دعت وزارة التخطيط، الأحد، الحكومة العراقية إلى ترشيد الموازنة التشغيلية مستقبلا من اجل توجيه عائدات النفط نحو الاستثمار للنهوض بواقع الاقتصاد العراقي من جديد، مشددة على ضرورة تركيز الموازنة على تطوير قطاعي الزراعة والصناعة. وقال وزير التخطيط علي بابان في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "فقرات الموازنة التشغيلية لا يمكن تقليصها أو المساس بها في الوقت الحاضر، لأنها مرتبطة بمستوى معيشة الناس كالرواتب والحقوق التقاعدية والبطاقة التموينية، فضلا عن شبكة الحماية الاجتماعية"، داعيا الحكومة العراقية إلى "ترشيدها والقضاء على الهدر المتحقق فيها".وأضاف بابان أن "النفقات التشغيلية كالرواتب والبطاقة التموينية توجه كعلاجات موضعية وليست كحلول للمشاكل التي يعاني منها العراق"، مبينا أن "الاستثمار لا غنى عنه لتحريك العجلة الإنتاجية في العراق وهو العلاج الحقيقي وما دون ذلك يعتبر مسكنات"، بحسب قوله.وأشار بابان إلى أنه "على الرغم من أن النفقات التشغيلية لا يمكن المساس بها خلال السنوات المقبلة، إلا أنه ينبغي ترشيدها"، داعيا إلى ان "توجه الأموال التي سيتم استحصالها مستقبلا من أنتاج النفط إلى العملية الاستثمارية الكفيلة بتحقيق الرخاء والازدهار".ويسعى العراق من خلال تطوير حقوله النفطية ضمن جولتي التراخيص الأولى والثانية، للتوصل إلى إنتاج ما لا يقل عن 11 مليون برميل يومياً في غضون السنوات الست القادمة، والى 12 مليون برميل يوميا بعد إضافة الكميات المنتجة من الحقول الأخرى بالجهد الوطني، مما سيرفع إيرادات العراق إلى خمسة أضعاف واردته الحالية.وشدد الوزير على ان "الموازنة يجب أن تركز على تطوير الزراعة والصناعة، وبناء المصانع واستصلاح الأراضي، وحل مشاكلها للنهوض بالاقتصاد العراقي"، معتبرا أن "الموازنة الاستثمارية هي التي تنهض بالاقتصاد العراقي".وقد بلغت حصة الميزانية الاستثمارية للعام الحالي 24 تريليون دينار عراقي، فيما بلغت الميزانية التشغيلية 60 تريليون دينار، مقارنة بعام 2009 إذ بلغت الموازنة الاستثمارية فيه 15 تريليون دينار من أصل 74 تريليون دينار.يذكر أن مجلس الوزراء وافق، خلال جلسته في الثالث عشر من شهر تشرين الأول الماضي، على الموازنة الاتحادية لعام 2010 البالغة 83 تريليون دينار عراقي، وتتضمن الموازنة التكميلية لعام 2009 والبالغة خمسة تريليونات و300 مليار، وتم المصادقة عليها من قبل مجلس النواب في شهر كانون الثاني الماضي، فيما طالبت محافظات بزيادة حصتها من الموازنة.
https://telegram.me/buratha