أكد نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي تعلق الخلاف بين الكتل على الانتقال إلى العمل المؤسساتي أو البقاء في اطار التفسير الفردي بمشكلة تأخر تشكيل الحكومة، معتبرا انما يجرى في العراق هو "تهافتاً على الدولة للسيطرة على مقومات قوتها واستغلالها بعيداً من خدمة البلد".
وأعتبر عبد المهدي في تصريح لصحيفة الحياة نشر اليوم الجمعة بعد عودته من زيارته الأخيرة الى القاهرة، أن "الزيارة كانت ناجحة جداً"، وأنه وجد "انعطافة في مواقف القيادة المصرية تجاه العراق" ولمس "حرصاً مصرياً" على إقامة القمة العربية المقبلة في بغداد.
وأكد عبد المهدي أن "المعضلة موزعة بين المرشح لرئاسة مجلس الوزراء المقبل ومسألة وجود المؤسسات والعقل المؤسساتي من جهة، وظروف أخرى مثل عدم الثقة بين الأطراف والمخاوف القوية من أن يُطرد فلان أو الجهة الفلانية من جهة أخرى".
وزاد عبد المهدي بأن سبباً ثالثاً هو "أننا لم نتعلم فهم المعارضة التي هي مثل الموالاة، وكلتاهما ضرورة لا يمكن لإحداهما العمل من دون الأخرى".
وأوضح عبد المهدي "إذا لم تُمنح الأقلية الحماية السلمية المؤسساتية، هي الأخرى لا يمكنها الذهاب الى المعارضة، فيما تخشى هذه الأقلية من أن تتحكم الغالبية في حال أمسكت الحكومة بمؤسسات الدولة واستغلتها للإقصاء والتهميش"، مبينا أن "مجمل هذه المفاهيم اليوم غائبة عن المؤسسة السياسية".
وأشار عبد المهدي الى أن رئيس الوزراء أحمد نظيف روى له بعض ما جرى في قمة طرابلس الغرب، بعد اعتراض الرئيس الليبي معمر القذافي على استضافة العراق القمة كاستحقاق دوري، مؤكدا أن الموقف المصري كان "مؤيداً موقفَ الكويت وقطر من رفض اعتبار العراق تحت الاحتلال، وهو العذر الذي ساقه الرئيس الليبي معمر القذافي لرفض اقامة القمة العربية في العراق. وهذا يعكس مدى تفهم مصر وضع العراق".
وعن لقاءات الوفد العراقي الذي ضم أيضاً أمين بغداد فاضل العيساوي في مصر، أفاد عبد المهدي "هناك حماسة وتطلع من مصر الى الاستثمار في العراق و رغبة في المشاركة في جولة الرخص النفطية الثالثة المقبلة"، مبينا "طرحهم خططاً للاستثمار والإفادة من الغاز العراقي والمشاركة في نقله الى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط".
وأكد عبد المهدي "الاتفاق مع الجانب المصري على فتح قنصليتين مصريتين في البصرة جنوب العراق وأربيل شماله"، مشددا على وجود مشكلات تواجه الاستثمار في العراق، لافتاً الى أن "المشكلة الأكبر هي عدم وجود بيئة استثمارية جاذبة بسبب بيروقراطيات ومخاوف وشكوك"، مشيرا الى عدم التطرق "لقضية الديون المصرية على العراق".
https://telegram.me/buratha