أفاد مصدر مسؤول في شرطة أبو غريب، الأحد، بأن عناصر مشتركة من الجيش والشرطة انتشرت في معاقل قوات الصحوة بمناطق غرب بغداد تحسبا لهجمات مسلحة تطالهم، بعد حادثة البو صيفي جنوب بغداد، فيما حمّل قيادي سابق في الصحوة الحكومة والقوات الأمريكية مسؤولية جعل عناصر الصحوة أهدافا سهلة للمجاميع المسلحة بعد سحب أسلحتهم.
وقال المصدر في حديث لــ"السومرية نيوز"، إن "شرطة أبو غريب أقامت نقاطا مشتركة في مناطق الزيدان ومحيرجة والسعيدان ومركز أبو غريب والحمدانية والمسيلات، فضلا عن مناطق إبراهيم بن علي وقرى التاجي، إضافة إلى توزيع النقاط عند 16 منزلا من منازل قيادات الصحوة السابقين، تحسبا لأي اعتداء قد يستهدفهم".
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "انتشار عناصر الأمن جاء على طلب من بعض عناصر وقادة الصحوة بحمايتهم ولتخوفهم من اعتداءات قد تطالهم، على خلفية الهجوم الذي وقع، أمس الأول، في قرية البو صيفي جنوب بغداد".
وكانت قيادة عمليات بغداد قد أعلنت، على لسان المتحدث باسمها اللواء قاسم عطا في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن 19 رجلا وخمس نساء من أهالي قرية "ألبو صيفي" قتلوا، مساء الجمعة الماضية، على يد مسلحين يرتدون زي الجيش العراقي كانوا هاجموا قرابة الساعة التاسعة من مساء الجمعة، أربعة دور سكنية في القرية التابعة لمنطقة هور رجب جنوب بغداد وأطلقوا النار على الرجال والنساء فيها ثم لاذوا بالفرار.
وأضاف المصدر أن "عددا من عناصر الصحوة طالبوا الأجهزة الأمنية بالسماح لهم بحيازة أسلحة خفيفة للدفاع عن أنفسهم، بعد أن سلموا أسلحتهم للأجهزة الأمنية، اثر سيطرة القوات العراقية على المنطقة عام 2008"، مبينا أن "الجيش والشرطة ينظرون حاليا بتلك المطالب، لكنهم لم يتخذوا قرارا بشأنها حتى الآن".
من جهته أكد القائد العسكري السابق لصحوة الرمادي رعد الصباح أن "القوات الأمريكية تملصت من جميع الوعود التي قطعتها للصحوة خلال عمليات تطهير المدن العراقية من تنظيم القاعدة، وهي لم تفِ إلا بجزء يسير جدا من تلك الالتزامات".
وحمّل الصباح الولايات المتحدة والحكومة العراقية مسؤولية "جعل عناصر الصحوة أهدافا سهلة للقاعدة وغيرها من المجاميع المسلحة، وذلك بعد سحب أسلحتهم، وحتى الشخصية منها"، مشيرا إلى أن "أكثر من 60 منزلا تعرض لهجمات من عناصر القاعدة، خلال الأشهر الخمسة الماضية، وأسفرت عن مقتل قرابة 90 شخصا".
ودعا الصباح الحكومة العراقية "للتعامل مع ملف الصحوة بإنسانية أكثر، بعد قتالهم الإرهابيين والقتلة وإنقاذ العراقيين منهم، تحسبا من استهدافهم كما حدث في قرية البو صيفي".
وبحسب المراقبين فإن حادثة البو صيفي تعيد للأذهان حادثة قرية السعدان التابعة لقضاء أبو غريب غرب بغداد والتي جرت بصورة مشابهة نوعا ما، حين قام مسلحون مجهولون في يوم 16/2 /2009 يرتدون زيا عسكريا بخطف 13 مدنيا من منازلهم، ومن ثم أعدموهم رميا بالرصاص على مشارف القرية، بحسب رواية السكان المحليين التي أكدتها تقارير الشرطة.
https://telegram.me/buratha