أهاب ممثل المرجعية الدينية العليا وخطيب الجمعة في كربلاء المقدسة سماحة السيد احمد الصافي في الخطبة الثانية من صلاة الجمعة التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 16 ربيع الثاني 1431هـ الموافق 2-4-2010م بالشعب العراقي النبيل لمشاركته الفاعلة في انتخابات مجلس النواب القادم التي جرت في الفترة الأخيرة، وفيما يتعلق بنتائج الانتخابات دعا سماحته جميع الإخوة الفائزين ببذل المزيد من الجهد والعمل من أجل خدمة البلد ومواطنيه الكرام.
وفيما يتعلق بمسألة تشكيل الحكومة تحدّث سماحة السيد الصافي عن أهمية الحوارات الجارية لتشكيل الحكومة وهي بلا شك تشبع الطروحات بين الفرقاء السياسيين، نافيا وكما يشاع من بعض الفضائيات أن هناك مشاكلا قد تحدث في البلد، مؤكدا على أن هناك ثقة بين الإخوة الساسة خصوصاً مع هذه التجربة في أن يحاولوا في أسرع وقت أن ينتهوا إلى نتيجة مرضية للشعب العراقي، مشيرا إلى أنه في مثل هكذا مسائل لا بد من وجود تنازلات عند الجميع بمعنى انه لا يمكن أن جهة تظفر بكل شيء ولا تتنازل عن شيء، خصوصا ً إن الكيانات أو القوائم الأربعة الفائزة يحتاج بعضها إلى بعض في تمشية أمور البلد.
وأعرب عن أمله من أن تتشكل الحكومة في أقرب وقت ممكن، ولابد من كل خطوة أن تتغلب فيها مصلحة البلد عن المصالح الضيقة الأخرى، معتقدا إن مصلحة البلد ليست هي مسألة معقدة وإنما هي مسألة سهلة يمكن لكل واحد منا أن يشخصها وهي التي يجب أن تكون السباقة عند كل حوار ممكن أن يحدث بين الإخوة الأعزاء للخروج بنتيجة طيبة قريباً.
وتمنى سماحة السيد أحمد الصافي من مجلس النواب الجديد أن يرينا أداء في أفضل حالة من حالاته، وان توضع تجارب البرلمان الماضي أمام أعين النواب الجدد وان شاء الله تعالى نرى أداء متميزاً من البرلمان الجديد، وتمنى أن يكون القرار الأول لمجلس النواب هو تخفيض الامتيازات الخاصة للأعضاء، وهو ما يعطي رسالة فيها اطمئنان وفيها ايجابية إلى أن الأداء سيبقى في هذا أداء قوياً لان النائب عندما يتنازل عن امتيازاته في الجانب العام سيكون قوياً في الدفاع عن مصالح شعبه.
وتابع قائلا إن الإنسان عندما يملك قناعة إن الذين أوصلوه إلى سدة الحكم هم عامة الناس يجب أن يحترم هذه القناعة بخدمتهم ولا يجعل هذه القناعة تذوب شيئاً فشيئاً بحلاوة المكاسب، وإنما حلاوة المكاسب للشعب هي التي تجعل هذا الشخص قوياً جداً ومستبسلاً في ما يمكن أن يضفي على هذا الشعب المزيد من المواقف الجيدة.
وأضاف سماحته لابد من الاستفادة من التجربة الماضية وان لا نبدأ من الصفر وإنما عندنا تجربة غنية فيها ايجابيات وفيها إخفاقات لابد أن نستفيد من الايجابيات وأيضا نشخص السلبيات حتى لا نقع بما وقع فيه غيرنا.
وواصل أن البرلمان يجب أن يكون برلماناً قوياً وبرلماناً شجاعاً ويجب أن يمارس جميع صلاحياته وفق ما بينه الدستور من اجل أن نتجاوز كثير من المشاكل التي حدثت في الوضع السابق، وطالب الإخوة النواب الذين لم تكن لهم فرصة في هذه الانتخابات لكنهم يمتلكون من الخبرة ما يمكن أن يفعـّل دور الإخوة الأعزاء أن لا يبخلوا بالنصيحة عليهم في ما يمكن أن يعطى زخما لمسيرة الإعمار والإصلاح لبلدنا العزيز، ولابد أن نقف ونراجع مسيرتنا بموضوعية وأن نحاول أن لا نتقمص الأخطاء التي وقع فيها الآخرون، معربا عن أمله أن يرى مجلساً رصيناً قوياً متماسكاً وحكومة تنهض بهذا البلد وتدافع عن مصالح الشعب العراقي بشكل حقيقي في أعلى حالة من حالات التميز.
وفي سياق آخر من خطبته الثانية قدم سماحة السيد الصافي التعازي لضحايا الانفجارات التي حدثت في ديالى وبغداد وكربلاء قائلا: ارفع العزاء إلى ذوي عوائل الشهداء وأتمنى للجرحى بالشفاء العاجل ..
وأضاف نحن جميعا نحاول أن نمنع حدوث مثل هذه الانفجارات وهذا شيء مهم وممتاز، ولكن لا قدر الله إذا وقع الانفجار اعتقد أن هناك دورا يمكن أن تمارسه بقية الأجهزة غير الأمنية وهي الأجهزة الإدارية وذلك عن طرق تفقد عوائل الشهداء والجرحى مثلا، وما الضير إذا قامت الدائرة الفلانية في كربلاء وذهبت لزيارة المرضى بعنوان الدائرة وما الضير أن تذهب إلى مجالس الفاتحة ليس بعنوان أشخاص وإنما بعنوان دوائر رسمية، وهي مسألة قد تبدو شكلية ولكنها مسألة في غاية الأهمية وفيها فوائد جمة ومن ضمنها أن الإنسان المسؤول بذهابه إلى المريض قطعاً هو ليس باللحظة سوف يشفى ولكن هذا المريض سيشعر بانتمائه للبلد إضافة إلى تطييب خاطره وتقوية معنوياته، وهذا التواصل سيعطي رسالة إلى الإرهاب بان هذا الشعب شعب متماسك وشعب صامد.
وفي الختام ذكر ممثل المرجعية الدينية العليا إن التواصل الاجتماعي والرسمي سيذوّب جميع المنغصات في بوتقة المحبة ورفد الحالة المجتمعية بمعنويات حتى نستمر في أن يشد بعضنا بعضاً إلى أن نرى بلدنا يتطور ويقف على قاعدة صلبة وقوية تتحطم عندها جميع الأعاصير مهما كانت عاتية.
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha