قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير في خطبة الجمعة :
اليوم يفترض ان تعلن نتائج الأنتخابات وهي معلومة سلفا بالنسبة للكيانات السياسية وبودي هنا ان اشير الى اكثر من قضية .
القضية الاولى : ما يحاول ابعض ان يصور الأمور بأن المأساة الكبرى قد حصلت وان الطامة العظمى قد حلت وأن وأن ... الخ ، باعتبار ان قائمة تقدمت واخرى تأخرت وما الى ذلك من هذه الأحاديث وانا اشير الى ان هذا الحديث لا صحة له ولا جدوى له بالمطلق . اولا لا يوجد هناك فارق كبير بين انتخابات الـ ( 555 ) سنة 2005 وبين انتخابات اليوم من حيث الأرقام . بعض القوائم تقدمت بشكل بسيط واعني بذلك قوائم الشيعة وبعضها تأخرت بشكل بسيط واعني بذلك قائمة التحالف الكردستاني ، اما بقية القوائم فقد وصلت الى نفس المعدلات التي كانت لها من قبل حتى لو أعلن اليوم ان القائمة العراقية تقدمت بفارق مقعد او مقعدين عن غيرها فهذا الرقم الذي حصلت عليه هو نفس الرقم او لعله اقل بقليل من الأنتخابات السابقة . في الأنتخابات السابقة وانا آسف على التحدث بهذه الطريقة ولكن واقع الحال كانت القائمة الشيعية واحدة حصلت على مئة وثمانية وعشرين مقعد اضيف لها مقعدان لقائمة التحقت بالأئتلاف هي قائمة " رساليون " لذلك اصبحوا مئة وثلاثين واحدا من مئتين واثنين وسبعين يعني اقل من النصف بقليل . اليوم القائمتان حصلتا على مئة وستين او مئة وواحد وستين مقعد يعني اقل من النصف بقليل قياسا الى ثلاثمائة وخمسة وعشرون هذا اولا .
واضاف سماحته :
الفارق الموجود ان الحضور الشيعي في البرلمان كان في السابق اثنان وخمسون بالمئة والآن اربعة وخمسين بالمئة وهذه هي الزيادة التي قلت ان بعض القوائم زادت والقوائم الشيعية هي التي زادت ولكن نحن افترقنا وحينما نفترق لا يجوز لنا ان نبكي على ما ألم ّ بنا وسارجع الى حديثي هذا .
القائمة العراقية كانت سابقا هي واحدة ، وقائمة التوافق اثنان ، وقائمة الحوار ثلاثة ، وقائمة مشعان الجبوري اربعة وهذه الأربعة اتحدت فيما بينها ، اما نحن فكنا مجاميع اتحدنا في واحد والآخرون افترقوا الى اربعة جهات وحصلوا سابقا على ما يقارب اربعة وثمانين مقعد قياسا الى المئتين وخمسة وسبعين والآن عندما وصلنا الى الثلاثمئة وخمسة وعشرين حصلوا على اثنين وتسعين مقعد تقريبا يضاف لهم الحزب الأسلامي الذي انفرد على الآخرين وحصل على سبع او ثمان مقاعد وبالنتيجة حصل الجميع الذين حصلوا في السابق على اربعة وثمانين مقعد في السابق كلهم حصلوا الآن على ثمانية وتسعين او مئة مقعد في احسن الحالات . اذن الهلع الناتج عن ان التقدم عند الآخرين والتأخر عندنا هذا كلام ليس معنى وليس له وجود .
القضية الثانية :
الذين يتباكون الآن على الوحدة ويطالبون بالوحدة اين كانوا قبل الأنتخابات ؟! . لقد دعينا الى الوحدة حتى قيل لنا ان هؤلاء أذلاء وارتضينا وقلنا نحن مستعدون ان نكون اذلاء من اجل وحدة الصف . لأربعة جمع هنا اكرر هذا الحديث وأنبه الى الخطر القادم ، وكل ما تحدثنا وتوسلنا وهذا الحديث في العلن اما حديث الكواليس حدث ولا حرج والى اللحظات الأخيرة بيني ما بين الله ، كنا نتوسل يا قومنا اتحدوا فكانوا يقولون ( لا يوجد خطر ولا ضير من التفرق وما الى ذلك من هذه الحاديث ) ، طيب في الوقت الذي تدخل فيه متفرقا عليك ان لا تعتب اذا تأخرت قياسا الى الأخرين . انا ذكرت في الأسبوع الماضي او الذي قبله كم هو جميل ان تدخل قائمة طويلة عريضة وعندك مئة وستون مقعد مما يعني ان " باور " الدولة كله بيدك ، قوت الدولة كلها بيدك ، اما الآن فانت داخل بقائمتين والحديث عن الندماج والأتحاد اصبح حديثا ليس له معنى فأين كان هذا الحديث عندما كنا نتوسل حتى ان بعض قياداتنا الدينية قالت اتركوهم وانا اتحدث عن قياداتنا الدينية وليس عن اناس عاديين . لذلك ان الذي يجب ان يحاسب ويعاتب اليوم ليس الذي تأخر وانما الذي كان سبب هذا التاخير . نحن من البداية اوضحنا ان المشروع الأمريكي قائم على اساس ان يأتي الجميع ضعفاء الى البرلمان ، من البداية كانت الصورة واضحة جدا لدينا بأن المشروع الدولي والأقليمي مبني على اساس ان ياتي الجميع ضعفاء وبالنتيجة كل واحد يمسك بلحية الآخر بيده ، واذا وصلنا الى هذا الحال فلماذا العويل والبكاء وما الى ذلك فالواقع الذي وصلنا اليه استحقاق والفرص تأتي كمر السحاب واذا لم تتم الأستفادة منها تتحول الى غصص وهذا امير المؤمنين الذي يتحدث بهذا المنطق . هذه الغصص علينا ان نتعلم منها وهؤلاء الذين تسببوا بفرقة الصف عليهم ان يجدوا لنفسهم سبيلا مع رب العالمين لأن ذنبهم هائل في هذه القضية وذنب لا يغتفر ولكن هذا الحديث ليس له معنى وعلى المستوى العملي شيء انتهى والأرقام ظهرت وهي لدينا الآن .
القضية الثالثة :
انه هناك تقدم علماني كما عودنا المشروع الأمريكي دائما ان العلمانيون يتقدمون والحقيقة انهم لم يتقدموا والفائزون هم الأسلاميون . اولا الكثير من القائمة العراقية هم اسلاميون وليسوا غير اسلاميين ، نعم خرجوا من جبهة التوافق وذهبوا مع القائمة العراقية ، والحزب الاسلامي طلب من ان يلغي كلمة " اسلامي " ويدخل معهم وطلبوا منه ان يدخل باسم الحزب العراقي ولكنهم رفضوا وقالوا نحن لا نتنازل عن هويتنا لذلك تم ابعادهم والقية الذين جاؤوا مجموعة كبيرة منهم هم اسلاميون ، بالنتيجة نفس الأرقام التي كانت موجودة هي نفسها الآن التي رجعنا ورأينا طبيعة الزيادة والنقيصة فيها والنقيصة كما قلت لكم صارت عند الأكراد ( التحالف الكردستاني ) لأنهم اختلفوا فيما بينهم والآن حزب التغيير حصل على ثمانية مقاعد والجماعة الأسلامية اخذت اربعة مقاعد والاتحاد الأسلامي مقعدين او اربعة مقاعد على ما اعتقد وبقية الحزاب اخذت اثنان واربعون مقعدا على ما اعتقد.
وقال الشيخ جلال الدين الصغير :
الآن نأتي الى مشكلة رئاسة الوزراء حيث ان الناس يتصورون ان الأمور قد اخذت وما الى ذلك ، انا تحدثت سابقا ان رئاسة الوزراء صحيح انه مكتوب بالدستور ان رئيس الوزراء ياتي من الكتلة الأكبر وهذا صحيح ولكن اذا لم يكن لديه اصوات فانه لن يستطيع الحصول على شيء ، نعم ان القائمة العراقية سوف تتقدم ولكن لا يعني ان يخرج منها رئيس الوزراء وذكرت في المرة السابقة ان القضية ليست قضية اعداد وانما قضية من ياتي برضا الأخرين ولديه مقدره على ان يحصل على تأييدهم . قبل جمعتين قلت ان محمود المشهداني اصبح رئيس مجلس النواب وكل ما لديه ثلاثة مقاعد ، والمالكي اصبح رئيس وزراء وكل الذي عنده تسعة ولكن الاخرين قبلوا فحصل على اصوات كافية . هناك مشاكل متعددة والناس ادت دورها وبقيت القضية للسياسيين وعليكم ان لا تتصور ان حرقت الاعصاب عندكم انتم تتفردون بها ، فاخوانكم جالسون في المصيبة الكبرى والكواليس حيث الكلام الجدي ورسم المستقبل والمصير ، وهنا عندي عتب على الأخوان ، يا اخوان هذه الأذاعات والقنوات كم مرة تكذب وتلتزمون بها !!! كم مرة تكذب عليكم عشرة ، مئة ، مليون مرة وترجعون ايضا مرة اخرى وتاخذون منها في حين ان العاقل من يكذب عليه مرة واحدة يقول ان هذا كذاب ولن استمع اليه . الآخرين ليسوا منصفين معكم ومن البداية هم اعداء لكم ويكذبون عليكم فلماذا تلتصقون بهم وتتابعون ماذا قالت القناة الفلانية وماذا قال المحلل الفلاني وما الى ذلك !! . ان عندكم اخوان حريصون مثل حرصكم او اكثر والا كيف اصبحوا قادة ؟ ، هناك اناس تتحمل المسؤولية وعليك ان لا تتصور بان الأمور لم تتجه بهذا التجاه تعتقد ان الحياة انتهت فهناك استحقاقات يجب ان تكون والسياسة واقع والواقع نقبل به او لا نقبل فهذا ليس بمزاجنا .
القضية الأخرى :
عملية الطعن بالأنتخابات لها آليات محددة واذا خرجت عن هذه الآليات ربما ندخل البلد في امور هي في غاية القسوة ، عندنا مفوضية وقد استغثنا قبل الأنتخابات استغاثة من بعد استغاثة وقلنا ان المفوضية بهذا الوضع لا يمكن ان تكون حيادية فتعالوا لنضبط شفافيتها وحياديتها وجلبنا قواعد السلوك الأنتخابي فانقلبت الدنيا علينا وقالوا لا نريد !! ثم جرت الانتخابات وقلنا في الأيام الأولى ان الشفافية غير موجودة والأمور غير واضحة فقال بعض اخواننا في تصريحاتهم ( ان هؤلاء يتحدثون بمنطق الخاسرين ) !!! . ثم رجعنا ودققنا كل واحد منا وآلياته المعتمدة وبعد ذلك لماذا تحولت كلمات الخاسرين الى كلمات الفائزين ؟! . والآن الحديث ان الأنتخابات زورت ولعب بها ، فقد يكون صحيحا وقد يكون غير صحيح ولكن هناك آليات للطعن ظمن الأطار القانوني ، والمفوضية التي اجرت انتخابات مجالس المحافظات هي ذاتها التي اجرت هذه الانتخابات فلماذا تلك لا يطعن بها وفي هذه الانتخابات يطعن بها ؟! الطعن القانوني يجب ان يلبى والمفوضية واجبها ان تدقق وهناك آليات ، ولكن الأستفادة من وسائل اكبر من القانون و خارج نطاق القانون انا اعتقد ان هذا يدخل البلد في ازمة اكبر من قضية النتخابات ، فمثلما عندك قدرة على التجييش فغيرك عنده القدرة على التجييش ايضا ومن يقع فيها غير الناس والعملية السياسية . فاما ان نكون قانونيين بيننا ما بين الله وفي ذلك الوقت يكون للطعن القانوني آلياته وسياقاته ، والذي يريد ان يزور فقد زور اثناء وجوده في المركز الأنتخابي . جاءني احد المراقبين وقال لي شيخنا بعد انتهاء التصويت بقي فائض من القسام الموجودة فجاء مدير المركز وقال تعالوا نتقاسمها فيما بيننا فقلت له ان هذا الأمر حرام فانا متدين ولكنه ليس متدين فأخذها كلها . ان التزوير حدث هناك واللعب جرى هناك ، اما بعد ذلك فان هذه الأوراق موجودة ونراجعها نحن ولم نجد شيئا اذا قلناها لله فعلا لم نجد شيئا . فيجب ان يكون عد وفرز ظمن الآليات القانونية والمفوضية مدعوة الى ان تكون شفافة ولكن ايضا على الاحزاب والكتل السياسية ان تأخذ الامور بعين اكبر من نجاحاتها وخساراتها .
على اي حال الصورة ارجع واقول اخواني العزاء ان الأمور يجب ان لا نرسلها الى الأستقطابات فالأستقطابات غير موجودة ، هناك قوى جاءت هي نفس القوى التي جاءت سابقا ، نعم هذا ازداد واحدا وذاك نقص واحدا وبعض الوجوه تغيرت فهذا امر طبيعي وهذه هي لعبة الانتخابات والواقع بقي كما هو فيجب ان لا تحدث حالة الهلع . ان ارجع واثبت القضايا الأساسية في انتخاب رئيس الوزراء ، عندنا ثلاث مراحل ، المرحلة انتخاب رئيس مجلس النواب ويحتاج الى مئة وثلاثة وستون صوتا وبعده انتخاب رئيس الجمهورية ويحتاج الى مئتين وسبعة عشر صوتا وبعده رئيس الوزراء يحتاج الى مئة وثلاثة وستون صوت ولا توجد كتلة سياسية ستكون مستعدة للدخول والتصويت على الاول اذا لم تضمن الأول والثاني ، لذلك فان المتوقع ان تعقد الجلسة الاولى ينتخب فيها اكبر الأعضاء سنا وتبقى مفتوحة شهر او اقل وما اتمناه ان يكون التفاق ابكر واسرع ولكن اذا لم يتم الاتفاق على المناصب الثلاثة فلن يدخل احد في الطريق . القضية الثانية قضية رئاسة الوزراء فان الكتلة الكبيرة لها الحق في تسمية رئيس الوزراء ولكن اذا لم يحصل على الأصوات فان بقية الكتل الباب لها مفتوحا ومن ياتي بأصوات اعلى هو الذي يفوز في هذه القضية . القضية الثالثة هي ان المناصب الثلاثة هي للمناصب الثلاثة والذين يتحدثون عن المحاصصة نحن نريد مشاركة حقيقية والمشاركة الحقيقية هي من خلال المكونات الثلاثة شيعة وسنة واكراد وكلهم فيهم الخير ولا معنى لأن نقول هذا من حصتنا وذاك لا . قطعا انا اجزم ان رئاسة الوزراء لن تخرج عن دائرتنا بأي شكل من الأشكال فنحن عندنا مئة وستون صوتا وتحالفاتنا كبيرة ايضا . لذلك فان التهريج الاعلامي وحديث الألاعيب حديث آخر ، ثقوا بالله ان الأمور تسير ، نعم هناك استحقاقات وانا اشير الى ما سبق ان اشرت له ( ألمنا لن ينقضي ممن فرق الصف وممن بعثر هذا الجمع والله لا استطيع ان اجد مبررا ولا استطيع ان اجد عذرا لهؤلاء ) . اذا كانت القضية قضية اريك وتريني فالنتيجة الناس او البلد عندما يتعرض الى هزة عليك ان تتحمل المسؤولية الثقيلة امام الله سبحانه وتعالى . ان اناسنا عندما خرجوا الى الأنتخابات لم يخرجوا لمجرد الأطمئنان على حكم وانما هناك دماء شهداء وهناك دين وهناك ارهاب وهناك دماء ضحايا .
وختم خطبته بالقول :
تبقى ملاحظتي الأخيرة عندما ارى نسبة المشاركة في مدينة الكاظمية اقل من اربعين بالمئة وارى المشاركة في العامرية على سبيل المثال اكثر من سبعين بالمئة فماهي النتائج التي تنتظرونها ؟ وكيف تاتي المقاعد هل تنزل من السماء ؟!؟! ضعوا هذه الحقيقة في اذهانكم والأستحقاقات عندما تأتي عليكم ان لا تعتبوا على احد فالعتاب يجب ان يكون على النفس ، فاذا لم تشترك سياتي غيرك يشترك وسبق وان تحدثت ولأكثر مرة وقلت مثل اكأس اذا لم تملأه فان غيرك سيملأه وبالنتيجة ادت الى هذا الأمر الذي ادت اليه . ولكن انا اعتقد ان الامور لا زالت بخير واخوانكم واعون وسيقولون كلمتهم في اللحظة المناسبة ، ونحن لحد الآن نستقبل الجميع . كانوا سابقا يلوموننا ويعاتبوننا لماذا لديهم علاقات مميزة مع الاكراد ولماذا لديهم علاقة متميزة مع الطرف الفلاني ، اليوم ينجو من عنده علاقات ويتحكم بالامور من عنده تحالفات ومن البداية قلنا انه لا يصح التقاطع مع ابناء الوطن ، نعم نختلف ولكن القوى السياسية هي واقع علي ان تعامل معه على اساس التعاون وعلى اساس المشاركة وليس على اساس الاستعداء والعدالة عندما تقوم ففي النهاية لا تأتي النتائج الا بناءا على استحقاقات العدالة والعدالة لا تأتي الا بالكل من فوق الرؤوس ومن تحت الأرجل فمن المستحيل ان تأتي العدالة بشيء آخر ولكن الظلم هو الذي يمنع الناس ويؤدي الى حالة التفكك والصراع .
https://telegram.me/buratha