شدد سماحة السيد عمار الحكيم على أن النظام التعددي في العراق اليوم لايسمح بفرض أجندة أجنبية على الشعب العراقي وأن العراقيين اثبتوا دائماً انه كلما تطور العبث وزادت التدخلات في شؤونهم كلما كانت ردة فعلهم أكثر وضوحاً وكانوا حازمين للدفاع عن سيادتهم .
جاء ذلك في اللقاء المتلفز الذي أجرته قناة الاتجاه الفضائية مع رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم في مكتبه الخاص ببغداد . كما تطرق اللقاء للكثير من القضايا في العراق والمسائل العربية والدولية مورد اهتمام الساحة العراقية فضلا عن العديد من المواضيع الأخرى ذات الصلة .
وفيما يلي نص المقابلة ....المراسلة / نبدأ من مهمة وجودكم في رئاسة المجلس الاعلى الاسلامي العراقي ، كيف تتصدى لهذه المهمة بوجود قيادات كبيرة في المجلس الاعلى سنأ وتجربة ؟سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك ان المجلس الاعلى يمثل مؤسسة سياسية عريقة وكبيرة ولها امتدادات ولها تاريخ ونفخر بوجود شخصيات وقيادات كبيرة لها رمزية ولها ثقل وخبرة سياسية عالية ولها تاريخ طويل في التصدي لهموم العراقيين ان كان في زمن النظام البائد او في بناء التجربة السياسية الوليدة في العراق ، حينما ابتلى سماحة السيد بالعرض الصحي كان للأخوة الكرام رغبة في ان أكون حاضراً الى جانبهم وان امثّل حلقة وصل بين سماحته في ظروف العلاج وبين الاعزاء الاكارم وبعد هذا المخاض وسنتين من التواصل كانت وفاة سماحة السيد ، فكان للأخوة رؤية في أن أتصدى للعمل وأصررت عليهم في ان يتصدى أي منهم واكون في خدمته وداعماً له ولكن لاعتبارات كانوا يجدون أن اكون في موقع الخدمة ، من المعروف ان المجلس الاعلى كمؤسسة لايتخذ قراراته بشكل شخصي وانما نتشاور ونجتمع وننضج القرارات وكل منا يتحرك من موقعه ضمن رؤية المجموع وليس ضمن الرؤية الشخصية ولذلك انا فخور بان اكون خادماً صغيراً للشعب العراقي عموماً والأخوة في المجلس الاعلى ونستفيد دائماً من التجارب والخبرة العالية التي لديهم ونتشاور وننضج المواقف والقرارات والكل يتحرك في المساحات الواسعة المطلوبة تتكامل الادوار خلال جهودنا قد يكون شخص في موقع متقدم والآخر في موقع آخر ولكن الجميع هم في خدمة المشروع الوطني الإسلامي الذي يحمله المجلس الاعلى .المراسلة / بعد شهرين ستبدأ الانتخابات البرلمانية المقبلة والمجلس الاعلى يشكل المكون الاكبر في الائتلاف الوطني العراقي ، كيف تستعدون لخوض هذه التجربة ؟سماحة السيد عمار الحكيم / يمكن القول ان المجلس الاعلى هو شريك أساسي وليس هناك من اكبر او اصغر في الائتلاف الوطني العراقي ، هناك قوى مهمة وكبيرة تتعاون وتتشارك معها في إدارة هذا المشروع الوطني الكبير ، بكل تأكيد التحضيرات التي قام بها الائتلاف الوطني العراقي كانت تحضيرات كبيرة جدا ونعرف انه أول ائتلاف عبر نفسه وأعلن عن وجوده ، كما سبق الاعلان عن الائتلاف أشهر من المشاورات والاجتماعات المكثفة لوضع أسس ومباديء واطار يتحرك به الائتلاف وايضاً في صياغة نظام داخلي وتفاصيل في كيفية تحويل هذا الائتلاف من كتلة نيابية الى مؤسسة نيابية راشدة هي تجربة جديدة في العراق كيف ان قوى سياسية متعددة قد تختلف في رؤيتها في كثير من التفاصيل الا انها تتفق على استراتيجية واحدة في إدارة البلاد وتجتمع رؤيتها في برنامج محدد وواضح المعالم للمرحلة المقبلة .المراسلة / هل أن تجربة عام 2010 التي ستكون في آذار ستختلف كثيرا من تجربة الانتخابات عام 2005 ؟سماحة السيد عمار الحكيم / هذا ما نتمناه ، من الطبيعي ان تواجه التجربة الجديدة في العراق الكثير من الإرهاصات والإرباكات والتلكؤات ، اعتقد أن من يقف ويدافع عن هذه التجربة بكل تفاصيلها يكون قد وقع في شيء من المكابرة ومن يسعى في تجاهل كل الايجابيات ويراها انها اخطاء بالكامل ايضا هو الآخر وقع في شيء من التجاهل للحقيقة الواقع ان هناك ايجابيات هائلة وكبيرة تحققت وهناك اخطاء وكبوات ايضاً واجهناها وعلينا ان نستفيد من تجارب الماضي فليس معيباً على من يتصدى ويتحرك ان يقع في الخطأ ولكن من المعيب ان يكرر الاخطاء ويصر على الخطأ فاذا كنا نقف وقفة تقييم وتقويم لتجربتنا الراهنة خلال الاربع سنوات ونضع تصور للمرحلة المقبلة يتجاوز الاشكاليات ، اعتقد ان الائتلاف الوطني قام بمثل هذا الأمر من خلال أشهر طويلة من البحث والدراسة والاستفادة من آراء المواطنين والنخب والأكاديميين الى غير ذلك ، هنالك ثمانين خبيراً من عقول العراق استضيفوا وجمعوا لأشهر من الزمن لكي يكتبوا برنامج الائتلاف الوطني وهذا بحد ذاته يكشف اننا لانتحدث عن شعارات انتخابية ولا عن ورقة تناغم مشاعر المواطن يمكن ان تكتب في ساعة او ساعتين يمكن ان نفعل لكم كذا وكذا وان نحول العراق الى يابان ونجعل كذا ، المسألة هي برنامج علمي ودقيق ومنهجي ينطلق من دراسة موضوعية لإمكانات العراق واحتياجات المواطن العراقي .المراسلة / وتكونوا قادرين على تنفيذه في الوقت ذاته ؟سماحة السيد عمار الحكيم / حينما أقول علمية اعني انها تنطلق من الإمكانات المتاحة لوضع برنامج علمي وواقعي وموضوعي وليس شعارات او طموحات بعيدة المنال لايمكن ان تتحقق ضمن الامكانات المتاحة هذا البرنامج اليوم الذي يتشكل من آلاف الصفحات قد يلخص ويقدم للمواطن بشكل منشور من عدة صفحات يمثل ما نشيتات والعناوين العامة ولكن كل عنوان من هذه العناوين وراءه المئات من الصفحات التي كتبت بعناية لتعبر عن برنامج متكامل وعلمي وهذه أول خطوة يقوم بها الائتلاف الوطني لاول مرة وهو يكشف اننا نستفيد من اخطاء الماضي ونريد ان نخرج من حالة الانفعال الى حالة التخطيط والرؤية العلمية في كيفية ادارة البلاد .المراسلة / رغم ان العديد من أجنحة حزب الدعوة قد انضمت معكم في الائتلاف الوطني الا ان هذا الأمر لم يدفع السيد المالكي بهذا الاتجاه ما هي العقبات التي تعترض ائتلاف المالكي معكم ؟سماحة السيد عمار الحكيم / انطلق المشروع بدعوة من السيد الحكيم ( رحمه الله ) وبتشاور وتنسيق مكثف مع رئيس الوزراء الاخ نوري المالكي وكان الاخوة في حزب الدعوة شركاء أساسيين في الاجتماعات وتثبيت المباديء ووضع الأطر لأشهر طويلة من الزمن وسمعنا تقييم لهذا الائتلاف بما يحمله من مباديء وتوجهات من قيادات الأخوة في حزب الدعوة وفي مقدمتهم السيد رئيس الوزراء الذي وصف الائتلاف الوطني العرقي بانه سفينة النجاة و عندما وصلنا الى مرحلة الاعلان عن تشكيل الائتلاف كانت هناك رؤية للإخوة في الدعوة في التريث في الموضوع واتضح انه يريدوا ان يكملوا المشوار في قائمة منفردة بذلنا جهوداً كبيرة لتوحيد الموقف لأننا دوماً كنا نعتقد ان النظام البرلماني في البلاد يجعل الكتل الكبيرة أقدر على توحيد المشهد السياسي ودفع البلاد الى أمام لان من شان ذلك تشكيل برلمان قوي وحكومة قوية وهذا يعني ان البلد يكون قوياً وبإمكانه ان ينهض لمعالجة مشاكل الشعب لمثل هذه الاعتبارات بذلنا جهد كبير لتوحيد الموقف .المراسلة / هل يشكل ائتلاف دولة القانون منافساً للائتلاف الوطني العراقي في الانتخابات المقبلة أم أنكم كما قيل سوف تأتلفوا بعد الانتخابات ؟سماحة السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد فان الائتلاف الوطني تحرك ضمن مستويين المستوى الاول توسيع رقعة الائتلاف الى اوسع مساحة وهذا ما لاحظناه بالحضور الواسع للعديد من القوى ومن مختلف التوجهات ، اما المستوى الثاني فهو الدعوة الى جبهة وطنية عريضة بين الكتل التي يمكن ان تحظى بفوز كبير كونها تضم قوى وطنية كبيرة ومنسجمة مع بعضها البعض في التوجهات ، والائتلاف الوطني يتحرك ضمن كلا المستويين ونحن في مرحلة ما قبل الانتخابات فبالتأكيد ان كل القوى الكريمة الأخرى تعتبر منافسة بعضها للبعض الآخر ونتمنى ان يكون هذا التنافس شريف وان يسير ضمن القيم والمباديء الاسلامية والعربية التي نؤمن بها ويجب ان نركز على التعريف ببرامجنا وبشخوصنا وتوجهاتنا للمرحلة المقبلة بعيداً عن التشهير والإساءة للآخر والتي ستعطي انطباع غير صحي للمواطن العراقي وتعقد الاجواء النفسية بين القوى السياسية .المراسلة / هل تتوقع سماحتكم ان يكون هناك تنافساً غير نزيهاً وهل ستلجأ بعض الاطراف الى المنافسة غير الشريفة ربما تصل الى الاغتيالات كما يحصل في الآونة الاخيرة ؟سماحة السيد عمار الحكيم / لا اتمنى له ان يكون كذلك وسوف نعمل جاهدين على اقناع الاطراف الأخرى بان عملية الانتخابات ليست هي نهاية الحياة في العراق وانما هي بداية لمرحلة جديدة وعلينا ان نتعاون ونتعاضد ونبقي الجسور مفتوحة بين بقية الأطراف لان العراق لايدار من شخص واحد ولا من طائفة او قومية او حزب بل العراق يدار من قبل جميع العراقيين وهذه الكتل المتنافسة اليوم بالانتخابات هي كتل شريكة بعضها للبعض بمستوى معين لما بعد الانتخابات ولبناء تجربة سياسية ناجحة فيها التعاضد والتكاتف وتغليب المصالح العامة ونظر حقيقي لمصالح المواطنين هذه الرؤية لابد ان نستحضرها دائماً لكي لانقع في المطبات وفي إزالة بعضنا للآخر لا قدر الله مما سيعطي صورة غير ايجابية عن النظام التعددي والديمقراطي الذي نعيشه .المراسلة / لوحظ في الآونة الأخيرة انفتاحكم في المجلس الأعلى تجاه البعثيين والحوار معهم فما مدى تحرككم بهذا الاتجاه ومحاولة احتواء ما وصفتموهم بالبعثيين وامكانية دخولهم في العملية السياسية ؟سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد بأنني لم أتحدث عن دخول بعثيين في العملية السياسية وانما تحدثنا عن دخول العراقيين في العملية السياسية وذكرت بان هناك أعداد كبيرة من الناس وقعوا على ورقة انتماء او عضوية حزب البعث مضطرين لكي يواصلوا حياتهم ويعيشوا ويأخذوا فرصهم في الحياة في زمن النظام البائد والكثير من هؤلاء لم يكونوا منسجمين مع حزب البعث وغير متورطين في دماء العراقيين فهل نبقى نلاحق هؤلاء الناس بعد مرور سبعة سنوات على سقوط النظام فهذا الأمر ليس منطقياً ولايمكن القبول به ، اما ما نعبر عنهم بالصداميين الذين أساءوا للشعب العراقي ولهم أجندة وكانوا اذرعاً للنظام البائد ولازالوا يسيئون للعراقيين على مدار ستة سنوات ونجد تقارير الاجهزة الامنية تشير الى تورط هؤلاء في الكثير من الجرائم التي تحصل في العراق فهؤلاء لنا موقف حازم وصارم تجاههم ولايمكن التساهل معهم لانهم سبب البلاء سابقاً وحاضراً وحزب البعث ككيان سياسي له ايديولوجية معينة وفكر شوفيني أتحدث عن حزب البعث في العراق طبعاً هذا الحزب لايمكن ان يكون له موطيء قدم في العراق ولا يقبله أبناء الشعب العراقي اما أولئك المواطنين العراقيين الذين وقعوا على ورقة ولم يسيئوا لاننظر لهم انهم بعثيين وانما ننظر اليهم على انهم مواطنين عراقيين ويمكن ان يأخذوا فرصتهم في الحياة .المراسلة / وانتم كأكبر كتلة في الائتلاف العراقي هل تحركتم لكسب هذه العناصر ؟