اليمن

اليمن/ الآفاق الاستراتيجية..للمراكز الصيفية

2050 2022-05-05

منتصر الجلي ||

 

يتفق أغلب الباحثين والمثقفين في أي رقعة كانوا من هذه المعمورة، وعلى تراب أي بلد هم، "أن الإنسان الذي لا يهتدي لمحاكاة العصر ولغته المسيطرة اليوم لا بقاءء له وأن البقاء للأقوى" قاعدة البقاء لديهم هو الميزان المادي في العالم وهو قيد حديثه، على جميع مستويات الحياة، في أي بلد يمكن أن نلحظ فيه التقدم الاقتصادي والعسكري والنهضة الحديثة.

فرضا أنه قد يرد السؤال التالي على لسان أحد سكان شعوب العالم الثالث، والتي معظمها عربية ومنها أفريقية وأسيوية، السؤال الذي قد يتبادر...

 -مالذي جعل العالم المتقدم أو الغربي أو ما يسمون به أنفسهم عالم الحضارة من الدرجة الأولى يصلون إلى ما وصلوا إليه من موقع متقدم على مستويات الحياة الظاهرة؟

 - هل المال والثروة المفرطة؟

- أم النفط وما يصب في دهاليز عالمهم من النفط الغربي وغيره؟

- هل النظرة الشخصية لذاتهم وأنهم غير كل البشر حد زعمهم لذ يسعون للتميز؟

 - أم الديانات و آلهتهم الوثنية ومختلف الطقوس الوضعية؟

- أم العلم والأبحاث المختلفة فيه؟

نتوقف هنا قليلا ننظر.. بعين الحقيقة، النظرة القرآنية التي أمر الله سبحانه وتعالى، من خلال العمل به، كونه دستور حوى النظرة الحديثة والتطور العلمي، حين كانت أوروبا تقبع في عهد التلموذ والانحراف وعبادة البشر وصراع حول عرش العالم، في حين كان الواقع الغربي وأوروبا تدور حول أقطاب فلاسفتها ومآثرهم من سقراط الى أرسطوا طاليس إلى العديد من منظروا الغرب، حول قوانين الحياة وكيفية العيش وأسباب الوجود وكيفية المادة واختلاف الوقت والعبرة من الخلق.. والعديد من التكهنات التي سادت تلك المجتمعات والتي مثلتها دولة الروم آن ذاك.

وفي وضع كذاك نرى الإسلام يجتاز كل تلك النظريات ولا يقف عند حد منها، نرى القرآن يضع تفسير كل شيء ومحط كل شيء وسبب علته؛ جاء القرآن يضع الموازين بالقسط لكل البشرية، في قانون إلهي عظيم كونه من خالق الكون ومدبره، لذا عُزَ عن الخطأ والظن، التأويل والتنظير.

نعود إلى سياق حديثنا والإجابة عن الأسئلة التي تقدمت ومحورية حقيقتها.

إنه وعند الحقيقة نجد أن كل ما افترض من تساؤل ليس من الصحة في شيء، وإن صح الأخير منها كونه استند على مقومات أسست قبل تلك المرحلة.

الإجابة تكمن في (الاهتمام بالنشئ والأجيال ) على أساس هم أرادوه لبناء لبنة شعوبهم، من خلال استراتيجيات مزمَّنة للمستقبل، ومُسلَّمَات يجب عليهم أن يزرعوها في الجيل والأبناء لا مناص منها ولا خروج عليها، من وجهة نظر تكمن في :

 ١- المعتقد والدين .

٢- الهوية الشعوبية والعرقية.

٣- الولاء للأهداف الكبرى.

٤- تقديس الوجود لديهم.

٥- القدوات والمنهج.

هذه أبرز الأسس التي قامت أجيال الغرب عليها، هي مُسلَّمَاتٍ عميقة شملت مناحي الإنسان عامة، في الهوية والدين والتصرف والهدف والوطن،في عمل دؤوب لم يكن حصرا على مدارس رسمية وتدريس عام، بل في طور من البناء المتين عبر ميادين تأهيل عديدة، الدينية والاجتماعية والعلمية، وعبر مسارات متفاوته تتدرج حسب الفئات العمرية، وإخلاصا لتلك المبادئ والأهداف التي تعلموها انطلقوا، فكانت جهود ذلك الطفل والشاب والرجل تصب في تحقيقها، دون مراعاة لأي اعتبار وظيفي أو مقام معين المهم الوصول إل الغاية التي رسمت للشعب والمجتمع.

وكنتاج طبيعي ظهر الغرب الكافر، بزعامة الصهيونية العالمية بالكل الذي هم عليه اليوم، فغزو الفضاء وظهور الحاسب والثورةالتكنولوجةو العسكرية الكبر التي قد تبيد الكوكب هي فرز لتلك المُسلََمَات والأسس التي تعلمتها الأجيال وهكذا.. هُلُّمَ جَر.

هذه لمحة موجزة لما قد تتركة المدارس والمراكز الصيفية التي هي نتاج طبيعي تفرضه المرحلة وواقع العالم بشكل عام، من حولنا، فالمواكبة والنهضة والثورة التكنولوجية التي يطمح لها شعبنا اليمني على جميع مستويات الدولة، والنهضة الزراعية ومثلها العلمية وكشف مبهمات الكتاب،كلها تأتي في حال توجه الجميع للاهتمام بالأجيال وبناءها بناءاً قرآني على أسس وثوابت ومبادئ وطنية دينية وهوية إيمانية يمنية خالصة، وأعظم المُسلًمَات لدينا هو القرآن الكريم ، دستور

جامع شمل كلما أرادالإنسان من حوله.

هنا نجد حتما أن واقعنا والطاقة الغيبية معنا كبيرة وهي عامل أساسي للنجاح في الحياة ومنها تنبجس رؤيتنا وثوابت منطلقاتنا، على بصيرة قرآنية خارقة للوجود، ونسبة الخطأ صفر، فقط انطلاقة جادة للتعليم، فلا معضلة في الواقع العملي يمكن أن تقف أمام شعبنا وأبناءه وأجياله وهو ينطلق على بصيرة قرآنية لإصلاح الحياة وبناءها على وفق ما أراد سبحانه وتعالى من استخلاف في الأرض؛ كل هذا يتأتى من خلال المدارس الصيفية التي ترسخ الهوية الإيمانية عبر سبلها التي هي مفتاح النهضة و التقدم العلمي والحضاري اليوم.

ـــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك