اختارت القمة العربية الـ22 التي اختتمت اعمالها في مدينة سرت الليبية امس، الرئيس جلال طالباني عضوا في لجنة تطوير منظومة العمل العربي الى جانب قادة ليبيا ومصر واليمن وقطر
فيما تضمن بيانها الختامي رفض أية دعوات لتقسيم العراق والتأكيد على عدم التدخل في شؤونه الداخلية واحترام ارادة الشعب العراقي في تقرير مستقبله السياسي. وقررت القمة في بيانها الختامي تشكيل لجنة خماسية عليا تتكون من الرئيس جلال طالباني ورؤساء ليبيا واليمن ومصر وامير قطر، وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى للاشراف على اعداد وثيقة لتطوير منظومة العمل العربي المشترك تعرض على الدول الاعضاء تمهيدا لمناقشتها على مستوى وزراء الخارجية قبل العرض على القمة الاستثنائية المقرر عقدها في موعد غايته تشرين الاول 2010 .
البيان الختامي اكد ايضا ان التصور العربي للحل السياسي والأمني لما يواجهه العراق يستند الى احترام وحدته وسيادته واستقلاله وهويته العربية والاسلامية، مشددا على “اهمية قيام دول الجوار بدور فاعل لتعزيز الأمن والاستقرار والتصدي للارهاب”.
ورحب البيان بإجراء الانتخابات البرلمانية في العراق وما أظهره العراقيون من تمسك بالعملية السياسية ومسيرة تعزيز الاستقرار الأمني والسياسي وتحقيق المصالح الوطنية الشاملة بما يضمن مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي في تقرير مستقبله ،والإسراع في تشكيل حكومة عراقية وطنية تحفظ وحدة العراق شعبا وأرضا فور المصادقة على نتائج الانتخابات .
وكانت القمة العربية قد بدأت اعمال دورتها العادية الثانية والعشرين امس الاول، بحضور وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي رأس وفد العراق للقمة، اذ دعا في كلمة العراق، الدول العربية الى تكثيف جهودها لدعمِ النظام الجديد فيه ووقف التدخلِ في شؤونه الداخلية. وزير الخارجية قال: ان “العراق يتطلع الى اقامة علاقات أخوية وثيقة مع الدولِ العربية الشقيقة قائمة على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة واحترام السيادة لكلِ الاطراف”. واضاف ان “العراق يدعو اشقاءه العرب الى المساهمة في اعادة اعماره والاستثمار فيه، وتجاوز التركة الثقيلة للنظام السابقِ التي خلّفها للعراقِ والعراقيين، ونأمل من الدولِ العربية الشقيقة المزيد من التنسيقِ والتعاون في المجالات كافة، وطي صفحةَ الماضي الأليم التي تسببت في كثير من بؤر التوتر في المنطقة وعدم الاستقرار، ما جعل العناصر الارهابية والمجاميع الاجرامية تعيث في الارض اجراما وفسادا مستهدفة الابرياء من ابناء شعبِنا ومؤسسات الدولة “. واشار الى ان “التعاون العربي في مجال تبادل المعلومات بشأن تسللِ الارهابيين عبر الحدود الوطنية اصبح أمراً مهما لاستقرار المنطقة وأمنها والحد من النشاط الارهابي الاجرامي ووقف الفتاوى والتحريض على الارهاب واثارة الفتن الطائفية والعنصرية.
وهذا التعاون الجدي سوف يقود الى فتح آفاق جديدة في مجالِ اعادة الاعمار والبناء والتقدم التي تعود على العراق والدول العربية بالفائدة والاستقرار وتوفير فرص عمل واسعة في عالم تعصف به الازمات الاقتصادية وتداعياتها على الاجيالِ في الحاضر والمستقبل “. وتابع زيباري: “اننا ندعو اشقاءنا العرب الى تكثيف جهودهم لدعم النظام الجديد في العراق ولوقف التدخل في شؤونه الداخلية واحترام ارادة شعبِنا وخياراته والكف عن المساعي الهادفة لفرضِ اجندات اخرى واملاءات لتوجيه التطور السياسي وفق مصالح تبتعد وتتقاطع مع رغبات وطموحات وتطلعات شعبِنا “، مشددا على ان العراق الجديد حرص في دعواته التضامنية على تطمين اشقائه بان نهجه وتوجهاته وسياساته لا يمكن بأي حال من الاحوالِ ان تهدف الى الاساءة لاي بلد عربي مثلما كان عليه النظام السابق، ولا ان يلحق الضرر بالمصالح العربية العليا أو يضعف من الجهد العربي المشترك، وكان شعبنا العراقي ولا يزال يتطلع الى موقف عربي يناصر العراق في تعزيز دوره ومواقعه في المحيطين العربي والدولي ويساند مطالبته باخراجه من الفصلِ السابع، واعفائه من الديون التي اقحم فيها دون ارادته، ونحن اذ نعيد التأكيد على تطلعات قيادتنا السياسية، ننتظر من هذا المؤتمر تحويل القرارات والتوصيات التي تتضمنها بيانات ومقررات القمم العربية ومجالس الجامعة العربية الى عمل ملموس يرسي اسسا اعمق للعلاقات البينية بين العراقيين واشقائهم في سائر الدول العربية”.
وزاد وزير الخارجية بالقول: “لقد عملَت دولتنا الفتية بعد ان تحررت من الاستبداد والدكتاتورية على استعادة علاقاتها مع الاشقاء العرب، وبذلت جهودا مضنية لتأكيد حرصها واهتمامها بترسيخ التعاون المثمر مع جميع الدول العربية والاسهام الايجابي في كلِ ما من شأنه تحقيق الاهداف والاماني المشتركة، وتأمين كل ما من شأنه تيسير وتفعيل التواجد العربي في بغداد.
https://telegram.me/buratha