الديوانية / بشار الشموسي
اقيمت صلاة الجمعة العبادية السياسية بجامع الامام الحكيم وسط مدينة الديوانية بامامة حجة الاسلام والمسلمين سماحة السيد حسن الزاملي امام جمعة الديوانية . وقد ابتدأ خطبته الاولى بآي من الذكر الحكيم بعدها تحدث سماحته عن مرور الايام العشرة الاولى من شهر محرم الحرام والصور الجميلة التي رسمت من خلال احياء هذه الذكرى ورغمت التحديات والصعاب فقد خرجت الجموع المليونية تنادي يا حسين ويالثارات الحسين من رجال ونساء ومن اجمل هذه الصور هو المنظر الجميل الذي خرجت به النساء في يوم العاشر من محرم وشاركت في ركضة طويريج . والذي اعطى رسالة واضحة عن مشاركة المرأة ودورها في هذه المواكب . بعدها تحدث سماحته عن شخصية الامام الحسين وثورته الخالدة واهدافها وغاياتها .
اما في خطبته الثانية فقد ابتدأها سماحته بتقديم احر التهاني والتبريكات بمناسبة حلول العام الميلادي الجديد وودعنا العام الميلادي الماضي . لذا فاليوم تستقبل البشرية جمعاء عاماً ميلادياً جديداً وهي تعيش اوضاعاً صعبة واحداثاً خطيرة على مختلف الاصعدة سواء الامنية منها او الاقتصادية او الاجتماعية او السياسية . فقد ودعنا عاماً حافلاً بالاحداث والالام والمآسي وايماً دامية وتحديات صعبة . واليوم نحن على ابواب عام جديد لا نعلم مالذي ينتظرنا وماذا تحمل لنا الايام القادمة وليس بوسعنا الا ان ندعوا الله تعالى . ان يغير احوالنا من حال الى حال وان يحقق الامن والامان والسلامة والاستقرار وان يزيل الغم عنا وعن صدور المظلومين والهم عن قلوب المفجوعين والدموع من عيون الارامل والايتام . وان يمن على المرضى والمعاقين وما خلف لنا الارهاب من جروح وقلوب دامية ملؤها الاسى والحزن .
مطالباً جميع المسؤولين الذين رفعوا شعارات رنانة خلال الاعوام المضت مثل القضاء على الفساد ومحارته والقضاء على البطالة وتوفير الامن والاستقرار والعيش الكريم لابناء البلد . بان لايكون هذا العام هو عام شعارات ايضاً وان يكفوا عن اطلاق هذه الشعارات التي لا تغني ولا تسمن وان يلتزموا بوعودهم وعهودهم التي قطعوها لابناء الشعب العراقي المظلوم .
مؤكداً انه يجب علينا جميعاً التمسك بالثوابت المشتركة والتي لا يختلف عليها اثنان . الا اعداء العراق . حفظ وحدة العراق ارضاً وشعباً فالوحدة هي عامل مشترك وثابت . وايضاً الامن والاستقرار وهذا مطلب الجميع . وكذلك البناء والاعمار وتوفير الخدمات وتحسين الحالة المعيشية . والسيادة والدفاع عن البلد والتوزيع العادل للثروات والاهتمام بالمظلومين والفقراء . وكذا يجب العمل وبجدية من اجل الاعداد لمرحلة سياسية جديدة من خلال المشاركة في انتخابات برلمانية نزيهة وعادلة تحفظ حقوق الجميع . كما يجب ايضاً السعي الجاد باتجاه تحقيق العدالة والمساوات وتداول السلطة تداولاً سلمياً وعدم التمييز او الاستحواذ او التآمر والتهميش والاستبداد والحذر من الدكتاتورية .
وقد اوصى سماحته بضرورة الحذر الشديد من اعداء العراق والوقوف بوجووههم وعدم السماح لهم بالدخول والعودة وفي مقدمتهم البعث الصدامي . وعلى ابناء الشعب العراقي ان يقفوا مع اجهزتهم الامنية وقفة رجل واحد ضد الارهاب والارهابيين .
مطالباً ايضاً بان تكون هناك معالجة حقيقية للبطالة وتهيئة فرص العمل للعاطلين والصدق مع ابناء اتلشعب وعدم تسويف هذا الملف وترك الشباب يعانون الم البطالة .
اما عن قضية الاصلاح والتغيير فقد طالب سماحته بان يكون هذا العام هو عاماً للاصلاح والتغيير خصوصاً بعد مرور الكثير من السنوات منذ سقوط الصنم ونحن لم نشهد اي اصلاح او تغيير على مختلف الاصعدة وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية والثقافية والعلمية والاعلامية وغيرها من المجالات . وهذا بحد ذاته هو مطلباً جماهيرياً لا يمكن التغاضي عنه . وان الاصلاح لا يتحقق الا من خلال التغيير . اي تغيير النظام الحاكم الذي هو مسيطر على جميع المفاصل .
متسائلاً سماحته بانه هل حصل اصلاح بعد تغيير النظام الحاكم اي النظام البائد وجيء بنظام غيره ؟ مجيباً عن هذا التساؤل بانه قد حصل اصلاح بعد التغيير لكن بمستويات متفاوتة ودفعت ازاء ضريبة . ولكن الاصلاح الذي ينشده ابناء الشعب العراقي يحتاج الى قيادات صالحة اي هي التي بدأت باصلاح ذاتها ومن ثم تتصدى لعملية الاصلاح . لان فاقد الشيء لا يعطيه .
اما عن الوضع الامني . فقد طالب سماحته بتنفيذ الاحكام الصادرة بحق المحكومين بجريمة تازة في مكان الجريمة وامام ذوي الضحايا . ليكونوا عبرة لغيرهم ولاخذ حقوق الشهداء وتقر عيون الامهات والارامل والايتام . مؤكداً ان العلاج للوضع الامني لا يمكن ان يكون مالم تنفذ الاحكام الصادرة بحق المجرمين الصداميين والتكفيريين . وهذا فقط هو من يعالج الوضع الامني ويردع هؤلاء المجرمين عن ارتكاب جرائمهم .
وفي موضوع اخر ناشد خلاله مجلس النواب بان يهتموا بالقوانين المعطلة ويعطوها اهمية مثل الميزانية التكميلية والتعامل معها بنفس وطني بدون اي تعليق ومتابعة وضعها . وايضاً تخصيصات المحافظات واعطاؤها نسبة اكبر من التي خصصت لها وذلك من اجل تنفيذ المشاريع الخدمية للمواطنين . مشيراً الى المؤتمر الذي عقد في مدينة النجف الاشرف لمجالس عشر محافظات والذي جلس فيه المؤتمرون ليتباكوا على قلة التخصيصات . مؤكداً على ان هذه التخصيصات القليلة هي اسبابها المركزية والدكتاتورية وحين قلنا او تحدثنا عن الفدرالية واللامركزية الجميع رفض ذلك . مع العلم بان اللا مركزية هي ضمان لحقوق المحافظات وابنائها .
مناشداً في الوقت نفسه بضرورة ان يصحب الميزانية الجديدة تقليل لرواتب المسؤولين وكفى مجاملات على حساب الفقراء والمستضعفين والاهتمام برواتب المتقاعدين وشبكة الحماية والالتفات الى معانات الشعب وعدم التفكير فقط وفقط بالمسؤولين .
وعن مفردات البطاقة التموينية فقد ابدى سماحته استياءه الشديد من عدم توفر مفردات البطاقة التموينية وخصوصاً مادة السكر التي لم تتوفر منذ شهور . بالمقابل انها كانت متوفر في ذروة الفساد الموجود في وزارة التجارة . وحين كشف الفساد اصبحت هذه المفردات اكثر تعثراً من ذي قبل . وعلى مجلس النواب والمسؤولين ان يولوا هذه القضية اهتماماً بالغاً لانها تؤثر على الفقراء والمعوزين والمحتاجين من ابناء شعبنا العراقي .
https://telegram.me/buratha