أشار سماحة السيد عمار الحكيم إلى أن العراق يمر بظروف استثنائية ما يتطلب المزيد من اللقاءات والمشاورات من اجل بلوغ المرحلة القادمة وتشكيل الحكومة على أساس الشراكة الحقيقية ، مشدداً على ضرورة استذكار أخطاء المرحلة السابقة وعدم تكرارها والابتعاد عن السجالات والصراعات السياسية التي غالباً ما تكون على حساب المواطن وهمومه وتطلعاته .جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سماحته في الندوة السياسية التي أقامتها كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد صباح الأربعاء 24/3/2010 .نجاح العملية الانتخابية والمشاركة الواسعة فيها :وأشار سماحته الى نجاح العملية الانتخابية والمشاركة الواسعة في الانتخابات التشريعية الأخيرة والتي بلغت نسبة مايقارب ال62% وهي نسبة كبيرة في الدول الديمقراطية رغم الإشكاليات التي اعترت مسيرة التجربة السياسية السابقة والتشويش الكبير الذي لحق بالعملية السياسية والظروف الأمنية الحرجة وما تبع ذلك من نقص الخدمات وتلكؤ المشاريع ، معتبراً ان الثورة البنفسجية التي فجرها أبناء الشعب العراقي إنما هي مؤشر طيب على تصميم هذا الشعب الأبي على ترسيخ الديمقراطية وتحكيم إرادته وهو موقف يستحق التقدير والعرفان .إلى ذلك وفي إشارة له إلى توزّع وتنوّع خيارات الناخب العراقي على العديد من القوائم الرئيسية شدد سماحته على ان هذه النتيجة تعبر عن الحراك والنضج السياسي لدى المواطن العراقي وهو أمر يساعد على التوازن في العملية السياسية ويعمل على تحقيق الاستقرار السياسي والأمني ويؤدي الى النهوض بالبلد وتحقيق تطلعات أبناءه فضلاً عن طمأنة الشارع العراقي والمجتمع الإقليمي والدولي في قوة العراق وصلابة الوحدة الوطنية ، مؤكداً أن الالتزام بنتائج ومعطيات الانتخابات مؤشر مهم في ترسيخ الديمقراطية والإيمان بها ، مشيراً الى أن من يقدّم نجاح الانتخابات على نجاحه وتصدّره يعد أمراً وموقفاً وطنيا طيباً ، في حين أن بناء المواقف عكس ذلك انما يحتاج الى الإصلاح والمراجعة وأن على الساسة أن يحترموا إرادة الشعب وقرارهم ومن يعتقد بحصول التزوير والالتفاف على إرادة الشعب فعليه أن يقد الاعتراض وفق القانون .الجميع رابحون في الانتخابات :الى ذلك أشار سماحته الى أن البعض يتحدث عن رابح وخاسر وكأننا في انتخابات رئاسية مشدداً على أن الجميع رابحون بحجم الثقة والفرص التي حصلوا عليها ، مؤكداً على ضرورة العمل وفق منطق الدولة خلال السنوات الأربع القادمة ، حيث أشار إلى أن منطق السلطة يركز على الشخوص والمواقع فيما أن منطق الدولة يتحرك وفق برنامج ورؤية واضحة المعالم وتوزيع الأدوار وتحقيق الشراكة الحقيقية ، معتبراً أن بناء دولة المؤسسات وتعزيز الثقة ستكون من أولويات المرحلة المقبلة من أجل تنفيذ الوعود والبرامج التي أعلنتها الكتل والائتلافات الوطنية لتحقيق تطلعات أبناء الشعب العراقي المشروعة .
حكومة الشراكة الوطنية :
وأكد سماحته على أهمية حكومة الشراكة الوطنية قائلاً " نحن مع مبدأ حكومة الشراكة الوطنية في هذه المرحلة ونتمنى في المرحلة القادمة أن نصل لعمق يمثل كافة المكونات وأن أمام العراق مشوار أطول للوصول لحكومة الغالبية السياسية ، حيث ان اعتماد هذا النظام في الوقت الحاضر من شأنه إقصاء العديد من المكونات والأطياف العراقية ، وأنه متى ما تم بناء دولة المؤسسات وتعزيز الثقة وتصويت الشعب لبرنامج وطني وقائمة ذات ثقل عندها يمكن اعتماد الغالبية السياسية ، معتبراً أن حكومة الخدمة الوطنية والشراكة الحقيقية هي المدخل الصحيح للتعبير عن هموم ومعاناة المجتمع وتحقيق طموحاته في الأربع سنوات القادمة .
https://telegram.me/buratha