فكانوا مميزين ..لا نقول بكل الجوانب لإنه لليوم العالم الإنساني كافة لم يصلوا لمرحلة تحقيق العدل...
المهم خلاصة القول إذا اردنا السموا وعلوا المراتب ..نسعى جاهدين لمعرفة الأية الكريمة اعلاه ..إنها بمفهومها العظيم تريد نرتقي ..ولا تقصد جانب ميزان الفواكة بالكيلوا جرام ..قد يكن هذا الجانب نقطة من بحر من معانيها...مفهومها علوا العقل الإنساني وارتقى الروح والجسد ارتقاء كلي للإنسان ..عند السعي بتحقيق العدل...والعدل له عدة جوانب كل الحقوق تحت جانب العدالة ..الإنسانية ...
رسالة الإمام زين العابدين عليه السلام في جوانب الحقوق كلها تصب في تربية النفس ..للوصول لتحقيق العدل الكلي...نحن مجربين بحياتنا...إننا لا نخسر ابدا اذا قمنا بواجبنا ..في شئ معين بحياتنا...
الواجبات والحقوق ..كثيرة ..نحن نخسر بعضها ونربح في بعضها..
الجانب الذي خسرناه لم نقيم العدل..
والجانب الذي ربحناه سعينا ولو جزء يسير بإقامة العدل ...
إذا العدل ..الذي يطمح إليه العالم الإنساني مئاله الإرتقاء ..اي نحقق معاني والسماء رفعها. واي اعظم من سماء العقل الإنساني ..العقل يرتقي لا يساويه شئ إلا العدالة الإنسانية هي باب من ابوابه...وسبب من اسباب ارتقاء العقل...الإنسان بحد ذاته كون مصغر للكون ..اعلاء شئ في الإنسان سماء عقله فهو عرش وجوده لن يصل الإنسان لمعرفة عرش وجوده إلا حين يحقق العدل...
وكذالك القلب هو كتابه الجامع كل حياته الاولى والأخرى في كتاب قلبه ..
هو الإمام الجامع...القلب السليم الذي يرتبط بإمام الوجود الكلي..
فيجد في قلبه كعبة يسكن فيها التعلق ..بالقلب الكلي الكتاب الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ...
ومن هذا القلب يجد الروح اصل وجوده ..وجذر وجوده تصل بجسمه إلى ثمار سموات عقله التي نضجت بشمس العقل الكلي...تنضج.. بمعاني الفكر السليم ..كلمات نورانية تامة تعرف هذه الثمار إن مصدر حياتها ونضجها هي شمس العقل الكلي...الكامل...
بالخلاصة الإنسان شجرة اصلها في القلب وثمارها بالعقل ومصدرها من الشجرة الكلية التي احترقت بزيت المطالبة بالحرية والعدالة ثورة ذبيح الله ..الإمام الحسين عليه السلام الذي خرج للإصلاح في الأمة كافة ..إذا كل الأمور ترتبطـ بالإصلاح والعدالة والحرية والمساواة لنصل لسدرة منتهى العقل الكلي ..ولو بقبس ..لعلنا نسطل من هذا النور الكلي بقبس.. وندخل في الوادي المقدس في قلوبنا ..ونخلع نعلي الهواء.. وهناك يكلمنا ..الكتاب الجامع ببسم الله الرحمن الرحيم نصعد سفينة النجاة ..ونتعلق بمصباح الهدى.. واي سفينة اعظم من سفينة الإمام الحسين عليه السلام الذي يعلمنا اليوم الحرية ..
واي مصباح هدى اعظم من مصباح الإمام الحسين عليه السلام الذي ذبح رأسه وصار مصباح يحترق ليضيئ العالم كله.. يعلمنا الطريق نسير نحو تحقيق العدالة...
فأهم شئ بالوجود للإرتقاء رفض الظلم....
نقف مع المظلوم لنصعد سفينة النجاة ..ونتعلق بالنور...لتصل ارواحنا معدن الخلود الابدي بالحياة الابدية والسكن جوار الإنسان الكامل ..وتحيط بنا الاسماء الحسنى وندخل فلك الاسم الكامل الجامع.. مع سيد الوجود. هو الجنة...لإن الجنة ليس اكل وشراب وخمر .وحور عين.فهذه الصفات نجدها بالدنيا ولكن الجنة هي الرضاء والسكن جوار سيد الوجود محمد صلواة الله عليه وآله والرضا من رضا بضعته فاتحة الوجود يرضى الله لرضاها...ويغضب لغضبها..
ولسوف يعطيك ربك فترضى الرضا اعطاه ربنا الكوثر الزهراء عليها السلام هي باب الرضا ..
وفاتحة الحياة وخاتمتها ..
فالجنة رضاهم والنار غضبهم وهذا طموحنا وامنيتنا لا امنية سواها لا نريد خمر الدنيا ولا خمر الاخرة ولا حور الدنيا ولا حور الاخرة ولا شراب الدنيا ولا شراب الأخرة إلا ما كان اول الامنيات أن تسبق نياتنا للآصل ..هو رضا سيدنا محمد وآله الكرام إذا تم الرضا منهم فسوف نحصل على جنة الدنيا والآخرة كما ارادتها النفس البشرية ..ولكن ما تريده الروح هو اعظم ..الأمنيات جسدنا في الأجساد وارواحنا في الأرواح واسمائنا في الأسماء إذا لم يكن ذالك فلا خير لنا..
في جنة الدنيا ولا الأخرة لإن الطموح ..استحقاق بالدنيا والأخرة للإنسان الحرية بإن يطمح ويحلم ويسعى لتحقيق حلمه ويرتقي أعلى المراتب بالدنيا والأخرة...
كيف لو انت دخلت قصر به كل ما تشتهي النفس ودخلت بدعوة من الملك ودخلت مع الكثير من المدعوين وهم لديهم مراتب ...وانت دخلت القصر ..واكلت وشربت ولكن لم يكن لك حظ بمقابلة الملك او الوزير فماذا ربحت ربحت فقط الاكل والشراب ولم تربح القيمة في الروح اي لم تحصل على الربح بارتقاء قيمتك ..الإنسانية ..فتقول هذا لو اكلت وشربت خارج القصر الملكي إنه افضل ..اقل شئ لم اخسر هيبتي ومقامي فقد كنت مدعوا للقصر ولكن ليس من المراتب الاولى يدك لم تصل للملك ولم تصافحه ولم ينظر إليك ولم يقعدك جواره..
هذا مثل بسيط.. لا فائدة بالجنة ونحن لم نحضى برضاء رسول الله ونقر عيننا برؤيته ورضاه.. هكذا يكون حلم كل مؤمن أن يرتقى يكون نفسه نفس رسول الله بالمحبة...
مثلما قال رسول الله حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا.. اذا المحبة والقيمة. سنجدها في أنفسنا بمحبة الإمام الحسين عليه السلام إمام الحرية وشعلة الوجود وزيت الشجرة النبوية المحمدية التي تحترق وإن لم يمسها زيت التضحية..
يرونه بعيدا ونراه قريبا
نطمح تحقيق السعي نكون جنود لجنود الحرية والعدالة برضا مولاتنا فاطمة الزهراء عليها السلام..
والحمد لله رب العالمين
ـــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha