تتجه الحكومة الى تقليص ساعات الدوام الرسمي في الدوائر الحكومية واحتساب الايام التي ترتفع فيها درجات الحرارة عطلا رسمية، وذلك في مواجهة موجة الحر الشديد التي تتعرض لها البلاد، في ظل انخفاض معدلات تجهيز الطاقة الكهربائية الى ادنى مستوياتها.
وكشف المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء ياسين مجيد لـ"العالم" أمس ان "الحكومة بحثت في اجتماع لها الخميس الماضي قضية موجة الحر والاجراءات التي سيتم اتخاذها لمواجهة هذه الموجة". وقال ان "من بين الاجراءات التي قد تتخذها الحكومة تقليل ساعات الدوام الرسمي واحتساب الايام التي ترتفع فيها درجات الحرارة عطلة رسمية بهدف تحويل الطاقة الكهربائية التي تستهلكها المؤسسات الحكومية الى المواطن".
واضاف مجيد ان "مجلس الوزراء في اجتماعه الاخير بحث موضوع ازمة الكهرباء ودعا وزارتي الصناعة والكهرباء الى التنسيق والعمل على تحويل الطاقة الكهربائية التي تستهلكها المصانع التي لا تزال قيد التأهيل خصوصا مصنعي البتروكيمياويات والاسمدة في محافظة البصرة، الى المواطنين"، مشيرا الى ان "تلك المعالجات سريعة وآنية هدفها زيادة ساعات تجهيز المواطن بالطاقة الكهربائية".
ويعاني العراق أزمة كبيرة في القطاع الكهربائي إثر تهالك شبكاته الرئيسة بسبب السياسات الخاطئة التي جرى تنفيذها خلال السنوات الماضية. ووصل معدل التجهيز بالتيار الكهربائي في المناطق والأحياء السكنية إلى ساعة واحدة مقابل عشر ساعات قطع او اكثر ، في حين غرقت مناطق سكنية أخرى في ظلام دامس جراء حصول اعطاب مستمرة في المحولات أو سقوط الكابلات الناقلة للتيار بسبب الحرارة الشديدة.
ويجري الحديث الآن بعد تولي وزير النفط حسين الشهرستاني وزارة الكهرباء وكالة، عن دمج هاتين الوزارتين تحت مسمى وزارة الطاقة، في حين أكدت الحكومة أن هذا الأمر متعلق ببعض المسائل منها إكمال البنى التحتية لعقود جولات التراخيص التي تجريها وزارة النفط، إضافة إلى أن أسبابا فنية تتعلق بطبيعة عمل الوزارتين وسوء التنسيق الذي رافقهما خلال الفترة الماضية.
وإثر التظاهرات عمدت الحكومة الى اتباع معالجات سريعة منها شمول المنطقة الخضراء ومنازل المسؤولين بالقطع المبرمج وتشكيل لجان لازالة التجاوزات على شبكة توزيع الطاقة الكهربائية، ما ساهم في حصول تحسن طفيف في ساعات تجهيز الكهرباء. لكن بعد ايام قليلة عادت الأزمة من جديد وجاءت هذه المرة متزامنة مع موجة حر شديدة، فاقت فيها درجات الحرارة معدل الـ 50 مئوية.
وكانت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي التابعة لوزارة النقل قالت الأربعاء الماضي إن موجة حر "عارمة" تجتاح العراق هذه الأيام، ومن المتوقع ان تتجاوز درجة الحرارة العظمى في بغداد نصف درجة الغليان اي تكون (51) درجة مئوية. وأضافت الهيئة في بيان لها أن سبب الارتفاع هو "تعمق تأثير امتداد المنخفض الجوي الحراري الموسمي المتمركز فوق أواسط آسيا".
المتحدث باسم وزارة الكهرباء مصعب المدرس اوضح في تصريح لـ "العالم" ان "وزارة الكهرباء تعمل وبشكل مستمر على التقليل من معاناة المواطن من خلال رفع ساعات تهجيزه بالطاقة الكهربائية". وقال ان "الوزارة ومن خلال فرقها الفنية استطاعات توفير اكثر من 1000 ميكا واط عبر شمول الجميع بساعات القطع المبرمج كما ان لجنة ازالة التجاوزات مستمرة في عملها واستطاعت ازالة الكثير من التجاوزات والتي بدورها وفرت الكثير من الطاقة الكهربائية".
وقال المدرس ان "سبب عودة أزمة الكهرباء من جديد في بغداد هو تعرض الكثير من الخطوط الناقلة للطاقة الى عمليات تخريب لاسيما في خطوط المنطقة الشمالية والوسطى"، مبينا ان "الكوادر الفنية في الوزارة تمكنت من اصلاح تلك الخطوط وادخلت الخدمة من جديد".
وكان رئيس الحكومة نوري المالكي اشار الى ان "مشكلة الكهرباء في العراق لايمكن ان تحل قبل استكمال بناء المحطات الكبيرة التي تشيدها الشركات العالمية وهذا يحتاج الى سنتين، وقبل هذا الموعد لايوجد حل لأزمة الكهرباء وانما معالجات فقط". واوضح ان "على المواطنين ان يأخذوا بنظر الاعتبار انه لو احسن استخدام الطاقة في العراق كما هو في اليابان وكوريا فستكون لدينا عشرون ساعة تشغيل يوميا".
https://telegram.me/buratha