سماحة السيد عمار الحكيم / كما ذكرت فان هذه القضية فيها عدة أبعاد فهناك جانب يرتبط بالوضع الحكومي لان المؤسسات المعنية في الحكومة العراقية كوزارة الحوار اوماشابه ذلك تمارس الأدوار في هذا الاتجاه وهناك جانب آخر يرتبط بالوضع المدني العام ان كثيرين ممن يحملون مثل هذه العناوين هم اليوم مواطنين وحاضرون في مختلف أجهزة الدولة والحياة في العراق وهناك مساحات ترتبط بالتواصل السياسي العام مع المواطنين العراقيين ، فنحن نرى ونجتمع بكل الناس وقد يكون بعض هؤلاء من الذين وقعوا على ورقة في يوم الأيام ونحن لانسال الناس عن مثل هذه التفاصيل في حياتهم الشخصية .المراسلة / إشارات كثيرة لدول مجاورة هددت فيها بضخ اموال كبيرة لتغيير الخارطة السياسية المقبلة ، يشيرون بذلك صراحة لإسقاط أي حكومة شيعية فما تعليقكم ؟سماحة السيد عمار الحكيم / طبعاً لم ينعكس علي شخصياً ان هناك حكومات صرحت بهذا الأمر علناً وانما هناك تسريبات عن دول الجوار واعتقد ان مصلحة هذه البلدان الكريمة في ان تتعامل مع العراق كمشروع سياسي ودولة وشعب ومن المرجح لها ان تبني مصالحها مع البلد وليس مع أطراف سياسية في العراق وكلما ابتعدت دول المنطقة والعالم عن التدخل في الشأن السياسي للعراق وتركت للعراقيين فرصتهم في التنافس واعتبار ذلك شؤون داخلية تخص العراقيين انفسهم وجاءت لتدعم العراق والعملية السياسية كان اضمن لمصالحهم ، والنظام التعددي في العراق اليوم لايسمح بفرض اجندة اجنبية على الشعب العراقي والعراقيون اثبتوا دائماً انه كلما تطور العبث وزادت التدخلات في شؤونهم كلما كانت ردة فعلهم اكثر وضوحاً وكانوا حازمين للدفاع عن سيادتهم وكلنا امل في ان وعي الشعب العراقي ورؤيته الثاقبة ومعرفته بالقوى السياسية في تأريخه الجهادي والنضالي الكبير والتمحيص في الشخوص والكيانات والذي سيمكن شعبنا ويمنح الثقة لمن يستحقها وعدم الانجرار وراء المشاريع التي تخدم اجندة معينة .المراسلة / لكن هناك اموال كثيرة ستصرف للتدخل في تشكيلة الحكومة المقبلة والهدف من ورائها هدف طائفي لابعاد شريحة معينة وهي الشريحة الشيعية من الوصول الى سدة الحكم ، فهل يمكنكم ان تعملوا على اعداد خطة استباقية للتصرف مع هكذا توجهات ؟سماحة السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد فان الافرازات السياسية والنظام السياسي الجديد في العراق وبروز قوى سياسية لها انتماءات مذهبية معينة كان له مردود معين وتفسير سلبي في بعض الأجواء في المنطقة العربية والاقليمية عموماً وأن تفعيل مثل هذه الحقائق في المشهد العراقي يحتاج الى مزيد من الوقت واعتقد ان التوجهات الوطنية التي نحملها جميعاً ورغبتنا في ان نضمن حقوق جميع العراقيين بكل مكوناتهم وانتماءاتهم كفيلة لبناء تجربة عراقية رصينة وأية انطباعات وأجندة تحمل خلفيات معينة لو جاءت من وراء الحدود العراقية بكل تأكيد فإنها ستواجه بوعي المواطن العراقي ورفضه لمثل هذه الاجندة ونحن المدافعون عن حقوق العراقيين بكل توجهاتهم ولكن من حق اتباع اهل البيت ( ع ) ان يكون لهم تمثيلهم وحضورهم بما ينسجم مع ثقلهم ومن حق الآخرين ايضاً ان يكون لهم مثل الحضور نحن ندافع عن حقوق السنة والكرد والتركمان والمسيح في العراق والصابئين والايزيدية وغيرهم ولكننا ندافع ايضاً عن حقوق اتباع اهل البيت ويجب ان يكون لهم تمثيلهم وحضورهم كما هو لسائر القوميات والمذاهب والاديان في ظل قوى سياسية وائتلافات تعبر عن هذه التوجهات الوطنية .المراسلة / هل تعتقد ان المنافسة في الانتخابات المقبلة سوف تنحصر بين أحزاب دينية وعلمانية ام انها ستكون منافسة طائفية ؟سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد ان التنافس هو تنافس على البرامج لان العديد من الائتلافات اليوم هي ائتلافات مهمة ووطنية استطاعت ان تقنع أطراف من الانتماءات المذهبية في ان تكون حاضرة ضمن نطاق واحد ، من ناحية أخرى نعتقد ان التعبير عن الحالة الدينية يحتاج الى مزيد من التدقيق فنحن امام احزاب متدينة ولكن كل يتحرك في اطار بناء مجتمع وطني يحترم الهوية الاسلامية لابناء المجتمع العراقي ولايسن تشريعات وقوانين تتقاطع مع ثوابت الاسلام كما ورد في نص الدستور لرسم ملامح النظام السياسي الجديد في العراق ، الالتزامات الدينية والمذهبية للشخوص هذه قضايا تخصهم ولكن نحن ندير العملية السياسية ضمن المقاسات الوطنية التي تضمن للجميع حقوقهم وسياقاتهم ، اليوم من يراهن على الفتنة الطائفية ومن يريد ان يفرق بين الناس على أساس وضوء إيديولوجياتهم وفكرهم وعقيدتهم فانه يذهب بالاتجاه الخاطيء فالشعب العراقي اليوم يتوحد لبرنامج يمكنه ان ينهض بواقعه ليحافظ على هويته العربية والاسلامية ويوفر له الانفتاح الحقيقي بين شرائحه ومكوناته من ناحية وبين محيطة الاقليمي ومجتمعه الدولي من ناحية أخرى .المراسلة / ما هو مستقبل التحالفات مع الأخوة الكرد وما هو مستقبل الأكراد في العراق فعلياً ؟سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد ان كل العراقيين وبكل انتماءاتهم هم عراقيون ولهم الحق في ان يكون لهم حضور ومشاركة في إدارة البلاد والشراكة الحقيقية التي نتحدث عنها هي استثمار كل هذه الطاقات وكل هذه الجهود في خدمة البلد وليس من تميز او انحياز لطرف معين ، نعم هناك استحقاق انتخابي وثقل مكونات لشريحة يعبر عنها في العملية الانتخابية والذهاب الى الانتخابات يعني ان هناك من يحصل على الكثير من الأصوات وهناك من يحظى على الأقل ولكن يبقى أننا جميعاً عراقيون ونستظل تحت خيمة الوطن ، ونعتز ونفخر في ان تكون تحت علم العراق .المراسلة / هنا أتساءل حول هذا التحالف المعروف وهو التحالف الكردي الشيعي ؟سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد ان هناك تحالف عراقي سواءاً كان شيعي او كردي او تركماني .... الخ ومن يريد ان ينظر الى علاقتنا مع الأخوة الكرد على انها مبنية على حساب الآخرين فهو يذهب باتجاه الخطأ وهذه العلاقة دوماً كانت لصالح العراق ولصالح المكونات الأخرى ونحن نذهب الى بناء علاقات رصينة وتحالفات واسعة مع قوى من اعزائنا السنة العرب في العراق ، مع الجميع وننفتح عليهم ونكرس هذه التحالفات لبناء العراق القوي الواحد الذي يجتمع الجميع تحت فيئه ولايفكر احد في ان يكون خارج هذا الاطار .المراسلة / كيف تقيمون دور المرجعية الدينية في العراق وتأثيرها على تشكيل ملامح الانتخابات المقبلة ؟سماحة السيد عمار الحكيم / المرجعية الدينية مثلت تأريخياً في العراق الحصن الحصين والدرع الواقي للشعب العراقي وصيانة المشروع الإنساني في العراق وتدعيم الهوية الإسلامية لأبناء الشعب العراقي ، المرجعية الدينية في النجف الاشرف لاترى لنفسها ان تدخل في التفاصيل او جزئيات الحياة السياسية وانما تترك مثل هذه التفاصيل الى القوى السياسية والى الوعي العام المتنامي لابناء شعبنا ودائماً أخذت موقف الرعاية ودور الاهتمام بصيانة المشروع الوطني العراقي وقد لاحظنا توجيهات المرجعية وتوجيهها للمشاركة في الانتخابات لبناء التجربة وصياغة الدستور وللقائمة المفتوحة التي تعطي خيارات اكبر للناخب العراقي .المراسلة / هل تعتقد ان الكلمة الفصل في اختيار القائمة كانت للمرجعية وليس للبرلمان ؟سماحة السيد عمار الحكيم / اعتقد ان هناك احترام كبير للمرجعية ومن مختلف الأطراف السياسية وعلى اختلاف توجهاتها كون المرجعية لاتطالب بقضية شخصية ولا تتحدث عن مصالح معينة ولكنها تتحدث عن مصالح العراق والعراقيين فحينما تتحدث المرجعية يصغى لها ويسمع لحديثها ويتعامل بجدية مع توجيهاتها ولاشك ان نصح المرجعية باعتماد القائمة المفتوحة كان له الأثر الكبير على نفوس القوى السياسية المختلفة وساعد على تشجيعهم لاتخاذ القرار بذلك وتحويله الى قانون في مجلس النواب .المراسلة / كيف تفسر التوتر الامني والتفجيرات الاخيرة خصوصاً قبل مرحلة الانتخابات ؟سماحة السيد عمار الحكيم / طبعاً لاشك ان هذا التوتر هو ليس طارئ وانما هو مشكلة ومعاناة واجهناها منذ ست سنوات والى الآن ، واننا اليوم ندفع ضريبة الديمقراطية والحرية وبناء تجربة جديدة في وطننا العربي ، على كل حال تحملنا الكثير واعتقد اننا نشهد تطوراً ملحوظاً في الواقع الامني وهذا بحد ذاته يكشف عن تطور معين ولكن من المهم التأكيد على ان الارهاب في العراق لم يكن على خلفيات جنائية بحتة في يوم من الايام ودوماً كانت له خلفيات سياسية ودخل ضمن اجندة ومشاريع قد تكون دخيلة على الواقع العراقي وقد تم التناصر للعمليات الارهابية في العراق بحصولها على غطاء إعلامي من خلال القنوات إضافة الى الغطاء بالحصول على الفتوى من قبل التكفير واخراج الناس عن ربقة الاسلام وتصحيح قتل هؤلاء الناس على أنهم ما رقين عن الدين وغير ذلك مما نراه في الأداء الذي حصل ، هناك خلفيات سياسية وراء الارهاب شهدناها دائماً خلال الفترة الماضية وكان البعض يأخذ طريق استهداف الابرياء وإراقة الدم البريء وسيلة للوصول الى مكاسب سياسية وهذا الشيء سيء للغاية لان البعض يحقق مكاسب سياسية بارواح المواطنين وكان الفاتورة هو المواطن العراقي والحياة في العراق وهذا ما نأسف له ولذلك نعتقد ان الصداميين هم من يتحملون المسؤولية الكبرى في هذه العمليات من خلال التخطيط والتمويل وان كان يستعينون احياناً بالبسطاء من المتشددين ومن القاعدة لتنفيذ هذه الهجمات ونحن نحملهم المسؤولية وهم لازالوا يعتقدون بنفس المنهج السابق بانهم سيصلون الى السلطة من خلال القتل والدمار .المراسلة / لماذا وجهت أصابع الاتهام الى سوريا تحديداً و نراها تغض الطرف في احيان عن دول كثيرة ربما صدرت منها فتاوى لتكفير الشعب العراقي ؟سماحة السيد عمار الحكيم / بحسب معلوماتي ان الاتهام لم يوجه الى سوريا ولكنه وجّه الى الصداميين الذين يظن انهم استخدموا الاراضي السورية وقد تكون بعض المعطيات التي قدمها القادة الأمنيين مؤخراً الى مجلس النواب اشارت الى ان جزء مما قيل سابقاً لم يكن بمستوى الدقة المطلوبة ، على كل حال نحن نعتقد ان هناك بعض الاشكاليات شهدها العراق في علاقاته الإقليمية ، وكان هناك بعض الاتهامات هنا وهناك وان لم يكن اتهام فان هناك بعض المعطيات ومعلومات معينة توافرت لدى الاجهزة الامنية وكنا دوماً على عقيدة من ان الحوار الصادق والمباشر مع الدول المعنية هو المدخل لمعالجة هذه الاشكاليات ولبناء علاقة ثقة بين العراق ومحيطة الاقليمي.المراسلة / هناك تصريحات كثيرة تؤكد ان المؤسسة الامنية العراقية مخترقة ، هل تعتقد ان المستقبل القريب سيكشف لنا عن تورط اسماء وشخصيات امنية كبيرة في التفجيرات التي تحصل في العراق لاسباب سياسية ربما ؟