اختتمت، الخميس، فعاليات مهرجان المربد الشعري السابع في البصرة والتي استمرت على مدى ثلاثة أيام تضمنت العديد من الجلسات الشعرية والنقدية والنشاطات الفنية والموسيقية جرت بمشاركة وحضور عشرات الشعراء والادباء العرب والاجانب والعراقيين.الجلسة الختامية خصصت لقراءات شعرية، شارك فيها كل من الشعراء احمد عبد الحسين، ايمان الفحام، سلمان داود محمد، مروان عادل حمزة، عمر السراي، رزاق الزيدي، فليحة حسن، حمد الدوخي، حسام السراي، حيدر عبد الخضر، جاسم بديوي، وعارف الساعدي.وكانت فعاليات مهرجان المربد الشعري السابع، قد انطلقت الثلاثاء الماضي (23/3) على قاعة النادي الثقافي النفطي في البصرة وبحضور مميز من شعراء وأدباء أجانب وعرب فضلا عن نحو 170 شاعرا واديبا عراقيا من مختلف المحافظات، بحسب رئيس اتحاد أدباء البصرة.وتم خلال الجلسة الختامية للمهرجان تكريم العلامة الراحل حسين علي محفوظ والشاعر بلند الحيدري، اضافة الى الشاعر المحتفى به ياسين طه حافظ، بعدها تلا الناقد باقر جاسم البيان الختامي للمهرجان الذي جاء فيه “عبّرت دورة المربد السابعة عن وفاء الثقافة العراقية لرموزها، فكانت باسم الشاعر الراحل بلند الحيدري، واحتفت بالمنجز الشعري الثرّ للشاعر ياسين طه حافظ”.واضاف البيان “تميّز مربدنا هذا العام بحضور زملائنا الشعراء من الدول العربية والأجنبية؛ إذ حضره شعراء من دول أوروبية كالسويد والدنمارك وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا وتركيا؛ إضافة إلى حضور وفد ثقافي أميركي، وشعراء من الخليج العربي والمغرب وسوريا؛ كما حضره عدد كبير من الشعراء العراقيين المقيمين في الخارج؛ الأمر الذي أسهم في تأصيل وتمتين عُرى علاقات العراق الثقافية مع العالم، وأعطى انطباعاً عن حياة طبيعية معافاة يعيشها العراق الطامح الى مدّ جسور المحبة والسلام مع الجميع”.وتابع “اشتملت الدورة على قراءات شعرية لأكثر من سبعين شاعراً، وجلسات نقدية شارك فيها نخبة من النقاد والباحثين، وتضمنت نشاطات أخرى فنية وثقافية، كإقامة معارض للفن التشكيلي والنحت والفوتوغراف، ومعرض للكتاب، إضافة الى حضور الفرقة السيمفونية العراقية وإحيائها حفلاً موسيقياً هو الأول من نوعه في تأريخ دورات المربد”.وزاد “وإذ نختتم فعاليات هذه الدورة، نأمل أن تكون الدورة المقبلة ماضية في ترسيخ المباديء والأهداف التي ينعقد من أجلها مهرجان المربد في البصرة؛ وفي مقدمتها بناء ثقافة عراقية وديمقراطية تتفاعل مع دواعي التغيير، وصولاً الى بناء دولة مدنية حديثة”.وخلص البيان “كما نسعى الى استكمال تأهيل البنى التحتية للثقافة العراقية، وترسيخ دور الثقافة في بناء العملية وتوجيهها، وضمان حقوق المثقف المادية والمعنوية على نحو يقرّه الدستور وتكفله القوانين دون الخضوع الى منطق الهبات الذي ساد علاقة المثقف بالسلطة إبّان النظام البائد، ورفع مستوى مهرجان المربد الى مصافّ المهرجانات العالمية من خلال ميزانية مستقلة تُدار من قبل المنظمات الأدبية ذات الصلة وتحت رقابة مؤسسات الدولة المالية”.وتضمنت الجلسة الختامية فضلا عن القراءات الشعرية معزوفات موسيقية وغنائية للفنان طارق الشبلي.وقال رئيس اتحاد ادباء البصرة الشاعر علي نوير ان “هذه الدورة تميزت بالحضور اللافت لشعراء من بلدان عربية واوربية اضافة الى شعراء من امريكا وتركيا، وكذلك عدد من الشعراء العراقيين المغتربين”، مشيرا الى اننا “نعتبر هذه الدورة متميزة عن سابقاتها من خلال المشاركة والحضور والتنظيم”، مضيفا “نأمل ان ينفتح المهرجان على شعراء وتجارب اخرى من دول لم يتسن لها المشاركة هذا العام”.وفي الأول من نيسان ابريل عام 1971 انطلق مهرجان المربد الأول في البصرة أحياءً لسوق المربد الذي كان على غرار سوق عكاظ، والمربد في اللغة هو السوق الذي تباع فيه الإبل أو هو متسع الإبل التي تربد فيه للبيع وقد تحول هذا السوق في عهد الأمويين إلى سوق عامة يخرج إليها الناس كل يوم ويذهب كل منهم إلى مربعه أو حلقته أو شاعره وقد كان يتوسط هذه الحلقات الشعراء والرجاز وربما كان أبرزهم جرير والفرزدق والأخطل وذا الرمة، وكما كان عكاظ صار المربد مرتعا لكل القبائل لعرض أشعارهم ومفاخرها، وأصبح في العصر العباسي أثرا مهما على الجميع زيارته والإطلاع على ما يجري فيه وقد نضجت في هذا العصر الحركة الأدبية وأنجبت أهم الشعراء والنحاة والأدباء.ولعل أهمية المربد تأتي من أهمية البصرة المدينة المتعددة الأعراق والثقافات والعادات وربما هذه أيضا هي ميزة المربد عن عكاظ والأسواق العربية الأخرى سواء في الجاهلية والإسلام والتي تقول بعض كتب التاريخ انها بلغت 25 سوقا فبعد أن كانت هذه الأسواق حصرا على أقوام الجزيرة والحجاز كان في المربد متسع لجميع الأعراق من فرس وصينيين وهنود وزنج وأقباط وعرب بثقافتهم المتعددة وكان هذا هو السبب الأهم في ازدهار البصرة الثقافي والعلمي والأدبي ووجود عباقرة مثل عبد الله ابن المقفع وخالد ابن صفوان والفراهيدي والجاحظ والكندي وأبا نؤاس وغيرهم.وللسنة السابعة على التوالي بعد انهيار النظام السابق يقيم اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة هذا المهرجان بعد أن كانت اغلب فعالياته تقام في بغداد.
أصوات العراق
https://telegram.me/buratha