فيما تعاني معظم مناطق البلاد من مشكلة القمامة يرى مواطنون ومسؤولون أن حلّها يكمن في التعاون بين السكان والسلطات المحلية.
وفي مدينة كربلاء حيث تُعتبر النظافة من المشاكل المزمنة العصية على الحل تتفاوت آراء شريحة من الإفراد الذين تحدثوا لإذاعة العراق الحر عن معاناتهم المتواصلة من انتشار النفايات في الشوارع فمنهم من يرى أن رفعها هو من واجبات البلدية، فيما آخرون يرون عكس ذلك.
أما البلدية فتؤكد أنها بحاجة لتعاون المواطنين للحد من هذه المشكلة أو القضاء عليها، ومن المواطنين من يستجيب لنداءات البلدية فيهتم بنظافة واجهة محله أو منزله، مثل محمد عبد الله الذي اعتاد على تنظيف واجهة محله كل اليوم، لتبدو أنظف من أمكنة كثيرة تقع قريبا منها، ومنهم من لا يعير هذه الدعوات أهمية تذكر.
وبالرغم من أن آخرين من أصحاب المحلات والمنازل المجاورة لمحل محمد عبد الله لا يكترثون بتنظيف واجهات محالهم ومنازلهم، غير أن ذلك لم يُصبه باليأس. ويقول هذا المواطن إن" النظافة شيء جميل وأن الأماكن هي ملك للجميع ويجب أن يشترك الجميع في الاهتمام بنظافتها."
معروف أن النفايات تعد مشكلة لجميع المدن العراقية وليس لكربلاء فقط. وتتعرض مديريات البلدية في المحافظات لانتقادات شديدة في هذا الشأن طالما هي المسؤول الأول والأخير عن النظافة، بنظر المواطنين وأبو رقية واحد ممن" يسجلون عدة ملاحظات على نشاط البلدية في التنظيف ويعتبرها قدوة غير مشجعة لعجزها عن حل مشكلة النفايات في المدينة"، بحسب تعبيره.
ولكن هل التنظيف مسؤولية البلدية لوحدها؟ بلدية كربلاء تؤكد أن النظافة العامة مسؤولية مشتركة بين المواطن والسلطات المحلية. ويعتقد مدير بلدية كربلاء أحمد جبار راهي في حديثه لإذاعة العراق الحر أن "حصر مهمة التنظيف بالبلدية وحدها يعني أن كل مواطن وزائر يحتاج لعامل نظافة يرافقه على الدوام" مؤكداً أن البلدية ترفع يوميا مئات الأطنان من النفايات.
ويبدو أن من المواطنين من يشاطر بلدية كربلاء وجهة نظرها بشأن اعتبار النظافة مسؤولية الجميع. يقول المواطن أبو علاء في هذا الصدد إنه" زار بعض البلدان فوجد مواطنيها يهتمون كثيرا بالنظافة، ويأمل لو يولي المواطنون في المدن العراقية النظافة اهتماما مماثلا".
يشار إلى أن انتشار النفايات في المدن العراقية يعد مشكلة جدية، فلا تكاد مدينة مهما صغرت أو كبرت تخلو منها، هذا فضلا عن أن عملية نقل النفايات وطمرها تعد امتدادا لهذه المشكلة فلا يتم في أغلب الأحيان طمر النفايات إنما هناك مكبات مفتوحة تلقى فيها وسرعان ما يعاود الهواء نقل ما يمكن نقله منها نحو المدن والمناطق السكنية.
تقرير /مصطفی عبد الواحد ـ موقع نون الخبري
https://telegram.me/buratha