سماحة السيد عمار الحكيم / لاشك انه هناك سؤال كبير مطروح امام المواطن العراقي بوجود 400 الف عنصراً امني في بغداد لوحدها وهي تعادل او تفوق جيوش الدول في المنطقة ، 400 الف عنصر امني منتشرين في بغداد وبوجود الآلاف من السيطرات المجهزة بأحدث التقنيات والأجهزة التي تكشف المتفجرات والتي يقضي المواطن العراقي ساعات طويلة في طوابير هذه السيطرات حتى يكتشف ان له عطر يحمله او سلاح خفيف مصرح به او احياناً ليس هذا ولا ذاك ولكن يضطر ان يقضي هذا الوقت الطويل ، كيف ان شاحنات كبيرة تحمل اطنان من المتفجرات تخترق العاصمة في وضح النهار وتصل الى قلب العاصمة وتتفجر وتتكرر هذا الأمر لمرات عديدة كيف يحصل ذلك لماذا لم تكتشفه هذه السيطرات و الأجهزة المتطورة كل ذلك يؤشر الى وجود خلل ما ، فما هو هذا الخلل ، هل هو تواطؤ أو اختراقاًت معينة أم هو إشكالية في المنظومة الامنية هذه أسئلة كبيرة يوجهها المواطن العراقي اليوم امام السادة المسؤولين عن الملف الأمني ، شكلت لجان عديدة وبعد كل تفجير تشكل لجنة ولكن قلما تعرّف المواطن على نتائج التحقيق فهل ان هذه اللجان تمارس دوراً او انها عملية تمييع للحقائق بطريقة وأخرى وجعل المواطن يعيش في دوامة من دون ان يحصل على إجابات شافية ، هذه آثار يتحدث بها الحريصون على العراق وعلى امن العراق ولا نسعى ان ننتقص من هيبة المؤسسة الامنية بقدر ما هي محاولة للوصول الى نتائج نضمن تحويل هذه المؤسسة الى مؤسسة قادرة على ان تحقق الامن المستدام .المراسلة / قلتم في تصريحات سابقة ان هذه التفجيرات ستستمر حتى الانتخابات ، هل تتهم اطرافاً سياسية بحد ذاتها في كونها متورطة في هذه التفجيرات ؟سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت نحن نتهم الصداميون بالدرجة الأساس بالتورط في هذا الأمر وهم يستهدفون المشروع السياسي ويستهدفون الحياة في العراق ولما كان الإرهاب الذي يمارسون يخضع لخلفيات وأجندة سياسية معينة ، فكلما كنا أمام منعطف في بناء تجربتنا وتثبيت مشروعنا السياسي العراقي كلما تصاعدت وتيرة جهودهم ومواقفهم الإجرامية لمثل هذه المعطيات يعتقد كثيرون في بلادنا ان مرحلة الانتخابات قد تشهد نوع من التصعيد من قبل هذه المجموعات الإرهابية ، طبعاً نحن لانتهم الاطراف والقوى السياسية الوطنية الكبيرة الحاضرة في المشهد السياسي والمتنافسة في المشروع السياسي العراقي اليوم وفي الانتخابات المقبلة ، انما نتهم الصداميين ولانستبعد ان يكون الصداميون يزجون أحياناً أشخاص او عناصر معينة في هذه الكتلة او تلك ويخترقون الواقع السياسي العراقي .المراسلة / ألا تعتقدون أن توتر الوضع الامني يصب في مصلحة قوات الاحتلال واطالة أمد بقاءهم في العراق ؟سماحة السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد كلما كان الوضع اكثر استقراراً كلما كان الاسراع بتنفيذ كامل اتفاقية سحب القوات الاجنبية وانهاء حضورها في العراق كان ايسر والمنطق اقول نتطلع الى ذلك اليوم القريب ضمن الجداول الزمنية المقره وفي غضون سنة واحدة نجد انسحاباً كلياً لهذه القوات ونتمنى ان لانجد في العراق عنصراً امنياً اجنبياً واحداً ، نسعى ان نبني علاقتنا مع الآخرين على اساس المصالح الوطنية العراقية في الجوانب الاقتصادية والسياسية والثقافية والعلمية والتعليمية الى غير ذلك وليس بلون امني او سلطوي .المراسلة / اذن في برنامجكم الانتخابي المقبل وضعتم ايضاً خطة للتعامل مع القوات الامريكية في العراق ، هل وضعتم محددات او نقاط معينة في الزامهم بالانسحاب وفي تقويض حركتهم داخل المدن العراقية مستقبلاً حتى عام 2011 .سماحة السيد عمار الحكيم / بكل تأكيد سيعمل الائتلاف الوطني العراقي وعدد من الائتلافات الوطنية على متابعة الاتفاقية التي تم إبرامها والتي تلزم الأطراف الاجنبية بالخروج من العراق ضمن أسقف زمنية محددة واضحة للجميع وايضاً تلزمهم بعدم الدخول الى المدن الا بطلب من الحكومة العراقية للمساعدة عندما تقتضي الحاجة ، الدخول بشكل متكرر والاساءة الى المواطنين والاعتداء على الحالة المدنية في العراق وجرح مشاعر المواطنين هذه من الاشكاليات الكبيرة التي تحتاج الى معالجات حقيقية .