بغداد - العالم
كشف مسؤول امني فضل عدم كشف هويته، ان رئيس الوزراء نوري المالكي عقد خلال اليومين الماضيين اجتماعات متواصلة مع كبار القادة العسكريين المقربين منه، معتبرا أن للأمر صلة بالتوتر السياسي الراهن وأزمة الحكومة مع المفوضية.
وفي تصريح خص به "العالم" يبدي هذا المسؤول تشاؤما حيال السيناريوهات المطروحة للتعامل مع الازمة التي لم تنته بين المالكي ومفوضية الانتخابات ويقول ان هناك مؤشرات على ان "الوضع لا يبشر بخير".
وكان مسؤولون في واشنطن قالوا في تصريحات للصحف الاميركية امس الاول، انهم يراقبون بحذر ما يجري في بغداد بعد صدور بيان لرئيس الوزراء طالب فيه بصفته قائدا عاما للقوات المسلحة، بإعادة فرز الاصوات "حذرا من انزلاق الوضع الامني" بينما رفضت المفوضية ذلك.
ويضيف المسؤول العراقي ان هناك "حرب تجسس على الهواتف" تجري بين الاميركان وأجهزة المالكي، حيث "يتسابق كل طرف لمعرفة نوايا الطرف الآخر والتأكد منها".
وينقل عن ضباط اميركان قولهم ان بيان المالكي الذي صدر السبت الماضي جعل البنتاغون على اتصال دائم مع ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما لمناقشة اي تطور محتمل.
وتابع "الاميركان يدرسون حاليا ما تسمح به الاتفاقية الامنية المبرمة بين بغداد وواشنطن، وما لا تسمح... كي يتعاملوا مع اي طارئ قد يحدث".
ويقول ان ضباطا اميركان اكدوا لنظراء عراقيين ان قيادة الجيش الاميركي "تشعر بالقلق حيال امكانية اقحام الجيش العراقي في اي نزاع يمكن ان يتطور بشأن نتائج الانتخابات".
وتحدث المسؤول العراقي عن استمرار جهود المالكي "للهيمنة على الجيش ووزارة الدفاع" مشيرا الى تغيير "عدد كبير من القيادات في المواقع الحساسة قبيل الانتخابات الماضية".
وتابع "العديد من المناصب باتت محسومة لحزب الدعوة او من يتم تزكيتهم عن طريق مكتب رئيس الوزراء بشكل مباشر، وكذلك مكتب القائد العام للقوات المسلحة".
ويقول ان المقربين من المالكي كانوا سببا في "رفد الوزارات الامنية بضباط لا يملكون الكفاءة لشغل تلك المناصب، سوى ولائهم لحزب الدعوة" بحسب قوله.
ويقول المصدر الامني "ان وزير الدفاع لا يستطيع تعيين حتى آمر فوج الا بعد موافقة رئيس الوزراء التي تتطلب ايضاً موافقة اطراف مقربة من المالكي".
وتتزامن تصريحات المسؤول العراقي مع تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الاميركية امس، تحدث عن لقاء قائد الجيش الاميركي في العراق وسفير واشنطن في بغداد، برئيس الوزراء المنتهية ولايته.
ورغم ان الصحيفة تفيد بأن كلا من راي اوديرنو وكريستوفر هيل كانا "متأكدين من عدم وجود أزمة" إلا انهما غادرا فورا الى السليمانية وعقدا اجتماعا امس مع الرئيس العراقي جلال طالباني.
وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية وتلقت "العالم" نسخة منه امس، ان طالباني استقبل في مقر إقامته بمدينة السليمانية وفداً ضم السفير كريستوفر هيل وقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ريموند اوديرنو وعدداً آخر من المسوؤلين في السفارة الاميركية.
وأضاف البيان انه تم خلال الاجتماع "التباحث حول ضرورة تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الآراء بشأن آخر التطورات السياسية وموضوع الانتخابات، فضلا عن الآفاق المتوقعة أمام العملية السياسية الجارية في البلاد". وتابع ان اللقاء جرى بحضور رئيس حكومة اقليم كردستان الدكتور برهم صالح.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز ان اجتماعات كبار المسؤولين الأميركيين في العراق مع المالكي وغيره من القادة العراقيين يأتي بعد ظهور مخاوف من أزمة سياسية في البلد الذي "لم يعتد حتى الآن على تجربة انتقال سلس للسلطة".
ويحذر مراقبون محليون وأجانب من حدوث فراغ طويل ينعكس سلبا على الامن الهش، بينما يتوقعون مفاوضات صعبة تستمر أسابيع حتى تشكيل الحكومة المقبلة في ضل تقارب الحجوم بين الكتل التي فازت باقتراع السابق من آذار الماضي.
https://telegram.me/buratha