الميمونة / حيدر الربيعاوي
في إطار جوالاته المتواصلة للمحافظات العراقية زار سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي محافظة ميسان والتقى جمعاً حاشداً من ابناء المحافظة صباح الجمعة 2/4/2010 والقى سماحته كلمة امام الحضور شدد فيها على ضرورة النظر جيداً في كل من الفائزين في الائتلاف او في غيرة ممن بذل الجهود من اجل أبناء الشعب العراقي ليعيدوا له الثقة من جديد ، مؤكداً ان اليوم هو يوم العمل ويوم استلهام العبر والدروس. وفيما يلي نص الكلمة :
يسعدني ايها الأحبة ان أقوم بزيارتكم في ميسان الفداء والتضحية والثبات لبناء الوطن لأقدم لكم الشكر والثناء على الثقة التي منحتموها للائتلاف الوطني العراقي ، كما وأقدم لكم الشكر على الجهود التي بذلت من اجله لنراه اليوم متصدراً في هذه المحافظة وإنها خطوة تحققت بفضل وعيكم ونضجكم لذا نوجه شكرنا للشباب والشيب والنساء والرجال وارسم القبلات على جباه أطفال هذه المحافظة .
لقد وفيتم بما وعدتم وعلى إخوانكم ان يفوا بما وعدوا فاليوم يومهم كما كان بالأمس يومكم ليعرفوا ان هذه الثقة هي ليست تشريف او رواتب او امتيازات بل تحملهم مسؤولية عظيمة ، ولقد قلت لبعض أعزائي الفائزين عليكم في كل خطوة او تصريح ان تعلموا ان هناك مئة الف انسان يقف على السراط ليسألكم عما قدمتم له .
اقول إنني حينما ذهبت لزيارة السيد السيستاني ( دام ظله ) في أول لقاء معه بعد الانتخابات قال لي من الآن علموا الناس ان يستعدوا للانتخابات القادمة ، ذكّروا الناس ان أمامهم مسؤولية كبيرة بعد اربع سنوات وان حقوقهم سوف لن يحصلوا عليها إلا بالانتخابات .
أيها الأعزاء ... انظروا جيداً في كل من فاز في الائتلاف او في غيرة فمن بذل الجهود من أجلكم أعيدوا له الثقة فاليوم هو يوم العمل ويوم استلهام العبر والدروس ، ولا بد للشعب ان ينال حقوقه فكفى حرمان وكفى نرى الشباب عاطلين عن العمل وكفى لبيوت الطين في بلد يمتلك الثروات الكبيرة .
أيها الأخوة نقف اليوم لنذكر بكل كلمة قلناها قبل الانتخابات وإننا اليوم نشعر بالمسؤولية العظيمة تجاه الشعارات والبرامج التي قدمناها وسنكون حريصين كل الحرص على متابعة إخواننا في الائتلاف ونشجعهم لبذل المزيد من الجهود لتحقيق آمالكم ورفع معاناتكم وكفى مجاملات سياسية وعلينا ان نجامل الشعب العراقي ونقدم مصلحته على اية مصالح اخرى .
إنني تركت بغداد وهي تعج بالاجتماعات والمفاوضات وجئت لأقول لكم أنكم انتم الثروة الحقيقية وان الحكومات تشكل من أجلكم أيها المحرومون ، انتم فخرنا وعزنا ولا فرحة اكبر من ان نكون الى جانبكم ومعكم ونقدر الجهد الكبير الذي بذلتموه ، ومن على ارض ميسان اقول للذين لم يصوتوا للائتلاف اننا نعتذر منكم لأننا لم نقدم برامجنا لكم بالشكل الذي يقنعكم وسنصلح خطابنا ونجعله بشكل يتناسب مع طموحاتكم وتطلعاتكم وان مشروعنا هو مشروع العراق مشروع من صوت لنا ومن لم يصوت .
البعض يقف اليوم ويتحدث بمنطق الربح والخسارة وكأنه يتحدث عن انتخابات رئاسية اذا ما حصل احد المرشحين على عدد من الأصوات يؤهله للفوز ليذهب المرشحون الآخرون الى بيوتهم ، لكننا ذهبنا الى انتخابات برلمانية ولذلك فأن الجميع فيها قد فاز ولكن بمستويات مختلفة وهكذا يجب ان نفكر في ان الجميع يصبح شركاء .
ايها الأعزاء نرى اليوم طريقتين في التفكير الأولى تتجه باتجاه الشخصنة ، الاتجاه الذي لا يرى الا المواقع ويتحدث عن الشخصية التي تتولى رئاسة الحكومة والوزراء ولا هم لهم سوى المناصب وهناك طريقة أخرى تقول ليس المهم المناصب بل المهم ترك المواقع ونظريات التسلط والانشغال بتوحيد الرؤية ، وقد دعى الائتلاف الوطني العراقي جميع القوى الفائزة الى الجلوس حول الطاولة المستديرة لدراسة الإشكاليات والخروج ببرنامج موحد ، لا لإلغاء الأخر لا للتهميش والأقصاء والأستأثار بمواقع المسؤولية نعم للأخوة والتعاون والعمل من اجل الوطن والمحرومين .
ايها الأعزاءان الأئتلاف الوطني العراقي يقف اليوم عزيزاً موحداً وله مبادرات ويعمل بجد لتشكيل حكومة شراكة وطنية ، واننا عرب ومعتزون بعروبتنا ولابد ان ننفتح على إخواننا العرب ، كما اننا مسلمون ونعتز بإسلامنا ويجب ان ننفتح على العالم الإسلامي ، كما اننا جزء من هذا العالم ويجب ان ننفتح على جميع الدول الصديقة لمساعدتنا في بناء البلد على اساس السيادة والمصالح المشتركة .
هذه رسالتي الى ابناء ميسان على أمل المزيد من العمل ، اكرر شكري لأبناء ميسان وكل المحافظات العراقية كما اوجه شكري للمرجعية الدينية العليا وعلى رأسها الأمام السيستاني ( دام ظله ) .
https://telegram.me/buratha