المراسلة / هناك اطراف وقوى كثيرة في العراق قاومت المحتل بالسلاح تحديدا، اريد ان اعرف ويعرف معي المشاهد العراقي ما موقف اكبر كتلة إسلامية في العراق من مفهوم المقاومة للمحتل ؟سماحة السيد عمار الحكيم / نحن دوماً كنا على عقيدة في ان مثل هذه الموضوعات الحساسة يجب ان تخضع لارادة الشعب العراقي وحينما تجري انتخابات وتكون هناك حكومة منتخبة من الشعب فيجب على الحكومة ان تنظم هذه العملية ، المقاومة من الحقائق التي لايمكن ان يتنصل او يتخلف عنها احد اما وسائل المقاومة وهل هي سلمية او انها مسلحة ، ماهي طبيعة واجراءات المقاومة في تحقيق الاهداف والاغراض ، ما هي الخطوات المطلوبة لاخراج القوات الاجنبية من بلادنا ، هذه مسائل تتطلب التشاور من الجميع والابتعاد عن الاجتهادات الشخصية وان تتم بمحورية الحكومة التي ينتخبها الشعب العراقي في ظل الاحتلال المشرعن بقرارات دولية .المراسلة / وفي الوقت ذاته ايضاً تكون هذه المقاومة مشروعة طالما الاحتلال مشرعن ؟سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت حينما كان العراق يتعرض الى الاحتلال المشرعن بقرارات دولية ، فبكل تأكيد كان لزاماً على العراقيين ان يقاوموا هذا الاحتلال بالوسائل المتاحة ، نعتقد اننا قطعنا شوطاً مهماً في مقاومة سياسية وسلمية استطاعت ان تخرج العراق من احتلال الى سيادة وان تحدد جداول زمنية واضحة لخروج هذه القوات كلياً من الاراضي العراقية ومما يؤسف له ان بعض عناوين المقاومة استهدفت مواطنين ومنشآت واستهدفت الحياة بشكل عام مما شوّه الصورة وضيع المواقف ولم يعط الصورة الكاملة لفرز المناهج والمواقف وقد يكون هناك قوى لم تستهدف مدنيين ولكنها بحاجة الى رؤية اوضح وتعريف الناس بحقيقة وطبيعة القوى التي ساهمت وشاركت بالضغط على القوات الاجنبية في الخروج من البلاد .المراسلة / قد تكون هناك قوى قاومت المحتل بعيداً عن استهداف المدنيين هل يتفق المجلس الاعلى مع مفهوم المقاومة ؟سماحة السيد عمار الحكيم / كما قلت مفهوم المقاومة له صدقية عالية وله مشروعية في المنطق الدولي عموماً وتبقى أساليب هذه المقاومة ما هو حجمها وطبيعتها هذه التفاصيل والسياقات تحتاج لرؤية موحدة تجعل منها الضغط باتجاه تعزيز السيادة وتحقيق المكاسب للشعوب والامم ، أصل المبدا لاعتراض عليه ولكن حينما يرفع شعار المقاومة اشخاص او جهات تقوم بالاساءة للمواطن العراقي او الحياة في البلاد فيكون لزاماً على من لايقوم بهذه الممارسات ان يعرف نفسه ويوضح أطروحته ويبدأ الناس بالتمييز بين هذا وذاك .المراسلة / لو افرزت صناديق الاقتراع بفوز الائتلاف الوطني العراقي ما الذي تقدمونه للشعب العراقي الذي انتخبكم ؟
سماحة السيد عمار الحكيم / نعتقد ان أول خطوة هي بناء برلمان قوي تنبثق منه حكومة قوية ، التفاهم بين الاطراف المختلفة سيجعل البداية بداية قوية وفاعلة نحن لاحظنا ان المواطن العراقي عانى الكثير وهو يتابع جلسات البرلمان والصخب الذي يرافقها وتعطيل القوانين احياناً كثيرة وهذا يعني ان هناك ازمة ثقة بين الاطراف في الفترة الماضية ، نعتقد ان الائتلاف الوطني العراقي هو الكيان الذي يمتلك علاقات مع جميع القوى المتنافسة الأخرى فاذا وفق في ان يكون محوراً في العملية السياسية المقبلة سيكون قادراً على توظيف جميع هذه الطاقات .
https://telegram.me/buratha