استنكر ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 23 ربيع الثاني 1431هـ الموافق 9-4-2010م ما شهدته بغداد الأسبوع الماضي من سلسلة من العمليات الإرهابية الإجرامية قائلا: قد لوحظ تنوّع هذه العمليات ففي الأولى استهداف للسفارات العربية والأجنبية ثم استهداف لبنايات سكنية سقط بسببها العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى -تغمّد الله تعالى الشهداء جميعاً برحمته الواسعة والهم أهاليهم الصبر والسلوان ومنّ على الجرحى بالشفاء العاجل - وأضاف إن الرسالة التي يريد الإرهاب أن يبعثها للعراقيين من خلال هذه العمليات الإرهابية هي إن هؤلاء الإرهابيين يملكون اليد الطولى في تهديد الأمن وتقويض الاستقرار لهذا البلد .
وتابع سماحته إن الإرهابيين - بهذا التنوع في عملياتهم الإرهابية - يريدون الانتقام من الشعب العراقي الذي أرسى دعائم العملية الديمقراطية من خلال مشاركتهم الواسعة في هذه الانتخابات، وبالتالي فهم يريدون من هذا الشعب أن يدفع ضريبة جسيمة وباهظة على مشاركته في العملية الانتخابية وإنجاحه للعملية الديمقراطية التي يتطلع إليها هذا الشعب بعد سنين طويلة من الظلم والاستبداد.
وتطرق سماحة الشيخ الكربلائي إلى أن الظروف الأمنية التي يشهدها العراق حالياً من عودة العمليات الإرهابية وتنوعها والتي أودت بحياة الكثير من المواطنين الأبرياء، وتطلّع الشعب العراقي إلى تحقيق الأمن والاستقرار له، والحفاظ على وحدته الوطنية وأمله في تحسين الخدمات وتوفيرها بأسرع وقت .. كل هذه الأمور تحتّم على جميع الكتل السياسية الرئيسة والأساسية والتي فازت بالانتخابات ونالت ثقة المواطنين أن تبدأ الحوارات الجادّة والتفاهمات فيما بينها وتغلِّب المصالح العامة لهذا البلد على المصالح الضيّقة من اجل الإسراع بتشكيل حكومة قوية كفوءة قادرة على بسط الأمن والاستقرار وتوفير الخدمات المطلوبة لأبناء الشعب العراقي.
وطالب جميع الكتل السياسية الرئيسة أن تكون بمستوى المسؤولية التي قلّدها أبناء الشعب العراقي من خلال انتخابها، وأن تكون موضع ثقة هؤلاء المواطنين الذين أدوا المسؤولية الوطنية التي عليهم وبالتالي فان الدور الآن أصبح لهذه الكتل وأصبحت الكرة في ملعبهم ...
وفي الختام أكد ممثل المرجعية الدينية العليا إن إقصاء أي جهة من الجهات السياسية الرئيسة التي فازت بالانتخابات سيهدّد سلامة العملية الديمقراطية في العراق، كما إن مشاركة الجميع في تحمّل المسؤولية سيبعث الاطمئنان لدى جميع المواطنين العراقيين وجميع فئات الشعب العراقي التي شاركت في الانتخابات لأنهم سيشعرون أن من انتخبوهم سيكون لهم دور أساسي في العملية السياسية في العراق، وبالتالي ستتولد الثقة لدى جميع أبناء الشعب العراقي بأن العملية الديمقراطية وفرّت لهم المشاركة في صنع القرار من خلال المشاركة في السلطتين التشريعية والتنفيذية.
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha