دعا ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال خطبة صلاة الجمعة الثانية التي أقيمت في الصحن الحسيني الشريف في 9 ربيع الأول 1431هـ الموافق 26/3/2010م الكتل السياسية التي نالت الثقة من قبل الشعب العراقي أن تكون بمستوى المسؤولية التي حملها اياها الشعب العراقي قائلا " بعد المشاركة الواسعة من قبل أبناء الشعب العراقي في الانتخابات وأداء المواطنين للمسؤولية الوطنية من خلال مشاركتهم هذه، وتحملِّهم لكثير من الأوضاع الصعبة والحرجة التي مرّ بها أبناء الشعب خلال الفترة المنصرمة، وتقديمهم الكثير من التضحيات؛ فإننا ندعو الكتل السياسية التي نالت الثقة من قبل الشعب العراقي،أن تكون بمستوى المسؤولية ، وان تقدّر طبيعة الظروف الحساسة التي يمر بها الشعب العراقي ويتم ذلك من خلال تعاونها فيما بينها وتفاهمها بما يكفل مصلحة الشعب العراقي
واضاف ان تشكيل حكومة قوية قادرة على انجاز المهام التي يأمل ويطمح أبناء الشعب انجازها من الحكومة الجديدة، والمتمثلة بالإسراع بتقديم الخدمات، وتوفير الأمن، والاستقرار، وتطوير البلد، خاصة في مجالات الصحة والتربية والتعليم والعمران وتوفير المساكن للمواطنين ورفع المستوى المعاشي للفقراء والأرامل وعوائل الشهداء والأيتام، وتوفير فرص العمل للعاطلين، مع توفير فرص الاستثمار، بما يكفل تحقيق التقدم المنشود، مؤكدا بان على الحكومة القادمة تجاوز الثغرات والإخفاقات التي حصلت في أداء الحكومة السابقة، كما ندعوها إلى الابتعاد عن التجاذبات والتشاحنات فيما بينها، وتقدير حجم المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقها.
واكد الكربلائي ان خطورة المرحلة القادمة فيما لو تشكلت مثل هذه الحكومة القادرة على تحقيق آمال الشعب العراقي، فإنها اشد من المرحلة السابقة لان الشعب العراقي يعتبر الفرصة القادمة المرحلة الأخيرة لاختبار الكتل السياسية في مدى قدرتها على الوفاء بالتزاماتها التي قدمتها من خلال برامجها الانتخابية .
وتابع في حديثه نأمل أن تدرس الكتل السياسية الأخطاء التي حصلت منها في السابق وتدرس برحابة صدر، وقبول، ومن دون اعتداد بالنفس وعناد ، أسباب ومنا شيء هذه الأخطاء والإخفاقات، وكذلك بالنسبة للحكومة من اجل تصحيح المسيرة ونيل ثقة الشعب العراقي .
وتطرق الشيخ الكربلائي من خلال خطبة صلاة الجمعة الثانية الى اهمية معالجة مشكلة الفقر قائلا ستعقد في جامعة كربلاء الأحد القادم ندوة تعرض فيها خلاصه ودراسة وضعتها لجنة من نخبة من المسؤولين والمختصين، حول سياسات التخفيف من الفقر في العراق، موضحا إننا في الوقت الذي نشكر هؤلاء الإخوة على جهدهم العلمي ،ندعو جميع المسؤولين، ومؤسسات الدولة المعنية بمعالجة الفقر في العراق، إلى الاهتمام بمثل هذه الدراسات، وتبنّيها بعد مناقشتها، وتقييمها حين الأداء، وقيام أجهزة الدولة المعنية، بتشكيل لجان خاصة (ومنها مجلس النواب ولجنة مرتبطة بالأمانة العامة لمجلس الوزراء ويكون ارتباطها مباشرة برئيس الوزراء للحكومة العراقية القادمة ) مهمتها متابعة تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه من بنود هذه السياسة، ووضع إستراتيجية متكاملة تأخذ بالاعتبار وضع المعالجات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والتربوية والصحية ، لمشكلة الفقر في العراق
وفي ختام خطبته دعا ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء المقدسة مجلس النواب إلى إقرار قانون يتضمن معالجات هذه المشكلة الاجتماعية بحيث يكون ملزماً لجميع الحكومات القادمة أن تطبقه، مع تخصيص جزء خاص من ميزانية الدولة للسنوات العشر القادمة... حتى يمكن تحقيق المعالجة التدريجية لهذه المشكلة التي تفاقمت في السنوات الأخيرة .
موقع نون خاص
https://telegram.me/buratha