اتفق محللان سياسيان على أهمية توحيد الصف الكردي لضمان قوة تأثيرهم في بغداد، وفيما أشار الأول ان توافق التحالف الكردستاني مع قوى المعارضة والأقليات سيعزز قوة الكرد، رأى الآخر ان قوى المعارضة الكردية لن تشكل مركز ثقل الا اذا تحالفت مع الحزبين الكرديين في التحالف الكردستاني.
وقال الكاتب والمحلل السياسي كفاح محمود، متحدثا من اربيل، ان "الاجتماع الذي جمع القوى الكردستانية الثلاث (قائمة التغيير والجماعة الاسلامية والاتحاد الاسلامي) جاء في اطار التحضير لاجتماعهم المتوقع مع رئاسة الاقليم"، مشيرا الى ان "هنالك توجه لدى كل القوى الفاعلة في الاقليم لتوحيد الموقف فيما يتعلق بالمصالح العليا لكردستان العراق".
وكانت قوى المعارضة الكردستانية قد اجتمعت في وقت سابق من يوم اول أمس الأحد لتوحيد مواقفها قبل لقاء رئيس الاقليم مسعود البارزاني للبحث في توحيد الصف الكردي في بغداد، وتملك قوى المعارضة الثلاث 14 مقعدا في البرلمان العراقي المؤلف من 325 مقعدا، موزعة بين حركة التغيير بواقع ثمانية مقاعد والاتحاد الاسلامي باربعة مقاعد والجماعة الاسلامية بمقعدين.
وأوضح محمود "في حال توافقت الكتل السياسية في الاقليم بما فيها الاقليات التي تمتلك مقاعد كوتا فسيتجاوز نسبة عدد مقاعدها مجتمعة نسبة مقاعد الكرد في البرلمان السابق"، مبينا ان "البعض يصف التوافقات السياسية في العراق بأنها نوع من المحاصصة".
وتابع قائلا "هنالك قوى شيعية وان اختلفت مع بعضها لكنها ستتفق فيما يتعلق بمصالحها العليا في النهاية، وكذلك الحال مع القوة السنية حيث ينطبق ذات الأمر، وفي كردستان المكونات الكردية يجمعها التوافق وليس الأغلبية"، منوها الى انه "لا اغلبية في العراق بل هنالك توافق".
من جانبه، قال المحلل السياسي ابراهيم الصميدعي ل (أصوات العراق) ان "موقع القوة في كردستان ما زال بيد التحالف الكردستاني الذي يؤكد على توحيد الصف والموقف الكردي"،
مشيرا الى ان "القوائم الاخرى المعارضة في الاقليم (الاتحاد الاسلامي والجماعة الاسلامية والتغيير) لا تشكل مركز قوة خارج اقليم كردستان حتى لو دخلت كجزء مكمل لتشكيلة الحكومة الا اذ تحالفت مع القائمة الكردستانية".
واضاف الصميدعي "فضلا عن ذلك فان وجود تلك القوى ضمن التحالف يزيد من قوة مركزهم وقوة الكرد، فيما سيؤدي وقوفهم موقف المعارض الى ضعف قوتهم وتأثيرهم في بغداد". وتابع الصميدعي "الاكراد يختلفون في تفاصيل ادارة الاقليم لكن لا يختلفون في نظرتهم الى الحكومة المركزية، واعتقد انهم سيتوحدون في مواقفهم تجاه المركز".
واستطرد "سيكون لقوى المعارضة الكردية الثلاث دور مع التحالف الكردستاني لحلحلة المشاكل بين الاقليم والمركز"، وزاد قائلا "يفترض على التحالف الكردستاني منذ الان ان يقدم تنازلات للقوائم الصغيرة والاقليات ويلبي مطالبها، حينها سيضمن قوة الموقف الكردي ونفوذه في خارطة تشكيل الحكومة المقبلة".
وكان التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين في الاقليم، الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني قد حصل على 43 مقعدا، في حين حصلت باقي القوى الكردستانية مجتمعة على 14 مقعدا، وبذلك يصل عدد مقاعد الكرد في البرلمان الحالي الى 57 مقعدا وهو ادنى من عدد مقاعدهم في البرلمان السابق (58 مقعدا) والذي كان يضم 275 مقعدا.
https://telegram.me/buratha