انتقدت الحكومة العراقية، الثلاثاء، قيام الرئيس الليبي معمر القذافي بلقاء عدد من قيادات الأحزاب العراقية وممثلين عن الجماعات المسلحة قبيل موعد انعقاد القمة العربية المقرر تنظيمها في طرابلس الغرب نهاية شهر آذار الحالي، مؤكدة في الوقت نفسه أنها الممثل الرسمي الوحيد للعراق لحضور القمة.
وقال مدير المركز الوطني للإعلام علي الموسوي في حديث لـ"السومرية نيوز" إن "الحكومة العراقية تنتقد قيام القذافي بلقاء عدد من الشخصيات المعروفة بموقفها المعادي للعراق، وصلاتها بالمجاميع الإرهابية"، لافتا إلى أن "هذا الأمر يمثل تدخلا في الشؤون الداخلية للعراق".
وكان مصدر في حزب البعث الصدامي كشف "للسومرية نيوز"، أمس الاثنين، أن الرئيس الليبي معمر القذافي التقى الأحد الماضي المصادف، الحادي والعشرين من شهر آذار الحالي، وفدا يضم عددا من قيادات الحزب، فضلا عن أربعة شخصيات ممثلة لفصائل "المقاومة العراقية"، ورجال دين عراقيين مقيمين في دول عربية، مؤكدا أن الزعيم الليبي تجاوب مع مطالب الوفد ووعد بطرحها في القمة التي تستضيفها طرابلس الغرب.
ولفت الموسوي إلى أن "المطالب التي تسلمها القذافي من قبل الشخصيات المرتبطة بالمجاميع الإرهابية، وخصوصا طرح موضوع إعدام رئيس النظام العراقي السابق صدام حسين بأي شكل من الإشكال، يعتبر تجريحا لمشاعر الشعب العراقي"، مؤكدا أن "صدام ساوى في جرائمه بين كل فئات الشعب العراقي" على حد قوله.
ولفت الموسوي، وهو المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية المنتهية ولايته نوري المالكي، إلى أن "العراق لديه وفد رسمي مشارك في القمة العربية ممثل بوزير الخارجية هوشيار زيباري وقد يكون له موقف من ذلك".
وأكد الموسوي أن "الحكومة هي الممثل الرسمي الوحيد للعراق لحضور القمة" أن " مبينا أن "الحكومة ستطالب بوضع حد لهذا النهج الذي يسمح بحضور وفود غير رسمية للقمم والمؤتمرات العربية".
وكانت اغلب مشاركات العراق في القمم العربية عقب سقوط نظام صدام حسين في نيسان عام 2003 تتسم بالبرود، وعدم التأثير على قراراتها، ففي القمة العربية التي عقدت بتونس عام 2004 شارك وفد عراقي برئاسة عضو مجلس الحكم المنحل نصير الجادرجي، وشارك الرئيس العراقي السابق غازي الياور في قمة الجزائر عام 2005، وفي قمة عام 2007 في العاصمة الرياض شارك الرئيس العراقي المنتهية ولايته جلال الطالباني أما في قمة دمشق عام 2008 فشارك نائب الرئيس المنتهية ولايته عادل عبد المهدي، وفي قمة الدوحة عام 2009 شارك رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي على راس الوفد العراقي.
يذكر أن العراق سيشارك على مستوى وزارة الخارجية الممثلة بالوزير هوشيار زيباري في القمة العربية العادية الثانية والعشرين، المزمع عقدها في مدينة سرت الليبية أواخر الشهر الجاري، حيث سيتم مناقشة أبرز القضايا العربية، ضمنها القضية الفلسطينية، ومشروع النظام الأساسي للبرلمان العراقي المقبل، فيما يتوقع أن يغيب لبنان عن المشاركة على المستوى الرفيع بعد إعلان الرئيس اللبناني ميشال سليمان عدم مشاركته الشخصية، على خلفية الشكوك المحيطة بليبيا في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر.
https://telegram.me/buratha