يبحث نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي مع الرئيس المصري حسني مبارك خلال لقاء يجمعهما اليوم سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، متطرقين الى الاوضاع السياسية والأمنية في العراق والمنطقة. ويأتي لقاء عبد المهدي مع مبارك ضمن منهاج الزيارة التي يقوم بها نائب رئيس الجمهورية للقاهرة، بهدف الارتقاء بالتعاون الثنائي بين البلدين. وكان عبد المهدي قد التقى رئيس الوزراء المصري احمد نظيف والامين العام لجامعة الدول العربية، اذ قال في مؤتمر صحفي عقده مع موسى في مبنى الجامعة العربية امس : ان لقاءه بالامين العام تناول شتى الموضوعات، مشددا على ان العراق الآن عاد الى حالته الطبيعية، ليكون عنصرا فاعلا واساسيا في المجموعة العربية، فللعراق دور بارز في العالم العربي. واضاف ان «العراق شارك مؤخرا في القمة العربية الخماسية التي عقدت في طرابلس، بوفد برئاسة الرئيس جلال طالباني، من أجل مناقشة كيفية اصلاح الأوضاع العربية، وفي العام المقبل ستعقد القمة العربية في بغداد، وهذا دليل مهم على احساس الاشقاء العرب بعودة الاوضاع الطبيعية الى العراق. واشار نائب رئيس الجمهورية الى ان الأوضاع في العراق مرت بصعوبات كثيرة سواء قبل التغيير ام بعده، وان هناك امورا معقدة كثيرة وموروثات عديدة، لكن الآن توجد رغبة حقيقية ومساع لتجاوز هذه القضايا. وعن موقف الجامعة العربية بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، قال عبد المهدي: «دور الجامعة كان ايجابيا ومتفهما والكل يعرف ان هناك مشكلات عديدة في العراق ومن يريد ان يقف عند مشكلة واحدة معنى ذلك انه لا يريد ان يقدم حلا، فمن يريد تقديم حل لابد ان يحتوي المشكلات»، مضيفا ان هذه كانت وجهة الجامعة العربية ولذلك كانت عنصرا لعب دورا حياديا يساعد الفرقاء العراقيين على التوصل الى حلول. كما اشار الى أن الجامعة العربية لعبت دورا كبيرا في مرحلة الازمة، والآن فان دور الجامعة العربية اكبر، لذلك اقرت الدول العربية ان تعقد القمة العربية المقبلة في بغداد، وهو اقرار بحقائق كبيرة تغيرت ودور اكبر يجب ان يكون للجامعة العربية التي تعتبر تمثيلا للارادة العربية وليس شيئا منفصلا، كما ان رغبة الدول العربية فى عودة العراق الى الحضن العربي هو الامر الصحيح الذي يجب العمل عليه لذلك نرى ان هناك مهام ضخمة تنتظر الجامعة العربية في العراق. وبشأن التعاون الاقتصادي بين العراق ومصر وامكانية عقد ملتقى استثماري كبير مشترك بين البلدين، قال نائب رئيس الجمهورية: ان التعاون بين البلدين كبير، وقد عقد منذ عامين ملتقى اقتصادي مشترك، حيث شاركت فيه انذاك الشركات المصرية والعراقية ونتجت عنه الكثير من الفرص الاستثمارية، وحاليا يعقد فى مصر اسبوع ثقافي عراقي وسيكون هناك لقاءات مع مسؤولين مصريين ووزراء لدعم العلاقات الثنائية بين البلدين. وتابع: ان العراق بحاجة الى تجربة مصر الاقتصادية وهناك تشابه بين التجربتين العراقية والمصرية من حيث المرحلة السوفيتية او الاشتراكية ثم القطاع العام، فهناك تشابه حتى في الاصلاح الزراعي، فنحن نريد ان نستفيد من تجربة وتقدم مصر لاعادة اعمار العراق واحداث التنمية بعد الحروب التي خاضها مع دول الجوار، بالاضافة الى الحروب الداخلية الطويلة التي عاشتها البلاد وما نتج عن مرحلة الاحتلال، فمساعدة مصر بالنسبة لنا شيء مهم. كما قال عبد المهدي ردا على سؤال عما اذا كان هناك وقت محدد لتشكيل الحكومة الجديدة: ان رئيس الجمهورية الجديد سيتم انتخابه في الرابع عشر من الشهر الجاري، وبعد ذلك يكلف الرئيس الجديد المرشح لرئاسة الوزراء بتشكيل الحكومة في غضون 30 يوما. وبشأن محادثات التحالف الوطني، ذكر القيادي في التحالف الوطني عن الائتلاف الوطني: «نحن لازلنا عند الاستحقاق الانتخابي، وسنحاول ان نجد حلا خلال العشرة ايام المتبقية، وهناك وقت اضافي، وسنحاول الوصول الى الاهداف المرجوة». وفي مايتعلق باستعداد رئيس اقليم كردستان لاستضافة القمة العربية المقبلة في اربيل، نفى الامين العام للجامعة العربية خلال المؤتمر المشترك، ان يكون بارزاني قال ذلك، مشيرا الى ان رئيس الاقليم اكد ان القمة ستعقد في بغداد، وعندما سئل هل يمكن ان تعقد القمة في اربيل قال: «اهلا وسهلا» . وعن مشاكل العراق المائية مع سوريا وتركيا ودور الجامعة العربية في حل هذه الاشكاليات، قال الامين العام لجامعة الدول العربية: ان موضوع المياه جزء من المباحثات التي جرت مع عبد المهدي، خاصة موضوع المياه فى دجلة والفرات، ونحن مهتمون بالوضع فى العراق والامكانيات المطروحة سواء في موضوع المياه ام الطاقة ام غيرها، فموضوع المياه مهم جدا للجامعة العربية، وهناك اهتمام مشترك لكل هذه الامور التي يجب ان تنتهي على توافق، هناك نشاط دبلوماسي عربي في هذا الموضوع او اي امور مشابهة اخرى. وبخصوص ما اذا كان هناك اتفاق محدد على تشكيل الحكومة، قال موسى: «نحن لا نتدخل في التفاصيل»، مشيرا الى ان الاتصالات والمباحثات جارية الان ونحن نتابع بكل اهتمام، لاننا نعلم مدى دور الحكومة المقبلة في تحقيق تقدم في العراق الجديد. وفي رده على سؤال بشأن دور الجامعة العربية في اعادة العلاقات بين العراق ودول الخليج العـــربي، خاصة مع المملكة العربية السعودية، اكد الامين العام وجود مساع لذلك، قائلا في هذا الصــــدد: «نحن نعمل لأجلها وسوف نواصل العمل من اجل انهاء هذه المشكلات»، لافتا الى وجود ما يسمى بـ(الدبلوماسية الهادئة) التي قد تكون انجح في حل بعض المشاكل من الدبلوماسية (الزاعقة) التي يمكن ان تؤدي الى كثير من ســــوء الفـــهم.
https://telegram.me/buratha